إن هذا الموضوع فيه بعض الإشكالات من التعارض الظاهري بين بعض النصوص، لذا أقوم بذكر هذه النصوص مع بيان الإشكالات المحتمل تصورها، وأقوم بتوجيه أوجه الجمع بينها.
عن السميط قال: اسمهُ اسمُ نبيّ وهو ابن إحدى أو اثنين وخمسين يقومُ على الناس سبع سنين، وربما قال ثمانِ سنين. ويُقال أن هذا الأثر الوارد عن أحد التابعين هو أصحُ الآثار الدالة على عمر المهدي عند توليه الأمر في مكة، وفيه تصريح بأنّ عمره في ذلك الوقتُ يكون إما واحد وخمسين أو إما اثنين وخمسين، وهناك بعض الروايات تقول؛ بأنه يملك سبعُ أو تسع سنين تكون وفاته قريب من سنّ الستين.
أولاً: عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إنَّ في أمَّتي المَهديَّ يخرجُ يعيشُ خمسًا أو سبعًا أو تسعًا زيدٌ الشَّاكُّ قالَ قلنا وما ذاكَ قالَ سنينَ قالَ فيجيءُ إليهِ الرجلُ فيقولُ يا مَهديُّ أعطني أعطني قالَ فيحثي لَه في ثوبِه ما استطاعَ أن يحملَه” أخرجه الترمذي.
ثانياً: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: “يكونُ من أُمَّتي المَهديُّ، فإنْ طالَ عُمُرُه أو قَصُرَ عُمُرُه عاش سَبْعَ سِنينَ، أو ثَمانِ سِنينَ، أو تِسعَ سِنينَ، يَملَأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا، وتُخرِجُ الأرضُ نَباتَها، وتُمطِرُ السَّماءُ قَطْرَها”. أخرجه أحمد.