إن عملية التنفس أثناء النوم أشبه بسيارة متوقفة نظرًا لضوء التوقف الخلفي لسيارة أمامها. فمحرك السيارة، في الظروف المثالية، يكون بطيئًا بقدر كبير ولكنه يواصل العمل بشكل انسيابي. فإذا تباطأ بشكل مبالغ فيه، قد تبدأ السارة في التقلقل بعض الشيء، وربما حتى توقف محركها تمامًا.
وعندما تخلد إلى النوم، يتباطأ التنفس، وتسترخي العضلات، ويضيق منفذ الهواء بعض الشيء، ولكنك لا تتوقف عن الشهيق والزفير بشكل منتظم. وإذا ضاق منفذ الهواء بشكل مبالغ فيه لسبب أو لآخر، ستشرع في الغطيط. أما إذا ضاق هذا المنفذ تمامًا، فقد يتوقف التنفس كليًا مما يجبرك على اللهاث بحثًا عن الهواء والاستيقاظ مؤقتًا.
ويشار إلى الغطيط الذي يحدث عن ضيق منفذ الهواء بعض الشيء بالغطيط البسيط أو الأولي. وعلى الرغم من انه لا يتهدد الحياة، فمن الأسلم علاج الغطيط طالما انه من الممكن أن يقض مضجع شريك حياتك بشدة. ويعرف الانسداد التام أو شبه التام لمنفذ الهواء أثناء النوم باسم انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)- وهو اضطراب خطير له آثار مدمرة على صحة الإنسان وجودة حياته.
إن 40% من الراشدين يغطون في نومهم، ويذكر أن الرجال أكثر غطيطًا من النساء. ولعل هذا الاختلاف راجع إلى الدور الوقائي الذي يلعبه هرمونا البروجيستيرون والأستروجين، فالنساء يغططن في نومهن قبل سن اليأس أقل من الرجال، بيد أن الغطيط يزداد لدى النساء في فترات متأخرة من حياتهن. ويذكر أن بعض الأطفال يغطون، ولكن الغطيط أكثر شيوعًا لدى البالغين، خاصة هؤلاء الذين يعانون من زيادة الوزن.
تسترخي عضلات حلقك عندما تنام، فيصبح الحلق أكثر ضيقًا وليونة. وهذا أمر طبيعي. فإذا ضاق منفذ الهواء بقدر أكثر من اللازم، يضطرب تدفق الهواء بعد أن كان سلسًا منتظمًا، مما يجعل جدران الحلق تبدأ في التذبذب- عادة عندما تستنشق الهواء، وكذلك عندما تزفره ولكن بمعدل أقل. وتفضي هذه الذبذبات إلى الصوت المميز للغطيط. وكلما ضاق المنفذ لهوائي، علا صوت الذبذبات وزاد الغطيط.