أما مقومات الإيمان بالقضاء والقدر ومراتبه فهي:
يشير معنى القضاء في اللغة إلى معنى إحكام الأمور وإنفاذها لجهتها واتقانها، والقضاء أصله من القطع، وقضاء الشيء، والفراغ منه، كما يأتي القضاء لغة بمعنى الفصل والبيان والحكم، أما اصطلاحاً فمعنى القضاء هو تقدير الله تعالى لما خلقه من الكائنات والمخلوقات بحسب علمه السابق، وحكمته التي اقتضاها، أما القدر في اللغة فمشتق من فعل قدر، فيقال قدرت الشيء أي أحطت بمقداره، فهو يشير إلى معنى إحاطة الله تعالى بمقادير الأمور، أما اصطلاحاً فالقدر هو علم الله تعالى السابق بما سيكون ويوجد من الأشياء، وكتابة هذا العلم قبل وجودها، ثم وجود تلك الكائنات بخلق الله لها ومشيئته لوجودها وفق علم الله تعالى السابق بما ستكون عليه.
إن الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره يعتبر من أركان الإيمان الستة، ومعنى الإيمان بالقضاء والقدر التصديق القلبي الجازم بأن كل ما يقع في الكون من أحداث، وما يصيب الأنفس من شر أو خير إنما هو بتقدير الله تعالى لها، ووفق قضائه سبحانه ومشيئته حيث لا يخرج شيء في هذا الكون عن إرادته، وهو وحده الذي لا يسأل عما يفعل بسبب كمال تقديره وحكمته.
موسوعة موضوع