على الرغم من أن الساعة الداخلية ذاتية الانضباط, إلا أنها تستجيب للعديد من الدلائل الخارجية التي تحافظ على ضبطها على مدار الأربع والعشرين ساعة. ويطلق العلماء على هذه الدلائل اسم "منظمات الوقت". وتتضمن الميقاتيات الرئيسية الضوء, والمؤشرات الزمنية, والميلاتونين.
يعد الضوء الذي يسقط على عينيك أعظم العوامل أثرًا. فنظرًا للصلات التي تربط ما بين العين والنواة العصبية فوق التقاطعية, فإن الضوء يستطيع التأثير على إيقاع النوم / الاستيقاظ بشكل مباشر. وعندماعرض الباحثون المتطوعين بأحد معامل تجارب النوم إلى الضوء في فترات زمنية متقطعة تتعارض مع العالم الخارجي, حدث أن ضبطت الساعة الداخلية للمشاركين في التجربة نفسها بحيث توائم المعطيات الضوئية الجديدة. إن ما يصل إلى 90% من المكفوفين يعانون من اضطرابات في الإيقاع اليومي, ومشاكل في النوم مما يثبت أهمية الضوء لأنماط النوم / الاستيقاظ. وعلم الباحثون أن تسليط دفقات من الضوء في فترات محددة أثناء الدورة اليومية من شأنه تحويل الإيقاع بطرق متوقعة؛ الأمر الذي تتجلى أهميته عند علاج اضطرابات الإيقاع اليومي.
بينما يطالع المرء الساعات, ويتابع جداول أعماله ومواعيد المواصلات, ويلبي المتطلبات الاجتماعية كي يظل يقظًا ومتنبهًا لأحداث ومهام بعينها, نجد أن هناك ضغوطًا متواصلة للالتزام بجدول الأعمال. وهذه المؤشرات الزمنية من شأنها مساعدة الساعة اليومية على الالتزام نجدول الأعمال الممتد على مدار أربع وعشرين ساعة.
تحتوي خلايا النواة العصبية فوق التقاطعية على مستقبلات للميلاتونين, وهو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية – التي تق بين نصفي المخ – بحسب إيقاع يومي متوقع. وفي غياب الضوء, تبدأ نسب الميلاتونين في الزيادة في فترة متأخرة من الليل, وتزداد بعد الفجر. ومن الممكن تثبيط إفراز الميلاتونين, ولو حتى في منتصف الليل, بواسطة التعرض إلى الضوء. ويعتقد العلماء أن دورة الميلاتونين اليومية الحساسة للضوء تساعد على الحفاظ لي دورة النوم / الاستيقاظ في مسارها السليم. ومن الممكن أن تستحث جرعات ضخمة من هذا الهرمون الناس لدى البعض, كما وجد أن الميلاتونين يساعد على إعادة ضبط الساعة اليومية مما تتجلى فائدته عند التكيف مع الإعياء والدوار الذي يحدث أثناء ركوب الطائرة.
العربية
