أشارت العديد من الدراسات حول آثار العقاب البدني على الأطفال إلى أنّ الطفل الذي يتعرض للضرب بكثرة يُصبح أكثر تحدياً لأبويه وللقوانين، وتُصبح العلاقة بين الطفل ووالديه أقلّ ترابطاً وتماسكاً،كما تنخفض ثقة الطفل بهما، ويضعف لديه الشعور بالاستقرار والأمن، وهي جميعها ما يحتاجه الطفل لتطوير المهارات اللازمة لإدارة سلوكه.
وجد الباحثون في دراسة استطلاعية استمرّت لمدّة تسعة عشر عاماً، أنّ الأطفال الذين عانوا من العقاب الجسدي في منازلهم أصبحوا أكثر أنانيةً، وغير قادرين على الانخراط في المجتمع، كما أصبح الضرب قاعدةً مقبولةً يُطبّقونها على غيرهم عندما أصبحوا في سن المراهقة والبلوغ، ويعود ذلك إلى أنّ محاولة أحد الوالدين تعديل سلوك ابنهم عن طريق الضرب، يُخبرهم ضمنياً أنّ ضرب الأشخاص الأصغر والأضعف طريقةً مقبولةً للحصول على المطلوب منهم، ويُشار إلى أنّ التصرفات العدوانية ضد المجتمع تتضمّن أيضاً التصرفات العدوانية تجاه أفرد العائلة والأقران على حدّ سواء.
يُشير الباحثون إلى أنّ خوف وتوتر الطفل بسبب تعرضه للضرب يؤثّران في نمو دماغه، كما أشارت دراسة نُشرت في عام 2009م أنّ ضرب الطفل يُقلّل من مستوى ذكائه؛ فكلّما ضُرب الطفل أكثر أصبح النمو العقلي لديه أبطأ، خاصةً عندما يتعرّض الطفل للضرب باستمرار لأعمار متقدمة.
إنّ الأطفال الذين يتعرضون للعقاب الجسدي؛ كالصفع، أو الدفع، أو الإمساك بقوة، أو غيرها معرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بالاضطرابات العقلية، حيث أشارت دراسة نُشرت عام 2012م إلى أنّ الضرب القاسي يرتبط بارتفاع احتمالية الإصابة بالاضرابات المزاجية واضطرابات الشخصية،كما يسبب الضرب مشاكل الصحة العقلية؛ كالقلق، والاكتئاب، وقلّة التعاطف مع الآخرين، ومحدودية استيعاب معايير السلوكات الأخلاقية، وتعاطي المخدرات.
إنّ ذكريات الطفولة السيئة المرتبطة بالضرب تُقلّل من المشاهد المبهجة في تلك الفترة، وهذا يعود إلى انّ الناس يتذكرون الأحداث المؤلمة التي يمرّون بها أكثر من الأحداث السعيدة، والطفل الذي يتعرض للضرب سيتذكر غالباً مشاهد الضرب، ولن يتذكّر مشاهد سعيدة بعينها مع تفاصيلها الدقيقة.