تُعدّ المرارة (بالإنجليزية: Gallbladder) أحد أجزاء الجهاز الهضمي، وهي كيس ذو جدار عضلي، وتقع أسفل الكبد وأمام الجزء الأول من الاثني عشر، وتشبه في شكلها حبة الكمثرى، وتتسع المرارة لما يقارب 50 ملليليتر من السوائل، ويبطنها جدار داخلي مُخاطي يُشبه الغشاء المبطن للأمعاء الدقيقة، ويتكون الجدار من العديد من الخلايا البارزة تُسمى بالزُغَيْبات (بالإنجليزية: Microvilli)؛ حيث تزيد هذه الخلايا من مساحة امتصاص السوائل، وتتكون المرارة من ثلاثة أجزاء أساسية، وهي: القاع وهو الجزء المستدير البعيد في المرارة، ويقع بالقرب من السطح السفلي للكبد، والجزء الثاني يُعرف بالجسم الذي يحتل الجزء الأكبر من المرارة، ويقع بالقرب من الجانب الخلفي السُفلي للكبد والقولون المستعرض، وبالقرب من الجزء العلوي للاثني عشر، والأخير يُعرف بالرقبة، وهي جزء مدبب يتصل بالقَناة الكيسية (بالإنجليزية: Cystic duct)، وفي هذا السياق يُشار إلى ما يُعرف بالقناة المرارية أو القناة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile duct)، وتتكون هذه القناة من ثلاثة فروع على شكل حرف Y؛ الفرع السفليّ يُعرف بالقناة الصفراوية المُشتركة (بالإنجليزية: Common bile duct) التي تنتهي بالاثني عشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة)، وأمّا الجزء العلوي الأيمن فهو قناة الكبد؛ إذ ترتبط بالكبد الذي ينتج العصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile)، والجزء الأيسر العلويّ هو القناة الكيسية سالفة الذكر، وترتبط بالمرارة حيث يتم تخزين العصارة الصفراوية، ويُسمّى النظام الذي يتكون من المرارة والقنوات الصفراوية التي تتصل بالكبد والأمعاء بالجهاز الصفراوي (بالإنجليزية: Biliary system)..
تتمثل وظيفة المرارة الأساسية بحفظ وتخزين العصارة الصفراوية التي تُساعد على هضم الدهون المتناول، ومن الجدير بالذكر أن الكبد ينتج العصارة الصفراوية كما بيّنا، ثمّ يتم إفرازها في الأمعاء الدقيقة أثناء تناول الطعام، وفي الأوقات التي لا يتم فيها تناول الطعام تنتقل هذه العصارة من الكبد إلى المرارة لتخزينها لوقت الحاجة إليها، وتتكون العصارة الصفراوية من ماء مخلوط بالأملاح الصفراء لتساعد على هضم الجزيئات الكبيرة من الدهون، بالإضافة إلى أنّ العصارة الصفراوية تتكون من الكولستيرول، والأصباغ، وبعض المواد الدُهنيَّة.
وحتى تُؤدي المرارة وظيفتها؛ فإنّها تنقبض لتُفرز المادة الصفراء في القناة الهضمية؛ وذلك بعد تحفيزها من قبل مواد تُفرَز من الأمعاء الدقيقة والمعدة عندما يكون الطعام غنيًّا بالدهون، حيث تساعد العصارة الصفراويّة على هضم الدهون لتنتج الطاقة، ومن الجدير بالذكر أنّ للعصارة الصفراوية دورًا مهمًا في امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين أ، د، هـ، ك،[٦] وبالإضافة إلى ذلك يمتص الغشاء المخاطي للمرارة الماء والكهارل من صفراء الكبد المخففة.
ويجدر التنبيه إلى أنّه يلجأ في بعض حالات حصى المرارة (بالإنجليزية: Gallstones) التي تسبب الشعور بالألم إلى استئصال المرارة، ولا تشكل هذه الحالة أي خطر على حياة المريض، حيث إن الكبد سيستمر بانتاج كميات كافية من العصارة الصفراء لهضم الدهون، لكن لن تخزن هذه العصارة في المرارة بل ستنتقل مباشرة إلى الجهاز الهضمي، وقد يعاني بعض المرضى الذين خضعوا لاستئصال المرارة من بعض المشاكل مثل الإسهال والانتفاخ، ولكن سرعان ما تزول هذه المشاكل بعد مضي عدة أسابيع على إجراء الجراحة، ولكن يُوصى هؤلاء المرضى باتباع نظام غذائي صحي متوازن مع الحرص على تجنب تناول أي طعام أو شراب يُحفّز ظهور الأعراض أو يزيدها سوءًا.
تتعرض المرارة للعديد من المشاكل الصحية التي تؤثر في قدرتها على أداء وظيفتها، وإنّ أغلب المشاكل تظهر نتيجة انسداد القناة الصفراوية بالحصى المتكونة في المرارة، حيث يسبب ذلك ظهور العديد من الأعراض مثل الشعور بألم حاد في منطقة البطن والغثيان، وبالإضافة إلى ذلك قد تتعرض المرارة للاحتقان، أو الالتهاب، أو العدوى، أو قد تنمو فيها الأورام، كما أن بعض الأشخاص يعانون من عيوب خلقية في المرارة ونذكر فيما يأتي بعضًا من المشاكل الصحية التي تؤثر في المرارة:
إنّ اتباع نظام حياتيّ صحيّ يلعب دورًا فعالًا في تقليل فرصة المعاناة من اضطرابات المرارة ومشاكلها، بما في ذلك حصى المرارة، وعليه يمكن تقديم مجموعة من النصائح التي تفيد في المحافظة على سلامة المرارة فيما يأتي: