ماخلقك الله لكي تشقى

الكاتب: رامي -
ماخلقك الله لكي تشقى
الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا لكي يعذبنا ونشقى،فهو أرحم بنا من الأم بمولودها، وفي حديث عن الرحمة حدثنا الحكم بن نافع البهراني: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرنا سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه).لذلك أيها الإنسان الله سبحانه لم يخلقك لكي يتسلى بتعذيبك،وإنما وضع فيك سره لكي تشق طريقك بهذه الحياة،فلا تعتقد بأن الله يتربص بك ويختبرك وترك شأنه وبقية مخلوقاته في الأكوان لكي يراقبك طوال الوقت، كأن مافي هذا الكون أحد إلا سواك،لكي يرصد أنفاسك ويرى تحركاتك،فمن أنت ومن تكون لكي يتابعك دوماً ملك الملوك في حركاتك وسكناتك، فأنت في الكرة الأرضية تعتبر أصغر من حجم النملة أو تكاد لاترى، وأما كوكب الأرض الذي أنت تعيش عليه فهو يعتبر كنقطة صغيرة جداً في مجموعتنا الشمسية وأما مجموعتنا الشمسية فتعتبر أيضاً صغيرة جدأً مقارنة بمجرتنا ، وأما مجرتنا تعتبر صغيرة جداً مقارنة بالكون ، وأما الكون الذي مجرتنا فيه يعد ضئيلاً جداً وصغيراً مقارنة بالأكوان الأخرى، لذلك أيها الأنسان اعرف حجمك واعرف أين تعيش واعرف عظمة ربك ملك الملوك، فالله لو نظر إليك فستعد أنت محظوظاً لأنه سيرحمك ولن يعذبك، وأما إذا كنت عظيم الشأن عند الله فأنت ستذكر عنده في الملأ الأعلى والسموات لأعمالك العظيمة الصالحة التي قدمتها لنفسك أولاً ثم استفاد منها الناس، فالله سبحانه حينما قال “ونحن أقرب إليه من حبل الوريد” هو يقصد بذلك من خلال علمه وقوته وقوانينه ووعيه وإحتوائه وليست للتربص بك للإيقاع بك أو إيذائك أو أنك أنت في وضع دائم للاختبار ولكن أنت مثلاً ربما تكون مريضاً فهي إشارة بأن لديك قصور بجسمك في شيء ما أو سبب ما أو هناك زيادة في شيء أدى لخلل ما في جسمك ، فلابد أن يكون هناك توازن ووسطية في حياتك بحيث لاتعرض نفسك للتهلكة،أو أنه قد إبتلاك بهذا المرض لكي يمنع عنك أذى أكبر ،أو حينما تفشل في تحقيق هدف ما أو فقدت شيئاً ما فهذا ليس معناه اليأس من رحمة الله ونهاية المطاف،أو أن الله لايريد بأن تحقق ماتصبو إليه وأنه ليس هناك سعادة، بل لأن الله يريد لك الخيرة و الأفضل، ومن جهة السعادة فهي تنبع من داخلك وليست عند أحد من البشر وهناك أسباب لها، فتلك الأمور التي قد ذكرتها أعلاه كلها تندرج تحت المنهج أو الطريقة التي سنها الله سبحانه وهي قوانين التي نستمد منها الإيمان والتفاؤل والأمل والسعادة والنجاح وكيف نتعامل معها في قانون الجذب والابتلاء وهذه تنطبق على جميع البشر المؤمن منهم والكافر والمشرك والملحد والأبيض والأسود والأصفر والأحمر فحينما تعتقد بمبدأ الوفرة وأن هناك خيراً قادماً وإذا ضاعت فرصة فهناك فرص قادمة مع فعل الأسباب من خلال التعلم وتطوير القدرات والعمل وقوة الإرادة بحيث يكون هناك إصرار على أنك سوف تكون أفضل في أي مجال تطمح إليه وأنك ستحقق فيه أهدافك، من خلال المثابرة على العمل وتصحيح الأخطاء التي تواجهها لكي لايكون هناك شيء يعيقك نحو تحقيق نجاحك، فعظمتك وعظمة أي إنسان تكون بالعمل على شغفك وتطويره حتى تصل لدرجة الإبداع ثم تبدأ بعد ذلك تقطف ثمرات النجاح، وتصبح ملهماً وقدوة للكثيرين، فالنجاح ليس حكراً على شخص معين أو شعب معين أو عرق معين أو ديانة معينة،أو لون معين، فالله قد خلق البشر وجعل بداخل كل واحد منهم موهبة ولكن على الإنسان بأن يكتشفها ويزيل عنها الغبار ويلمعها ويصقلها ، فستكون موهبته كالجوهرة الثمينة التي تخطف الألباب،فيا أيها الإنسان الله بكرمه وعدله قد أعطاك كل شيء لكي تكون مميزاً، ولكن عليك الأخذ بالأسباب والعمل عليها لكي تصبح في المستقبل شيئاً عظيماً،فتستفيد أنت ويفيد ماعملته الناس وسيخلدك التاريخ، فالله سبحانه لم يخلقك لكي تعاني وتكون مقيداً من خلال الألم والابتلاء وحياتك تصبح سجناً لهذا الجانب المظلم، وإنما قد خلقك لكي تكون خليفته في الأرض وخلق بداخلك بذور العظمة لكي ترويها وتهتم بها لكي تنمو وترعاها حتى تثمر في المستقبل وتؤتي أكلها.
سلمان محمد البحيري
شارك المقالة:
121 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook