الكفارة في اللغة: وهي مأخوذة من الكفر وهو التغطية والستر بصفةٍ عامة سواء كان تغطية مادية أو تغطيةً معنوية وإنَّ كانت. وفي المادية أظهر والمعنوية تلحق بالمادية ولهذا سمى الزراع للأرض كافراً؛ لأنه يقوم أثناء زراعته بتغطية البذر في الأرض وسترهُ، فقال تعالى:”يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ” الفتح:29. ولما كانت التغطية المادية أظهر فلا نقول بأنه يُقاس عليها التغطية المعنوية وهو ستر الذنب وإنَّما كان معنى للكفارة مطلق الستر ليشمل الستر المادي والمعنوي فيكون الستر المعنوي أصل في معنى الكفارة وليس مقيساً وسبب ذلك: أن القياس فيه تعدية للحكم لكن كونه أصلاً لا تعدية فيه فيكون أقوى.
الكفارة اصطلاحاً: لم نجد لها في الاصطلاح تعريفاً جامعاً مانعاً وإنَّما التعريفات التي ذكرت أما أن تتناول الاسم فقط كما ورد في بدائع الصنائع حيثُ قال: إنَّ الكفارة هي إسمٌ للواجب، يعني أن اسم الكفارة يُطلق على القدر الواجب في الذمة ولم يتعرض في تعريفها لسَببها ولا لآثارها واكتفى بأن الاسم يطلق على الواجب فحسب. أما تعريف الكفارة أيضاً هي عبارة عن اسم لعقوبةٍ مقدرة شرعاً لستر الإثم المترتب على ارتكاب المحظور قولاً وفعلاً.
تُسمّى كفارةً وهذا هو الغالب وقد ورد ذلك في القرآن والسنة.
أما من القرآن: في قول الله تعالى في كفارة اليمين:”فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ” المائدة:89.
أما السنة: فقوله صلى الله عليه وسلم: “ومن حلف على شيءٍ ورأى غيره خيراً عن يمينه وليأت الذي هو خير”. صحيح مسلم شرح النووي.