اتفق الفقهاء على أنّ الحادّة يجب عليها أن تتجنّب كلّ ما يدعو إلى جِماعها وما يدعو إلى النظر إليها، وإلى حسنها أو ما يُلفت الأنظار إليها، فقد ذكر الفقهاء أربعة أمور يجب أن تبتعد عنهن المعتدّة:
اجتناب العطور بأنواعها:
اتفق الفقهاء على تحريم تعطّر المرأة في فترة إحدادها، ومن الأدلة على ذلك، قوله صلّى الله عليهم وسلم: “لا تمس طيباً، إلا عند أدنى طهرها، إذا طهرت من حيضها بنبذة من قسط أو أظفار” فقال ابن حجر: المقصود من التطيّب بهما أن يخلطا في أجزاء آخر من غيرهما، ثم تسحق فتصير طيباً، والمقصود بهما هنا أن تتبع بهما أثر الدم لإزالة الرائحة لا للتطيّب، وزعم الداودي أن المراد أنها تسحق القسط وتلقّيه في الماء آخر غسلها لتذهب رائحة الحيض.
– عن زينب بنت أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخلت على أم حبيبة زوج النبي النبيّ صلّى الله عليه وسلم حين توفّي أبوها أبو سفيان فدعت بطيب فيه صفرة خلوق أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضها ثم قالت: والله ما لي بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:
“لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا”. رواه البخاري، والنسائي، وابن ماجه. ويدخل في العطور الأدهان المطيبة، كدهن الورد والبنفسج والياسمين والبان، وما أشبهه، لأنه استعمال للطيب، بخلاف الأدهان بغير المطيب، لأنه ليس بطيب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.