يعود سبب انخفاض درجات الحرارة في المُرتفعات إلى مرور حوالي ما نسبته 50٪ من أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي ووصولها إلى سطح الأرض، ثم امتصاصها بنسبة 20٪ من قِبل الغازات المُتواجدة في الهواء، وإعادة ما نسبته 30٪ إلى الفضاء، وبذلك تكون درجة حرارة المناطق القريبة من سطح الأرض أعلى من المرتفعات، نتيجةً لامتصاصها نسبة أكبر من الأشعة، فينخفض الضغط الجوي عند القمم العالية، ممّا يؤدّي إلى تمدّد الهواء، وبالتالي انخفاض درجات الحرارة في المرتفعات.
يُعدّ الغلاف الجوي أحد أهمّ عوامل انخفاض درجة الحرارة في المُرتفعات، وذلك لأنّ طبقة التروبوسفير تمتد على ارتفاع 12 كم من الغلاف الجوي، بالإضافة إلى تأثير الأشعة فوق البنفسجية على جزيئات الأوكسجين، وعمليّة إنتاج طبقة الأوزون التي تقوم بتحرير الطاقة على شكل حرارة، فتنخفض درجة الحرارة إلى صفر درجة مئويّة، وذلك عند الوصول إلى الحد الأعلى من طبقة الستراتوسفير، أمّا طبقة الميزوسفير التي يكون ارتفاعها ما بين 50 و 80 كم، فإنّها لا تحتوي على عدد كاف من جُسيمات الهواء، وتبدأ درجة الحرارة فيها بالانخفاض مرّةً أخرى وصولاً إلى 80 درجة تحت الصفر، ثُم ترتفع مجدّداً في طبقة التيرموسفير المُمتدّة ما بين 80-620 كم، وتتجاوز الألف درجة مئويّة، وذلك بسبب امتصاص جُزيئات الأكسجين للأشعّة فوق البنفسجيّة.
تزداد درجة الحرارة في المناطق المُنخفضة، وتقلّ تدريجيّاً في المناطق المرتفعة، حيثُ إنّ ضغط الهواء يكون أكبر كُلّما قلّ الارتفاع وكان أقرب إلى مستوى سطح المُحيط، إذ إنّ جزيئات غاز الأوكسجين تتجمّع معاً في الارتفاعات المُنخفضة عن سطح البحر، فتزداد درجة الحرارة في المناطق المُنخفضة عندما يزداد ضغط غاز الأوكسجين.