النقرس “Gout” هو أحد أنواع التهابات المفاصل التي تصيب الإنسان، ويتظاهر بالألم أثناء حدوث الهجمة الحادة ويحدث ذلك بسبب ترسب بلورات حمص البول “Uric Acid” في المفصل والنسج المحيطة به.
يمكن أن يصيب أي شخص، ولكنه أكثر حدوثا عند الرجال وخاصة بعد عمر 30 سنة، كما يزداد حدوثه عند النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
يمكن أن يصيب النقرس أي مفصل في الجسم، لكنه أكثر حدوثا في المفاصل البعيدة كمفاصل القدم واليد والكاحل والمعصم والمرفق والركبة.
عادة ما يصيب مفصل الإصبع الكبير في القدمين (المفصل المشطي السلامي) ويمكن أن يكون العرض الأول لمرض النقرس، ويكون بشكل تورم مؤلم في المفصل حيث يكون الألم أكثر شدة في الليل ويترافق باحمرار بالمفصل وارتفاع حرارة موضعي.
تتطور الأعراض خلال ساعات ويمكن أن تستمر لعدة أيام ولكنها تزول بعد 10 أيام تقريبا، وغالبا ما تتكرر الأعراض خلال سنة.
يحدث النقرس عند ترسب بلورات حمض البول “Uric Acid” في المفصل والنسج المجاورة، ينتج حمض البول من تفكيك مادة تسمى البورين، وهي مادة موجودة في اللحوم الحمراء ومواد أخرى، وعندما لا تستطيع الكلية التخلص من كمية حمض البول المتراكمة في الدم، يحدث ترسب في بلوراته حول المفصل. يُعتقد أن انخفاض درجة حرارة المفاصل البعيدة قليلا مقارنة بباقي أنحاء الجسم يكون أحد الأسباب وراء ترسب البلورات في المفاصل البعيدة عن مركز الجسم.
العوامل التي تزيد من إنتاج حمض البول في الجسم:
بعض الأمراض:
الأدوية التي تزيد من حمض البول
يتكون العلاج من عدة مراحل وهي معالجة هجمة التهاب المفاصل الحادة، بالإضافة للعلاج بالأدوية التي تخفض من مستوى حمض البول بالدم، ويتم تدعيمها باتباع حمية غذائية خاصة للحد من ارتفاع مستوى حمض البول وتساعد على التخفيف من فرص حدوث التهاب المفاصل النقرسي.
معالجة الهجمة الحادة من التهاب المفاصل
في حال وصف أدوية معينة من قبل الطبيب، يجب البدء بتناولها بأسرع وقت.
يفضل الراحة وعدم استعمال المفصل المصاب قدر المستطاع وعدم تعريضه للحرارة، كما يُفضل استعمال الكمادات المثلجة أو كيس ثلج لمدة لا تزيد عن 20 دقيقة على المفصل المصاب، ولكن يجب الانتباه لعدم وضع الثلج مباشرة على الجلد وعدم تجاوز المدة 20 دقيقة، لان فعل ذلك يمكن أن يؤدي لأذيته
الانتباه لشرب كمية كافية من الماء.
الأدوية المستعملة في الهجمة الحادة من النقرس
العلاج طويل الأمد لخفض مستوى حمض البول:
تكون من حمية خاصة و أدوية لخفض حمض البول.
يجب أن يكون محتوى الطعام منخفض من اللحوم الحمراء كلحم الغنم والبقر ومن القوانص كالبكد والقلب والكلى، وكذلك المأكولات البحرية كالصدف وبعض أنواع الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين و يضاف إليها البقول كالفول والحمص وكذلك الخضار مثل البازلاء والملفوف والقرنبيط والسكريات المكررة. . يُفضل الإبتعاد عن الكحول والبيرة والمشروبات الغازية وخاصة التي تحتوي على سكر الفركتوز (سكر الفواكه)
بالنسبة للمأكولات التي ينصح بها للذين يعانوا من النقرس، وحسب توصيات جامعة ماريلاند التي أوصت بتناول الفراولة “الفريز” والتوت البري لما تحتويه من مضادات أكسدة. كما أن الأناناس يحتوي على مادة بروميلين “Bromelain” وهي مادة مساعدة على الهضم ولها خصائص مضادة للإلتهاب ويمكن أن تخفف من الألم واحمرار المفاصل المصابة. كما يُعتبر الكرفس مدراً للبول ويساعد على قلونة الدم “خفض حموضة الدم” مما يخفف من حدوث التهاب المفاصل بسبب ارتفاع حمض البول. من الأشياء التي تساعد على خفض حموضة الدم هي التفاح وخل التفاح وبيكاربونات الصودا وعصير الليمون.
ينصح بتناول الكثير من الماء، كما يجب عدم اتباع حميات غذائية قاسية تسبب خسارة سريعة بالوزن أو اتباع حمية عالية المحتوى بالبروتينات، لأن ذلك يمكن أن يسبب ارتفاع بمعدلات حمض البول.
2. الأدوية المستعملة لخفض حمص البول:
ألوبورينول “Allopurinol” وفيبوكسوستات “Febuxostat” يستعملان لخفض انتاج حمض البول في الجسم، وهما لا يفيدان في تخفيف شدة الهجمة الحادة ولكنهما يفيدان في خفض مستويات حمض البول ومنع حدوث هجمات لاحقة.
معظم المرضى يتحملون هذه الأدوية ولكن يمكن أن يحدث لدى البعض أعراض مثل عدم تحمل الأدوية وانزعاج هضمي وغثيان.
اختلاطات النقرس
يمكن أن ينجم عن ارتفاع مستويات حمض البول والتهابات المفاصل المتكررة الناجمة عن ذلك عدة مشاكل صحية إذا استمرت الحالة من دون علاج ومن هذه الاختلاطات:
يمكن أن تكون بدون أعراض، ولكنها يمكن أن تكون مزعجة في بعض الأحيان وخاصة تلك التي تتوضع على رؤوس الأصابع حيث يمكن أن تحول الممارسات اليومية كلبس الملابس وتقطيع الخضار مهمة صعبة.
يمكن أن ينجم عن ارتفاع مستويات حمض البول وفي غياب العلاج إلى ترسب بلوراته في الكلى مما يؤدي إلى الحصيات الكلوية، وبناء عليه وحسب حجم ومكان الحصيات يمكن أن تنجم أعراض متنوعة كالألم المتكرر والقولنج الكلوي واضطراب في مجرى البول.
النقرس الكاذب:
هي حالة من التهاب المفاصل مشابهة للنقرس وينجم عن ترسب بلورات بيروفوسفات الكالسيوم “Calcium Pyrophosphate Dihydrate -CPPD” في المفصل مما يسبب ردة فعل التهابية تتجلى بأعراض مشابهة لما يحدث في هجمة النقرس.
الفرق الثاني أن النقرس الكاذب أكثر ما يصيب مفصل الركبة والرسغ، ويتظاهر بصلابة وانزعاج واحمرار وارتفاع بحرارة المفصل وتورم.