أُطلق على مدينة مكة المكرّمة أسماءٌ كثيرةٌ، إذ أَطلق عليها العمالقة عندما سكنوها قديماً: (بكا) أو (بكّة)، وهي كلمةٌ بابليةٌ تعني البيت، وقد يكون أصل كلمة مكة من الكلمة مكرب، أي المكان المقدّس، ثمّ تحوّلت رويداً رويداً إلى مكة، ويُروى أنّ لمكة أسماءٌ كثيرةٌ كلّ واحدٍ منها له دلالةٌ، فمن أسمائها: الحاطمة؛ لأنّها تحكم من أراد بها سوءاً، ومنها: الوادي أو القرية او القادس؛ لأنّها تُقدّس المرء من ذنوبه وغير ذلك من الأسماء.
ذُكر أنّ آدم أبو البشر هو أوّل من بنى الكعبة المشرّفة، والأوثق من ذلك أنّ إبراهيم هو أول من وضع قواعد البيت، فكان أوّل بيتٍ وُضع لعبادة الله تعالى، ثمّ بعد وفاة إسماعيل -عليه السلام- وحصول انهيار سدّ مأرب اليمنيّ جاءت وفودٌ من خزاعة وسكنت مكة، ولمّا تكاثرت مع الأيام واشتدّ عودها سيطرت على مكة وأهلها، وصارت المشرفة على البيت الحرام، وفي ذلك الوقت جاء رجلٌ يُدعى عمرو بن لحيّ الخزاعيّ فجعل الأصنام حول بيت الله، فقيل إنّه أوّل من أدخل الأصنام على الشام وغيّر دين إبراهيم عليه السلام، واستمرّ الحال حتّى جاء زمن قصي بن كلاب مع قومه وسيطروا على البيت العتيق، وأصبحوا المشرفين على الرفادة والسقاية، وأنشؤوا دار الندوة قريباً من الحرم، وكان هذا قبيل ظهور الإسلام بوقتٍ قصيرٍ
لمّا جاء الإسلام رفع قدر مكة وفضّلها على غيرها من الأماكن، وفيما يأتي جانبٌ من تعظيم الإسلام لها