ماهو الابيضاض اللمفاوي الحاد

الكاتب: دعاء الحاج حمادي -
ماهو الابيضاض اللمفاوي الحاد

ماهو الابيضاض اللمفاوي الحاد.

ابيضاض الأرومات اللمفاوية الحاد (الابيضاض اللمفاوي الحاد (ِAcute Lymphoblastic Leukaemia- ALL)

هو نوع من السرطان التي تصيب خلايا الدم البيضاء، و يتطور بسرعة و شراسة و تتطلب معالجة فورية سواء لدى البالغين أو الأطفال.

يعتبر من السرطانات نادرة الحدوث، ولكنه أكثر أنواع السرطانات التي تصيب الأطفال، ومعظم الإصابات (85%) ممن الحالات تحدث لدى الأطفال بعمر أقل من 15 سنة. وهو يصيب الذكور أكثر من الإناث.

يختلف ابيضاض الدم اللمفاوي عن الأنواع الأخرى من السرطانات التي تصيب الدم، مثل ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن أو ابيضاض الدم النقوي الحاد.

كيف يحدث الابيضاض اللمفاوي المزمن:

يتم إنتاج جميع خلايا الدم في الجسم من نقي العظام (مادة تشبه الاسفنج تتوضع داخل العظم). حيث ينتج نقي العظم خلايا خاصة تدعى الخلايا الجذعية وهي تتطور وتشكل عناصر الدم الثلاثة وهي:

  • خلايا الدم الحمراء: التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم
  • خلايا الدم البيضاء: التي تساعد في مكافحة العدوى بالجراثيم والفيروسات، ونقسم ، ونقسم إلى نوعين:
  • اللمفاويّات: lymphocytes: وتحارب الفيروسات بشكل أساسي.
  • العدِلاتneutrophils التي تقوم بعدَّة وظائف، مثل مكافحة العدوى بالجراثيم والطفيليات والوقاية من انتشار الانتان بالنسج.

بالنسبة لابيِضاض الأَرُوماتِ اللِّمفَاوِية الحاد (الابيضاض اللّمفَاوِي الحاد) (acute lymphoblastic leukaemia-ALL) وهو سرطان على حساب اللمفاويَات.

  • الصفائح الدموية: التي تساعد على عملية التخثر ووقف النزف.

بالحالة الطبيعية، لا يطلق نقي العظم الخلايا الجذعية إلى مجرى الدم  قبل ان تتشكل خلايا الدم الثلاثة المذكورة بشكل كامل، لكن في حالة ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد، يتم إطلاق أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء قبل أن تكون مكتملة التطور وتدعى بالخلايا الأرومية (Blast cells).

الأعراض:

مع ازدياد عدد الخلايا الأرومية، ينخفض عدد الكريات البيض الطبيعية والكريات الحمراء والصفيحات، وتنجم بالتالي أعراض سريرية ناجمة عن هذا الانخفاض, وبالتالي تكون أعراض ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد كما يلي:

  • الشحوب وينجم عن نقص الكريات الحمراء وفقر الدم.
  • الشعور بالتعب وضيق التنفس وكذلك ينجم عن نقص عدد الكريات الحمراء.
  • العدوى المتكررة بالجراثيم والفيروسات والانتانات، وذلك بسبب نقص الكريات البيض الطبيعية والقادرة على مقاومة العدوى
  • نزيف غير عادي ومتكرر مثل نزيف اللثة أو نزيف في الأنف (رعاف) وذلك بسبب انخفاض عدد الصفيحات الدموية.
  • تكدم الجلد بسهولة أو ظهور الطفج الارجواني (الفرفريات) وهي بشكل بقع ناحمة من النزف تحت الجلد وذلك بسبب نقص الصفيحات الدموية.
  • ارتفاع درجة الحرارة فوق  38 درجة مئوية.
  • تعرق ليلي
  • ألام بالعظام والمفاصل
  • ضخامة العقد اللمفية وذلك بسبب غزوها من قبل الخلايا الأورمية.
  • آلام في البطن وناجمة غالبا عن ضخامة الكبد أو الطحال
  • فقدان الوزن من دون سبب واضح.
  • ظهور الأعراض العصبية ويحدث ذلك عند وصول الخلايا الأرومية (Blast Cells) للجهاز العصبي،وتتجلى الأعراض العصبية كما يلي:
  • الصداع
  • نوبات الاختلاج (نوبات تشبه الصرع)
  • التقيؤ.
  • تشوش الرؤية.
  • الدوخة والدوار.

التشخيص:

يُنصح بمراجعة الطبيب عند معاناة الطفل أو حتى البالغ من أعراض مشابهة لما ذكر أعلاه، على الرغم من ندرة حدوث الابيضاض اللمفاوي الحاد، ولكن يجب التأكد من ذلك ويكون بإجراء ما يلي:

  • الفحص السريري حيث يتم الكشف عن وجود علامات فقر الدم وضخامة العقد اللمفية وضخامة الطحال أو الكبد.
  • فحص عينة الدم (Complete Blood Sample-CBC) للكشف عن وجود زيادة بعدد الكريات البيضاء غير الطبيعية.
  • فحص خزعة من نقي العظم (Bone Marrow Biopsy) ويتم أخذ العينية تحت التخدير الموضعي عن طريق استعمال أبرة خاصة، ويتم غالبا أخذ العينة من عظم الحرقفة. وبعدها يتم ارسالها إلى المختبر لتحري وجود الخلايا الجزعية والخلايا الارومية.
  • اختبار الصبغيات الخلوية (Cytogenetic testing): وذلك لتحديد التركيب الصبغي (الجيني)  للخلايا السرطانية، وذلك يساعد في اختيار العلاج المناسب.
  • التنميط المناعي (Immuno-Phenotype): هو اختبار يُجرى للمساعدة في تحديد النوع الدقيق للابيضاض اللمفاوي الحاد عن طريق فحص الدم ونقي العظم أو عينات أخرى من الجسم، وهي مهمة لأن العلاج يختلف قليلا حسب النوع.
  • تفاعل البلمرة التسلسلي: (Polymerase chain reaction -PCR): يمكن إجراء اختبار تفاعل البلمرة التسلسلي من عينة من الدم، وهو يساعد على مراقبة الاستجابة للعلاج. يتم اجراء التحليل كل ثلاثة أشهر لمدة سنتين على الأقل بعد بدء العلاج، ثم  بعد ذلك  بفترات أطول عند تحقيق الهوادة (الشفاء)

عوامل الخطر

الابيضاض هو تغيير وراثي (طفرة) في الخلايا الجذعية التي تنتج عناصر الدم الثلاثة، حيث يتم إطلاق الخلايا غير الناضجة إلى مجرى الدم

ليس من الواضح السبب وراء التغير بالحمض النووي، ولكن يوجد عدة عوامل خطورة تزيد من حدوث الابيضاض اللمفاوي الحاد وهي:

  • وجود علاج كيميائي سابق: حيث يزيد العلاج الكميائي الذي يستعمل لعلاج سرطان سابق من حدوث الابيضاض اللمفاوي الحاد. ويرتبط الخطر بأنواع معينة من أدوية العلاج الكيميائي مثل (إتوبوزيد أو  ميتوكسانترون أو أمساكرين  أو إداروبيسين) وعلى مقدار العلاج وطول المدة.
  • التدخين: سواء الإيجابي أو السلبي، حيث أنّ الآباء الذين يدخنون في المنزل قد يزيدون من خطر الإصابة بسرطان الدم لدى أطفالهم.
  • السمنة المفرطة: أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم خطر أعلى قليلا من الإصابة بالابيضاض اللمفاوي الحاد مقارنة بالاشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
  • اضطرابات وراثية: عدد قليل من حالات الابيضاض اللمفاوي الحاد تكون على صلة ببعض الاضطرابات الوراثية مثل متلازمة داون.
  • ضعف الجهاز المناعي: مثل الاشخاص المصابون بنقص المناعة بسبب الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو الإيدز (AIDS) أو بسبب تناول مثبطات المناعة.

علاج الابيضاض اللمفاوي الحاد:

الابيضاض اللمفاوي الحاد هو نوع من السرطان الشرسة والعدوانية وسريعة التطور وغالبا ما يتم البدء بالعلاج خلال أيام من التشخيص.

وعادة ما يتم العلاج على المراحل التالية:

  • العلاج الأولى: ويهدف لقتل خلايا الابيضاض في نخاع العظام، واستعادة توازن الخلايا في الدم وتحسين حالة المريض الصحية مثل فقر الدم ونقص الصفيحات الدموية.
  • المتابعة: ويهدف إلى قتل خلايا الابيضاض المتبقية في الجهاز العصبي المركزي
  • الاستمرارية: ينطوي على تناول جرعات منتظمة من العلاج الكيميائي لمنع عودة الابيضاض اللمفاوي الحاد.

العلاج الكيميائي هو العلاج الرئيسي لعلاج الابيضاض اللمفاوي الحاد. ولكن يحتاج المريض للعلاج بالمضادات الحيوية لعلاج والوقاية من الاصابة بالعدوى بسبب نقص الكريات البيض، كما يحتاج لنقلا لدم لتعديل فقر الدم ولنقل الصفيحات الدموية لتعويض النقص الحاصل بالصفيحات الدموية.

المضاعفات:

في حال لم يتم علاج الابيضاض اللمفاوي الحاد، يمكن أن يحدث الاختلاطات التالية:

ارتفاع خطر العدوى المهدد للحياة بسبب الانخفاض الحاد بالكريات البيض

ارتفاع خطر النزف والذي يمكن أن يهدد الحياة بسبب نقص الصفيحات الدموية.

الإنذار:

يكون انذا المرض جيدا لدى الأطفال بعد العلاج، جيث تصل نسبة الهدأة (الشفاء remission)  بعد العلاج  ما يقارب 85%. على عكس ذلك، يعيش فقط 40% من البالغين بعمر 25-65 سنة مدة 5 سنوات بعد التشخيص وتلقي العلاج. وتخفض النسيبة إلى 15% لدى من هم أكبر من 65 سنة.

شارك المقالة:
99 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook