ماهو التشبيه

الكاتب: رامي -
ماهو التشبيه , عناصر التشبيه , موقع المشبه به من المشبه , الأغراض العائدة على المشبه

ماهو التشبيه

التشبيه لغة :

التمثيل يقال هذا شبه هذا ومثيله وشبهت الشيء بالشيء أقمته مقامه ، لما بينهما من الصفة المشتركة.

التشبيه اصطلاحا :

هو عقد مماثلة بين أمرين بقصد اشتراكهما في صفة بإحدى أدوات التشبيه لغرض يقصده المتكلم . وهو إلحاق أمر بأمر في معنى مشترك لغرض.

عناصر التشبيه :

المشبه : وهو الأمر الذي يراد إلحاقه بغيره .

المشبه به : وهو الأمر الذي يلحق غيره به .

وجه الشبه : وهو الوصف الذي يقصد اشتراك الطرفين فيه إما تحقيقاً أو تخيلاً .

أدوات التشبيه : وهي اللفظ الذي يربط المشبه بالمشبه به .

الغرض من التشبيه : وهو الفائدة التي يريد المتكلم أن يوصلها إلى السامع باستخدام الأسلوب التشبيهي .

مثال : العلم كالنور في الهداية.

أركان التشبيه: المشبه   -    والمشبه به  (يسميان بالطرفين)  - وجه الشبه :ويكون في المشبه به أقوى منه في المشبه - أداة التشبيه : وهي إما حرف مثل الكاف وكأن ، أو فعل مثل: يشبه  ويماثل ويضارع ويحاكي ويشابه أو اسم مثل :أشبه ومثل ومماثل ونحوها.

ففي المثال السابق :

العلم : مشبه    النور: مشبه به     الكاف : الأداة      الهداية : وجه الشبه

ولابد في كل تشبيه ذكر الطرفين ولو تقديرا فلو قيل لك: كيف زيد؟ قلت كالزهرة الذابلة . التقدير: هو كالزهرة الذابلة.

قال تعالى:(صم بكم عمي فهم لا يرجعون) أي هم صم هم بكم هم عمي.

وقد تحذف الأداة وقد يحذف وجه الشبه وقد يحذفان معا (الأداة والوجه)

فمثال: ما حذفت فيه أداة التشبيه قول الشاعر:

أنت نجم في رفعة وضياء          تجتليك العيون شرقا وغربا

الكاف:محذوفة والتقدير أنت  كالنجم  وما حذف منه الأداة فهو يسمى (مؤكداً)

وما حذف منه وجه الشبه يسمى(مجملاً) مثال قول الشاعر:

إنما الدنيا كبيت    نسجه من عنكبوت

ووجه الشبه المحذوف :الضعف و الوهن

وقول ابن المعتز:

                        وكأن الشمس المنيرة دنا        نير جلته حدائق الضراب

وجه الشبه المحذوف تقديره: الاصفرار أو البريق أو اللمعان

والتشبيه الذي يذكر فيه وجه الشبه يسمى (مفصلا) كقول ابن الرومي:

ياشيبه البدر في الحس        ن وفي بعد المنال

جد فقد تنفجر الصخر      سرة بالماء الزلال

المشبه : المخاطب المحذوف    المشبه به: البدر       أداة الشبه: كلمة شبيه   وجه الشبه:الحسن وبعد المنال.

يسمى مفصلاً ومرسلاً لوجود الأداة ووجه الشبه معاً.

ومثال ما حذف منه وجه الشبه والأداة معاً:

قول المرقش:

النشر مسك والوجوه دنا       نير وأطراف الأكف عنم

شبه الرائحة بالمسك في طيبها والوجوه بالدنانير في إشراقها واستدارتها وأطراف الأكف بالعنم في الطراوة واللين.

وحذفت الأداة ووجه الشبه معا ويسمى  تشبيها بليغاً

وهذا لا يعني أن التشبيهات الغير محذوفة الأداة غير بليغة وكيف ذلك ومعظم تشبيهات القرآن بالأداة؟ ولكنها تسمية اصطلاحية  للتفريق أو تسمية لأنواعه فهي من المبالغة.

هذا وقد يذكر في التشبيه وصف يشعر بوجود الشبه مثل قول الشاعر

فإنك شمس والملوك كواكب     إذا طلعت لم يبد منهم كوكب

شبه الشاعر الممدوح بالشمس والكواكب وكلاهما وصف مشترك بين المشبه والمشبه به  وهذا الوصف أشار إلى وجه الشبه: وهو ظهور شيء يغطي على غيره

وكذلك وصف من وصف أبناء المهلب:

(كانوا كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها)

المشبه:واو الجماعة،المشبه به:الحلقة المفرغة وهو يرشد إلى وجه الشبه:فهم لا يدري لهم أول من آخر في الفضل فهم متساوون. وجه الشبه:التساوي وعدم التفريق.

موقع المشبه به من المشبه

يأتي المشبه به على صورة معروفه هي:

1- إذا ما ذكرت فيه الأداة نحو:الماء كاللجين

ومثاله قول الشاعر:

أنا كالماء إذا رضيت صفاء       وإذا ما سخطت كنت لهيبا

تشبيه مرسل مفصل لوجود الأداة ووجه الشبه

2-وقد تحذف الأداة ويكون المشبه به خبرا عن المشبه:

مثل قوله تعالى{هن لباس لكم وانتم لباس لهن}

المشبه به لباس وقع خبر عن المشبه.

3-أو يقع المشبه به في حكم الخبر.كخبر كان وأخواتها والمفعول الثاني في باب علم :

مثل : كان زيدا بحرا، وعلمت زيداً أسداً

4- أو ياتي المشبه به حالا:

مثال:سال الماء لجينا     وإذا كان الحال جامدا يؤول بمشتق نحو:كر علي أسداً أي كر       علي حال كونه أسداً

ومثل قوله تعالى:{يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه     وسراجا منيرا}

الشاهد {وسراجا منيرا} الحال:شبه الرسول بالسراج المنير في الإضاءة لطريق الحق وهو هنا حال مشتق .ومعنى الاشتقاق(مادل على ذات)مع ملاحظة الصفة.

 

5-أو صفة على التأويل بمشتق:

مثل مررت برجل أسد . و فلان رجل بحر

6- أو مضاف للمشبه نحو لجين الماء في قول الشاعر:

والريح تعبث بالغصون وقد جرى       ذهب الأصيل على لجين الماء

لجين:المشبه به المضاف .الماء:المشبه

7-أو مبينَّ بالمشبه:

مثل قوله تعالى:{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}

فالليل محذوف لدلالة الفجر عليه والمحذوف كالمذكور

8- أو مصدر(المشبه به) مبين للنوع مضاف:

مثل:صفا الماء صفاء اللجين

أو تقول راغ مني روغان الثعلب أوروغانا كروغان الثعلب

قال تعالى:{وترى الجبال جامدة وهي تمر مر السحاب} المشبه:الجبال المشبه به:مر السحاب وهو مصدر مضاف بين نوع هذا المرور

المشبه والمشبه به لابد من وجودهما ( في التشبيه ) إما لفظاً أو تقديراً ، أما وجه الشبه والأداة فلا بأس من حذفهما .

الأغراض العائدة على المشبه :

1/ بيان إمكان وجود المشبه ؛ وذلك إذا كان من الأمور الغريبة التي يستبعد حصولها ويدعي استحالتها،كقول البحتري :

دانِ على أيدي العُفاةِ وشَاسِـعٌ       ***       عن كل نِدٍّ في النَّدَى وَضَرِيبِ

كالبدرِ أفرط في العلوِّ وضَوْءُه     ***        لِلْعُصْبة السَّارينَ جِدُّ قَـريبِ

المشبه : حال الممدوح في قرب عطائه وبعد مناله

المشبه به : حال البدر في علو منزلته وقرب ضوئه

الأداة : الكاف

وجه الشبه : قرب النوال وبعد المنال

الغرض من التشبيه : بيان إمكان وجود المشبه ، حيث وصف الشاعر الممدوح بصفتين متناقضتين ، ثم أزال هذا التناقض بالمشبه به الذي بين أن لما ادعاه الشاعر نظيراً في الوجود .

2/ بيان مقدار الحال ، وذلك إذا كانت صفته معلومة للمخاطب والمجهول مقدارها من القوة والضعف أو الزيادة والنقصان ، كقول الشاعر :

فأصبحت من ليلى الغداة كقابضٍ     ***    على الماء خانته فروج الأصابع

المشبه : حال فقده لمحبوبته ولما كان بينه وبينها

المشبه به : حال زوال الماء من بين أصابع القابض عليه

الأداة : الكاف

وجه الشبه : عظم الخيبة مع عظم المأمول .

الغرض من التشبيه : بيان مقدار الحال ، حيث بين التشبيه مقدار حال الشاعر في علاقته بمحبوبته ، وأنه بلغ أقصى غاية في الحرمان وخيبة الأمل .

3/ تأكيد حال المشبه وتقريرها في نفس السامع ، وذلك إذا كان كل من الحال ومقدارها معلومين وأريد بالتشبيه تأكيد اتصاف المشبه بالصفة ، كقوله تعالى : { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ }

المشبه : الذين يدعون من دون الله

المشبه به : الباسط يده إلى الماء يدعوه ليأتي إليه

الأداة : الكاف

وجه الشبه : الخيبة فيما يؤمل الحصول عليه

الغرض من التشبيه : تأكيد حال المشبه،حيث قرر حالهم بأنه لن يستجاب لهم كمن يدعو الماء ليأتيه فيشرب ولن يبلغه .

4/ تزيين المشبه وتجميله ، وذلك عند إرادة مدحه والترغيب فيه ، كقول النابغة :

فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ        ***           إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

المشبه : اختفاء الملوك بظهور الممدوح

المشبه به : اختفاء الكواكب بظهور الشمس

الأداة : محذوفة

وجه الشبه : اختفاء أشياء بظهور أشياء أخرى

الغرض من التشبيه : تزيين المشبه .

5/ تشويه المشبه وتقبيحه ، وذلك عند إرادة الذم والتنفير منه ، كقول الشاعر :

وإذا أشار محدثاً فكأنه         ***        قردٌ يقهقه أو عجوزٌ تلطِم

المشبه : الضمير العائد على المذموم

المشبه به : قرد يقهقه ، عجوز تلطم

الأداة : كأن

وجه الشبه : القبح

الغرض من التشبيه : تشويه المشبه وتقبيحه .

 

شارك المقالة:
685 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook