من المساجد العثمانية التقليدية مسجد أوج شرفلي في أدرنة، والذي بني في الفترة 841-851 هجري ومسجد جوزليج حسن بك في خيرابولو ومسجد سنان باشا في بكطاش في إستطنبول.
يشتمل الجزء المغطى في هذه المساجد الثلاثة على قلب وجناحين ويعلو القلب قبة كبيرة، أما الجناحان فتعلوهما أربع قباب بواقع قبتين بكل جناح، وتعد القبة الكبيرة في مسجد أوج شرفلي أبرز القباب وأهم قباب المساجد الثلاثة، فقطرها يبلغ 24.1 متر، كما أنها مقامة على قاعدة سداسية، وهي المثال الأول من نوعه في العمارة العثمانية.
كما تظهر بها أيضاً لأول مرة الدعامات والسنادات الطائرة وغطيت المثلثات الأربعة فيما بين القبة الكبرى والقباب الأربع في الجناحين بقبة صغيرة تحملها كوابيل ذات مقرنصات، كما يبلغ قطر كل قبة من القباب الأربع بالجناحين 10.50 متر، والحرم في هذا المسجد يتقدم الجزء المغطى، وهو يظهر لأول مرة هنا في العمارة العثمانية عامة وتخطيطيه من صحن مستطيل مكشوف يتوسطه شاذروان وتلتف حول الصحن أربعة أروقة تعلوها القباب المختلفة الأحجام، ويبلغ عددها 22 قبة منها المستديرة ومنها بيضية الشكل.
كما تقوم في أركان الحرم الأربعة من الخارج أربع مآذن تظهر هنا لأول مرة أيضاً في العمارة العثمانية، وقد اكتسب المسجد اسمه من إحدى تلك المآذن وهي المئذنة ذات الشرفات الثلاث، ومن هنا عرف بأوج شرفلي، والحرم ظهر قبل ذلك خلال عصر الإمارات التركمانية في الأناضول، كما هو الحال في كل من مسجد عيسى بك السلجوق والذي بني في عام 776 هجري ومسجد إسحاق بك في مغنيسه 778 هجري.
يلاحظ في المساجد العثمانية التقليدية في أوروبا أن الحرم الذي يتقدم الجزء المغطى قد ظهر في العمارة الإسلامية قبل كل من المثالين السابقين، ومسجد جوزليج حسن بك نسخة مكررة من مسجد أوج شرفلي، ومع ذلك فهو لا يرقى إلى مستواه المعماري والفني، أما مسجد سنان باشا في بكطاش فينفرد بإحتوائه على خلاوي المدرسة حول ثلاثة أضلاع من الحرم، أما الحرم الموجود في مسجد حفصة خاتون المعروف بمسجد حمزة بك في اليونان هو عبارة عن مساحة غير منتظمة تغطي أروقته أقبية متقاطعة باستثناء كل من مدخلي الحرم والمسجد.
العربية
