الرنك وجمعها رنوك كلمة فارسية تعني اللون، وقد استعملها الأتراك والمماليك بمعنى القوة والسيطرة، والرنوك في مشيدات دمشق التاريخية قطع من الحجر مستديرة ومنقوشة بشارة أو رمز أو كتابات، وهي شعارات يتخذها السلطان أو نائب السلطنة أو الأمير أو المتنفذ للدلالة على الوظيفة الرسمية أو مرتبته الأسرية أو عمله.
ويكون الرنك عادة إما مفرداً أو مزدوجاً أو ضمن حشوة مزررة أو اعتيادية، وأقدم رنك ما زال قائماً في دمشق من العهد الأتابكي هو رنك السلطان نور الدين محمود الملقب بالشهيد البيمارستان النوري بمحلة الحريقة، وقد نقش بشكل الزنبقة التي هي رمز هذا السلطان، أما في العهد المملوكي فقد اتخذت الرنوك طابعاً أكثر جدية، حيث نشاهدها في معظم مشيدات ذلك العهد.
كما عرف في العصر الأيوبي رنوك تعبر عن الشجاعة والفتوة وهي خاصة بالسلاطين، ورموز ترمز إلى وظائف الأمراء المتعددة.
ومن الملاحظ في رنوك مشيدات دمشق التاريخية أن رمز الكأس يأخذ قصب السبق ويتكرر بأشكال مختلفة بعض الشيئ، وقد يحمل الرنك صورة كأس مفردة أو كأسين أو ثلاثة في بعض الأحيان، أو قد تكون الكأس مترافقة برمز آخر، ويظن معظم الباحثين بأن شكل الكأس يشير إلى وظيفة الساقي، وهو من يقدم الشراب للسلطان ومن المفروض أن يكون من أقرب المقربين إليه، أو من الحائزين على ثقته العالية خشية أن يدس له السم.
ونشاهد في الرنك أحياناً أشكالاً لوزية متطاولة ومؤنفة الطرف وتعني قرون البارود، وهي الغرارات التي يحمل فيها البارود، وكان في دمشق رنك بهذا الشكل في تربة عمر مظفر الدين الموجودة بسوق صاروجا، أو قد تشاهد في بعض الرنوك رموزاً لسراويل الفتوة وهي غير موجودة في دمشق، وتشير إلى شعار الفرقة العسكرية التي كانت ترتدي هذه السروايل، وبزوال دولة المماليك سنة 922 هجري/ 1516 ميلادي زال عهد الرنوك الوظيفية وبدأ عهد الرنوك الكتابية الخاصة بسلاطين آل عثمان.
كما لم يكن تصميم الرنك في الدولة المملوكية أمراً اعتباطياً، بل هناك جهاز خاص مكلف بوضع التصاميم استناداً لأهمية الوظيفة وصاحبها، ويعرف بديوان الإنشاء.
العربية
