يُعرف الربو بأنَّه إصابة الشعب الهوائية بالتضيّق والإنتفاخ، حيثُ يتم إنتاج مخاطٍ بكميّات إضافية نتيجةً لذلك، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إحساس المريض بصعوبة التنفس، بالإضافة إلى السعال والصفير، ومن الجدير بالذكر أنَّ الإصابة بالربو قد تسبّب الإزعاج لبعض الأشخاص، وذلك لتأثيرها على ممارسة أنشطتهم اليومية المختلفة، ومن المهم الإشارة إلى أنَّ نوبات الربو بالنسبة للبعض قد تكون مهدِّدة للحياة إذ أنّها قد تترافق مع الإصابة بضيق تنفس، سعال وصفير بحدوث اضطرابات النوم، المتبوعة بشعور المريض بضيق أو آلام في الصدر، ومن المهم الإشارة إلى أنَّه لا يمكن علاج مرض الربو، ولكن يمكن التخفيف والسيطرة على أعراضه، حيثُ أنَّ أعراض الربو في أغلب الأحيان قد تتغير مع مرور الوقت، في هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال هل يؤثر الصيام على مرضى الربو.
أما عن إجابة سؤال هل يؤثر الصيام على مرضى الربو فقد أجرى الباحثون عدة دراسات في هذا الشأن، وتوصلوا إلى عدم وجود أي أثرٍ سلبيّ للصيام على مرضى الربو، فعلى العكس قد يكون له بعض الآثار الإيجابية، بالتقليل من شدة نوبات الربو، بالإضافة إلى التخفيف من صفير الصدر، الذي يعدُّ أحد أعراض مرض الربو، ومن المهم الإشارة إلى أنَّ هذهِ الدراسة اشتملت على 15 مريضًا بالربو، وتمت مقارنتها بمقدار 14 مجموعة وضعت كمرجع سليمٍ وصحيٍّ، ومن ثمّ درس الباحثون تقييم مؤشرات الدم، الوسط الإلتهابي واختبارات وظائف الرئة، وتم ذلك من خلال اختبار هذه المعايير من قبل، أثناء وبعد شهر الصيام، حيثُ تم حساب التغييرات التي تظهر منذ بداية شهر رمضان إلى نهايته، وبذلك تم التأكد من إجابة سؤال هل يؤثر الصيام على مرضى الربو.
وبعد التعرُّف على إجابة سؤال هل يؤثر الصيام على مرضى الربو، سيطرح المقال كيفية التعامل مع مرض الربو في شهر رمضان، ومن الجدير بالذكر أنَّ الصائم في شهر رمضان يمتنع عن تناول الطعام والشراب من شروق الشمس حتى غروبها، كما يمتنع عن تناول الأدوية خلال ساعات الصيام، وهذا من شأنهِ أن يؤثر على إدارة مرض الربو والسيطرة على أعراضهِ، بحيث يتوجّب على مريض الربو استخدام أجهزة الإستنشاق عند النوبات الحادة، تبعًا للإرشادات التي تم وصفها للمريض من قبل الطبيب، ومن الجدير بالذكر أنَّ علماء الفقه الإسلامي لم يجمعوا على جواز استخدام أجهزة الإستنشاق خلال فترة الصيام، ويعود الجدل في هذا الأمر إلى تصنيف أجهزة الإستنشاق، فمنهم من يبيح، حيث أنَّها لا تُفطِر بسبب الطبيعة الغازية للعوامل المُستنشقة، ومن جهةٍ أخرى يختلف بعض العلماء معهم في هذا الرأي، بتبعًا لكون الغازات المستنشقة قد تمر عبر الفم وتترسب على الأغشية المخاطية، وبذلك تكون سلكت مسلك الطعام وعلى ذلك فهي من مفطرات الصائم.
ولكن ومن المهم الإشارة إلى أنَّ سؤال هل يؤثر الصيام على مرضى الربو يستدعي مساعدة وتنبيه المرضى إلى كيفية التعامل مع أدوية الربو خلال شهر رمضان، وذلك من خلال توقيت الدواء، حيثُ توصف معظم أدوية الربو بمعدل مرتين في اليوم، وعلى ذلك يمكن أخذ الجرعة المناسبة للمريض في وقت السحور والفطور، ويتلو ذلك مراقبة أوضاعهم الصحية أثناء الصيام وعدم التردد في استخدام أجهزة الإستنشاق عند وجود الحاجة الملحة والحالات الخطيرة، فعلى الرغم من اعتبار أجهزة الإستنشاق لدى بعض العلماء من مفطرات الصيام، فإنَّ من المهم تذكير المرضى بأنَّ الإسلام مرن وهو دين يسرٍ وليس عسر، فمن جهة ووفقًا لأحكام القرآن الكريم فلا مانع من أن يفطر الصائم المريض بمرض لا يمكن للمريض الاستغناء عن أدويتهِ ضمنه لاستمرار حياته، وعليه يمكن للمريض قضاء ما أفطره في شهر رمضان في وقتٍ لاحق خلال العام ولكن ذلك يكون بعد استشارة الطبيب وأخذ مشورته الصحيّة حسب حالته.
وبعد التعرف على إجابة سؤال هل يؤثر الصيام على مرضى الربو قد يتسائل بعض مرضى الربو عن الأطعمة التي قد تساهم في إدارة مرض الربو لديهم أو السيطرة على أعراضهِ قدر الإمكان، ومن المهم الإشارة إلى عدم وجود طعام أو مادة مغذية محددة قد تساهم في تحسين أعراض الربو وحدها، ولكن قد يستفيد مرضى الربو من اتباع نظام غذائي متنوع يحتوي على الخضراوات والفواكه الطازجة، كما يُنصح بإضافة الأطعمة الغنية بفيتامين د كالحليب والبيض، الخضراوات الغنية بالبيتا كاروتين كالجزر والخضراوات الورقية، الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم كالسبانخ وبذور اليقطين
وعلى الرغم من أنَّ إجابة سؤال هل يؤثر الصيام على مرضى الربو أكدََّت أنَّه ليس هناك أيْ تأثيرات سلبية على مرضى الربو ولكن قد تسهم بعض الأطعمة في زيادة حدّة الأعراض لدى المريض، وعلى ذلك فمن المهم أخذ الحيطة والحذر عند تناولها وعلى الرغم من أنَّه قد يُنصح بتناول الفواكه الطازجة لمرضى الربو، فإنَّه من المستحسن تجنّب الفواكه المجففه، حيث إنَّ وجود مادة الكبريتات التي تساعد على الحفاظ على الفواكه المجففة قد تجعل من حالة مريض الربو أسوأ، ومن المهم الإشارة إلى أنَّ هذهِ الأطعمة تحتوي أيضًا على الكبريتيات الروبيان، الخضراوات المخللة و عصيرالليمون.
ومن جهةٍ أخرى قد تكون القهوة من المشروبات التي يجب على مريض الربو تجنبها، حيثُ توجد فيها مادة الساليسيلات، والتي تتواجد بشكلٍ طبيعيّ في الشاي، الأعشاب والتوابل أيضًا، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للإلتهابات كالإسبرين، ورغم وجود الكثيرين من النَّاس الذين لا يتأثرون بتفاعلها في الجسم، إلا أنَّ البعض قد يتأثر بشدةٍ أحدّ مما يتسبّب لهم بصعوبة في التنفس، ومن جهةٍ أخرى قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه بعض الأطعمة، وفي حال كان الشخص يعاني من الربو وحدث وتناول الطعام الذي يسبب ل الحساسية، فقد يتسبب رد الفعل التحسسي لديه بحدوث الصفير وأعراض أخرى لمرض الربو، ومن الجدير بالذكر أنّ هذهِ الأطعمة تشتمل على المكسرات، منتجات الألبان، القمح والمحار