ذكر العلماء أنّ تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرّفة كان في منتصف شهر رجب، من العام الثاني للهجرة النبويّة الشريفة
شاء الله -تعالى- أن تكون قبلة المسلمين البيت المقدس أوّلاً، ثمّ تتحوّل إلى الكعبة المشرّفة؛ لكثيرٍ من الحِكم والدروس، يُذكر منها
بقي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مدّة ستّة عشر شهراً يُصلّي نحو بيت المقدس، وقوفاً عند أمر الله تعالى، لكنّه كان يرغب في نفسه أن يكون متوجّهاً للكعبة في صلاته؛ ذلك أنّ الكعبة قبلة إبراهيم عليه السلام، وهو أوْلى الناس به، ولذلك فقد كان النبيّ عندما يقف للصلاة يتوجّه للشمال، ويضع الكعبة أمامه، وعندما هاجر إلى المدينة بقي مرتقباً أمراً من عند الله ليستقبل الكعبة في صلاته، فكان ذلك عندما جاء الوحي إليه بقول الله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).