ماهو تاريخ حديقة انطونيادس

حدائق أنطونيادس تعد من أقدم حدائق الإسكندرية حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى عهد البطالمة فرجح بعض المؤرخين أنه تم إنشاءها خلال القرون الثلاثة الأخيرة قبل الميلاد، لذا فهى تعتبر من أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان علي مستوى العالم، ولا تزال قائمة بحدائقها الخلابة والتى تبلغ مساحتها قرابة 45 فداناً ومعمارها المشيد حتى وقتنا هذا.

 وشهدت هذه الحديقة أحداثا تاريخية هامة لملوك وقادة البطالمة، وفي القرن التاسع عشر الميلادي، كانت حدائق أنطونيادس ملكا لأحد الأثرياء الإغريق، ويسمى باستريه، لذا فقد عرفت لبعض الوقت تحت مسمى حدائق باستريه، حتى تملّكها محمد علي باشا، في عام 1820، وأقام قصرا له بهذه المنطقة.

 وفي عام 1860 كلف الخديوي إسماعيل الفنان الفرنسى “بول ريشار” بإعادة إنشاء الحدائق لتصبح مثل حدائق قصر فرساى بباريس، وذلك بعد إعجابه بها وقت أقامته أثناء زيارته لفرنسا، كما قام الخديوى بضم الكثير من الحدائق الصغيرة إليها، حتى تزيد من رقعتها.

كما أمر بجلب الأشجار النادرة ونخيل الزينة، إلى جانب إعادة زراعة مسطحاتها الخضراء، حتى استعادت رونقها، لتصبح تلك الحدائق من أشهر الوجهات السياحية فى الإسكندرية.

 ثم وفى نفس العام فى عهد الخديوى إسماعيل انتقلت ملكية الحدائق والقصرالملحق بها إلى السير جون أنطونيادس اليوناني والذى جاء إلى مصر وكان من أشهر تجار القطن في ذلك الوقت، وقد سميت تلك الحدائق فيما بعد بإسمه، وعندما توفى عام 1895 م آلت ملكية الحدائق والقصر بالميراث لابنه أنطونى، الذى قام بتنفيذ وصية والده وأهدى القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية وذلك فى عام 1918 م.

ثم بعد ذلك قد تسلمتها وزارة الزراعة ثم انتقلت تبعيتها إلى ديوان عام محافظة الإسكندرية ثم عادت مرة أخرى لتتبع وزارة الزراعة وأخيرا تم ضم الحدائق والقصر إلى مكتبة الإسكندرية.

وصف لحدائق أنطونيادس

تُعد حديقة أنطونيادس واحدة من أجمل وأقدم الحدائق فى الإسكندرية، حيث تحتوى على مجموعة نادرة من النباتات والأشجار بجانب إحتوائها على مزيج من التصاميم المعمارية التى جمعت ما بين التصميمات العربية والإسلامية بجانب اليونانية والإيطالية والفرنسية، كما احتوت على العديد من المنحوتات رائعة الجمال.

وتضم أيضاً الحديقة مجموعة من النوافير وأحواض المياه وبيوت النباتات الزجاجية، كما يوجد بها أصناف كثيرة من الورود والأزهار النادرة، وتتميز أيضاً بوجود تمثالين من الأسود من المرمر النادر.

تحتوى أيضاً على حديقة المشاهير حيث التماثيل الرخامية و التى قام البارون ” أنطونيادس ” بجمعها مثل “فرناندو ماجلان” المسكتشف البرتغالى ، وتمثال فينوس إله الجمال ، و تمثال ل ” فاسكو دى غاما ” و ” كريستوفر كولومبس “، بجانب حديقة النزهة ومسرح أنطونيادس، و حديقة الورد والتى صممها المهندس الفرنسى ديشون وتبلغ مساحتها 5 أفدنة وتوجد بها نافورة مياه يتوسطها تمثال رخامى.

قصر أنطونيادس والأحداث التاريخية التى شهدها:

لم يتوقف قصر أنطونيادس، على كونه تحفة معمارية تراثية فقط، وإنما شهد العديد من الأحداث التاريخية المهمة بداخله، مثل توقيع معاهدة الجلاء في عام 1936، بين رئيس حكومة الوفد والحكومة الإنجليزية، التي تقضي بالانسحاب من منطقة قناة السويس، وتم زراعة شجرة سميت بشجرة المعاهدة وما زالت موجودة حتى الآن.

 كما شهد الاجتماع التحضيرى لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944، واختيار مصر مقراً لها، كما عقد أول اجتماع للجنة غوث اللاجئين، وأول لجنة أوليمبية في مصر، كما أقام بالقصر بعض ملوك أوروبا في عهد الملك فاروق وعهد الثورة.

واستضاف القصر عدد من ملوك العالم أثناء إقامتهم فى الإسكندرية خلال التاريخ، كما أقامت ابنة الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية “امبراطورة إيران” وزوجها الامبراطور محمد رضا بهلوى “شاه إيران” السابق بالقصر فى الشهور الأولى من الزواج، وهكذا أمضيا فيه فترة شهر العسل.

أهم الانشطة التي يُمكن القيام بها عند زيارة حديقة انطونيادس

• اذا كنت من محبى الهدوء والتمتع بجو خلاب يمكنك من خلال زيارة حديقة انطونيادس الاستمتاع بنزهة بين مجموعة حدائق أنطونيادس، والتمتع بمشاهدة النباتات النادرة والمناظر الطبيعية الجميلة.
• كما يمكنك إلتقاط الكثير من الصور الفوتوغرافية وخاصة بوجود التماثيل الرخامية المتميزة مثل تمثال فينوس آلهة الجمال عند الرومان، والأسود المرمرية الرائعة.
• وبالإضافة لذلك يمكنك إالتقاط الصور التذكارية مع تلك المجموعة من النباتات والأشجار النادرة والمحفوظة داخل بيوت زجاجية خاصة .
• ويمكنك أيضاً التجول والاستمتاع بداخل القصر لما يحتويه من ومقتنيات وكنوز أثرية عريقة، وتصميمات ذات مزيج عدد من الحضارات، والتى تزيد من جمال ورونق القصر.