كان السلطان عبد الصمد أول حاكم لمدينة سيلانجور، في فترة القرن التاسع عشر، إبان فترة بناء هذا المبنى.
وقام بتشييد مبنى السلطان عبد الصمد الذي يعد واحد من أهم معالم السياحة في كوالالمبور المهندس المعماري، آرثر تشارلز نورمان، والذي تم تشييده بهدف تحويله إلى مكاتب للإدارة البريطانية آنذاك، التي كانت تقع سيلانجور تحت سطوتها الاستعمارية في هذا الوقت.
بعد تلك الفترة وخروج الاستعمار من سيلانجور ، تغير اسم المبنى لمبنى السلطان عبد الصمد والي سيلانجور، ويقع هذا المبنى العريق أمام ميدان الاستقلال داتاران ميرديكا ، على طول جالان رجا ، وإلى جوار نادي سيلانجور الملكي في شارع تونكو عبد الرحمن.
تم تصميم المبنى ليصبح مقرًا لعدد من المكاتب الإدارية البريطانية ؛ مثل وزارة الثقافة والإعلام والاتصالات، وكان في فترة ما يضم مباني المحكمة العليا في مالايا، ومحكمة الاستئناف، والمحكمة الاتحادية بماليزيا.
ويتكون المبنى من ثلاثة أبراج كبيرة ، منها برج الساعة المركزي؛ ومساحته تصل إلى 135 قدمًا، وصُمم ليأخذ هيئة ساعة بيج بين البريطانية الشهيرة، ويحيط بهذا البرج لمركزي، برجين آخرين أقل ارتفاعًا ولهما سلالم من الداخل.
وتعلو الأبراج الثلاثة قمة كبيرة نحاسية، ويدخل في بناء المبنى الطوب الأحمر والأقواس بيضاء اللون.
وشعر الماليزيون ببعض القلق برج الساعة هذا، إذ خشي البعض عليه من الانهيار نتيجة انطلاق المدفع مرتان يوميًا من داخل البرج بشكل دوري في تمام الظهيرة والخامسة مساء، إلا أن البرج أثبت متانته وقوته على الرغم من ارتفاعه الشاهق هذا.
خضع مبنى السلطان عبد الصمد للتجديد مرة أخرى بحلول عام 2012م ، حيث طليت القبة النحاسية بلون جديد، وتم تركيب عددًا من الأضواء إليها ، لإشعالها مساء وإعطاء المبنى شكلاً متميزً، وهو ما حدث بالفعل.
كما سبق وشرحنا، يقع المبنى على نهر كلانج الذي يلتقي نهر جومباك، ويحدهما مسجد جاميك جامك، الذي بني على غرار مبنى السلطان عبد الصمد، ليتسق مع مظهره.
ويتكون المبنى من طابقين بحيث تقابل واجهته ميدان بادانج، ويحوي عددًا من الشرفات الواسعة، حيث تبلغ مساحة المبنى كاملة 54 قدمًا.
وتحول المبنى حاليًا إلى مبنى للمحكمة العليا، وأتي الزائرين من كل مكان لشماهدى برج الساعة الرائع، قبلة السائحين في سيلانجور.
ويتم تزيين المبنى الذي يعد من أجمل معالم السياحة في كوالالمبور بالأضواء والزينة في العديد من المناسبات المهمة، حيث يواجه المبنى ميدان الاستقلال الذي انتزع منه علم الاتحادـ وارتفع مكانه علم الملايو عام 1957م للمرة الأولى في تاريخ المدينة.
يقع المبنى إلى جوار ميدان الاستقلال، ولهذا يمكن للزائر أن يذهب إليه مستخدمًا القطار السريع، الذي يأخذ خط بوترا، ثم ينزل الزائر في محطة باسار سيني ، أو مسجد جامك ويستعلم عن الاتجاه ويسير ببطء نحو المبنى.
الدخول إلى مبنى السلطان عبد الصمد مجاني تمامًا ، ويعمل طيلة السنة دون إجزات سوى يومي السبت والأحد، وهما موعد العطلة الإسبوعية له.
قد ترغب في زيارة على مدار يومين، ولهذا فنحن نرشح لك فندق وسكن ذا جاردن أيه سانت جايلز سيغنتشر The Gardens – A St Giles Signature Hotel & Residences, Kuala Lumpur، للإقامة به بالقرب من مبنى السلطان عبد الصمد إن أردت المكوث يوم آخر.
يتميز الفندق بأناقته، وتوفيره خدمات متميزة لزبائنه، حيث يحتوي على صالة للألعاب الرياضية، وأجنحة واسعة، وغرفًا ذات أثاث مريح.
ويقع الفندق على بعد عشرة دقائق بالسيارة من شارع الحي الصيني في كوالالمبور، وحوله عددًا من المطاعم النظيفة والراقية يمكنك الاستمتاع بالطعام فيها، كيفما شئت.