ماهو سبب سلس البراز وما هو علاجه

الكاتب: دعاء الحاج حمادي -
ماهو سبب سلس البراز وما هو علاجه

ماهو سبب سلس البراز وما هو علاجه.

سلس البراز على أنه عدم القدرة على السيطرة على حركة الأمعاء مما يؤدي لتسرب البراز غير المقصود.

ويختلف شكل سلس البراز من شخص لآخر، بالبعض يشعر بحاجة مفاجئة للذهاب للحمام وقد لا يستطيعون الوصول للحمام بالوقت المناسب، والبعض الآخر لا يشعر بالتنبيه الخاص بالرغبة لتفريغ البراز، بينما  يحدث مرور بعض البراز عند إخراج الهواء عند آخرين.

يمكن أن يحدث سلس البراز عند البعض بشكل يومي، بينما للبعض الآخر تحدث بشكل عرضي أو بفترات متقطعة.

يُعتقد أن هذه الحالة تصيب حوالي 10% من الناس بفترة من حياتهم ويمكن أن تحدث بأي عمر ولكنها أكثر انتشارا لدى كبار السن والنساء أكثر من الرجال.

أسباب سلس البراز

الإمساك:

يعتبر أهم مسبب  لسلس البراز، وذلك بسبب تجمع البراز القاسي بكمية كبيرة في المستقيم، مما يسبب توسع المستقيم وضعف بعضلاته وتسمي هذه الحالة “انحشار البراز- Faeces Impaction”  وبعد ذلك يمكن أن يتشلك براز سائل فوق البراز القاسي ويتسرب من حول الكتلة القاسية ويمر عبر فوهة الشرج من دون أن يشعر بها المريض. هذه الحالة أكثر شيوعا عند كبار السن.

الإسهال:

من الصعب على المستقيم أن يمسك البراز الطري والسائل، خاصة إذا حدث بشكل متكرر، ومن الأمراض التي تسبب الإسهال: داء كرون، متلازمة الكولون المتهيج “Irritable Bowel Sybdrom-IBS” والتهاب الكولون القرحي. كما أن هذه الأمراض يمكن أن تسبب تندبات في المستقيم، مما تكون سبباً آخراً لسلس البراز.

البواسير “Haemorrhoids”

هي عبارة عن توسع الأوعية الدموية داخل وحول المستقيم والشرج، مما يسبب شعور بالانزعاج والألم والحكة وأحيانا تدلي البعض من البواسير من فوهة الشرج. في بعض الأحيان وعندما تكون كبيرة الحجم، يمكن أن تسبب سلس البراز بسبب ارتخاء عضلات الشرج والمستقيم.

مشاكل بمعصرة  الشرج “العضلات المتحكمة بالشرج” 

يمكن أن يحدث سلس البراز عندما تصاب هذه العضلات بالأذية أو الارتخاء، وأهم سبب لذلك هو الولادة الطبيعية عن طريق المهبل، حيث أن العضلات تتمدد ويمكن أن تتمزق وخاصة إذا كان المولود كبير الحجم أو وضعية الطفل خلفية أو المخاض الطويل.

كما أن عضلات الشرج يمكن أن تصاب الأذية نتيجة للعمليات الجراحية  على المستقيم أو الشرج.

الأذية  العصبية 

يمكن أن تسبب إصابة الأعصاب المغذية للأمعاء والكولون والمستقيم مشاكل بحركة الأمعاء وينتج عنها سلس البراز. يمكن أن تحدث أذية الأعصاب نتيجة للإصابة بالسكري والتصلب اللويحي (حالة مرضية تصيب العصبي المركزي) والجلطة الدماغية والشوق المشقوق وأذية النخاع الشوكي بسبب الرضوض، كما أن الخرف يمكن أن يؤدي لسلس البراز.

التشخيص: 

 

القصة والفحص السريري: 

يفضل مراجعة الطبيب عند حدوث أي اضطراب وتغير في عادة الأمعاء وحدوث نزف أو أسهال أو إمساك لعدة أسابيع. سيقوم الطبيب عندها بأخذ هذه التفاصيل والأعراض ووقتها وأي تغير في الحمية وطبيعة الطعام أو تناول استعمال أدوية جديدة يمكن أن تسبب الإمساك أو الإسهال

ثم يقوم بالطبيب بإجراء الفحص السريري العام، وكذلك الخاص بمنطقة الشرج، حيث يتم فحصها مع والمنطقة المحيطة لمعرفة إذا كان هناك ما يشير إلى مشاكل صحية مرافقة ومن ثم يتم إجراء المس الشرجي وهو عبارة عن فحص المستقيم بواسطة الإصبع  حيث يتم تحري وجود البراز في المستقيم وإن كان قاسي بسبب الإمساك، أو وجود ورم أو كتلة بالمستقيم أو بواسير.

الاستقصاءات الأخرى: 

 

تنظير المستقيم: يتم فحص المستقيم والأمعاء الغليظة من الداخل بواسطة  التنظير، حيث يتم بتمرير أنبوب في نهايته كاميرا صغيرة عبر فوهة الشرج، ويتم بعدها رؤية الجدران الداخلية للمستقيم وباقي الأمعاء الغليظة، ويمكن بنفس الوقت أخذ عينات لفحصها بالمخبر عند الشك بوجود أي مشكلة.

قياس ضغط الشرج  ويفيد في تحديد قوة العضلات التي  تتحكم بمعصرة الشرج “أي العضلات التي تتحكم بفوهة الشرج”  وسلامة الأعصاب التي تغذيها.

يتم ذلك عن طريق وضع جهاز صغير يشبه ميزان الحرارة وموصول ببالون في المستقيم “نهاية الأمعاء الغليظة والذي ينتهي بالشرج”، لا يسبب الألم ولكن يعطي شعور غير مريح قليلا. ثم يطلب من المريض قبض العضلات وترخيتها عدة مرات لتسجيل الضغط ، وبعدها يطلب منه محاولة إخراج البالون كما لو أنه في الحمام، وخلال كل هذه الحركات، يتم تسجيل الضغط الذي يحدث على البالون بواسطة جهاز خاص.

ثم يجري نفخ البالون، وإذا لم يحدث أي شعور بالانزعاج أو الامتلاء والرغبة بالتبرز، فهذا يعني وجود مشكلة بالأعصاب التي تغذي منطقة الشرج والمستقيم.

التصوير بالأمواج فوق الصوتية “الايكو أو السونار”:

يتم فحص البطن والحوض بالأمواج فوق الصوتية لمعرفة وذلك لتحديد وجود سبب يؤثر على عضلات أسفل الحوض وتؤدي لإضعاف عضلات المستقيم والشرج.

علاج سلس البراز 

يهدف العلاج لإصلاح المسبب للسلس ويتم ذلك باتباع 4 طرق:

  1. العلاج المحافظ وتغيير نمط الحياة والطعام
  2. التمارين الخاصة لتقوية عضلات المنطقة التي تسيطر على حركة الأمعاء والمستقيم
  3. أدوية خاصة للإسهال أو الإمساك.
  4. الجراحة

يمكن أن يستعيد الكثيرون حالة أمعائهم الطبيعية بالعلاج المناسب حسب الحالة، ولكن يفضل  بالبدء بالعلاجات المحافظة والتأني باستخدام الأدوية أو اللجوء للعمليات  الجراحية.

1- العلاج المحافظ وتغيير نمط الطعام 

تغيير نمط الطعام يختلف في حال كان سبب سلس البراز هو الإسهال أو الإمساك.

في حال الإمساك: يجب الانتباه  لشرب كمية وافرة من الماء، بالإضافة لاتباع حمية غنية بالألياف كالإكثار من الخضار والفواكه  واستعمال الحبوب الكاملة والشوفان واستعمال الخبز الأسمر مع الحبوب الكاملة والرز البني وتناول والمكسرات والشوفان.

أما في حالات الإسهال، فيفضل على العكس، اتباع الحمية قليلة الألياف كالتخلص من قشرة الخضار والفواكه والتقليل من الكمية المتناولة منها، وكذلك التقليل من العصائر والمشروبات الغازية والغنية بالكافئين  وكذلك تجنب المأكولات الدسمة كالبطاطا المقلية والوجبات السريعة.

2- تمارين تقوية عضلات أسفل الحوض:

هي عبارة عن برنامج تدريبي يهدف لتقوية عضلات أسفل الحوض  (أي العضلات المتواجدة في المنطقة حول الشرج والمنطقة التناسلية) ويفيد هذا النوع من التمارين حالات التمدد والضعف التي تصيب العضلات بسبب الرضوض أو الولادة المتكررة. ولكن يجب الانتباه أن النتيجة لن تلاحظ بسرعة ولكن يبدأ المريض ملاحظة الفرق والتحسن عند التمرين لمدة 6-8 أسابيع بشكل منتظم ولعدة مرات يوميا.

 محاولة شد عضلات المستقيم والشرج وكان الشخص منع نفسه من التبرز.

يتم إجراء التمرين بثلاثة مراحل

االمرحلة الأولى : يمكن تأديته بوضعة الوقوف أو الجلوس أو الاستلقاء، ويكون بإبعاد الطرفين السفليين قليلا عن بعضهما، وبعدها محاولة شد عضلات الشرج قدر المستطاع ولأطول فترة ممكنة وبعدها إرخاء العضلات، وتكرار التمرين 5 مرات متتالية.

المرحلة الثانية: محاولة شد عضلات أسفل الحوض بأكبر قوة ممكنة وثم ارخائها، وتكرار التمرين 5 مرات.

المرحلة الثالثة: شد العضلات بأسرع ما يمكن ومن ثم إرخائها، يكرر 5 مرات.

إذا كان التمرين صعب الأداء، يمكن البدء بعدد قليل ومن ثم زيادة العدد مع الوقت و الاعتياد.

إعادة تأهيل وتدريب الأمعاء  Bowel retraining 

يستهدف هذه التمارين الأشخاص الذين حصل لديهم ضعف بالتوصيل العصبي للأمعاء وعضلات الحوض مما ينجم عنه نقص بالإحساس بوجود بالبراز بالمستقيم والشعور بالرغبة بالتبرز. يهدف لتشكيل نظام لتفريغ الأمعاء بشكل منتظم، وكذلك للتحريض على إفراغ العضلات.

يمكن أن يفيد تغيير نمط الطعام من تحسين تماسك وقساوة البراز وكذلك تنظيم عادة إفراغ الأمعاء بحيث لا يضطر الشخص لإفراغ أمعائه بشكل طارئ.

أما عن تحريض الأمعاء لزيادة حركتها وتشجيعها على دفع البراز فتختلف من شخص لآخر، فالبعض يجد أن شرب شيء ساخن يمكن أن يساعد على ذلك، بينما البعض الآخر يمكن أن يحرض الأمعاء بتحريض المستقيم بواسطة الأصبع.

3- الأدوية: 

يمكن استخدام الأدوية لتليين البراز في حالة الإمساك، أو لزيادة تماسك البراز في حالة الإسهال.

في حال الإمساك يمكن استخدام الملينات وغالبا ما يوصى بالنوع الذي يزيد من كمية البراز عن طريق زيادة كمية الماء بالبراز.

أما في حالة الإسهال، يمكن استخدام دواء يدعى “لوبراميد- Loperamide”  حيث يعمل على إبطاء حركة الأمعاء مما يزيد من امتصاص الماء وبالتالي يصبح البراز أكثر قساوة.

 

الحقنة الشرجية: 

يتم ذلك بوضع أنبوب بالشرج وحقن الماء أو السائل الملحي 0.9% بهدف تليين البراز، يمكن استعمال هذه الإجراءات في حالات سلس البراز الناجم عن انحشار البراز وخاصة عند المسنين، ويساعد على التخلص  من البراز القاسي في حال فشلت باقي المحاولات.

4- الجراحة

يمكن اللجوء للجراحة عند فشل كل خيارات العلاج.

يشمل العمل الجراحي

عملية تصحيح المصرة Sphincteroplasty 

تهدف هذه العملية لتصحيح العضلات التي تتحكم بفوهة الشرج حيث يتم عملية طي العضلات المتمددة وخياطتها مما يشكل زيادة بتوتر العضلات .

تحريض العصب العجزي: 

 

يتم زرع أقطاب كهربائية تحت الجلد أسفل الظهر ويتم وصلها بمحرض كهربائي الذي يقوم بإعطاء نبضات كهربائية لتحريض الأعصاب العجزية (هي الأعصاب  المسؤولة عن عضلات منطقة أسفل الحوض) مما يساعد عضلات أسفل الحوض وعضلات الشرج من العمل بشكل أفضل.

في البداية يبقى المحرض الكهربائي خارج الجسم، ولكن إذا كان العلاج فعالاً، يتم زرعه تحت الجلد أيضاً.

يوجد دراسات بينت أن تحريض العصب الظنبوبي (العصب الذي يغذي الساق) له نفس تأثيرات تحريض الأعصاب العجزية في تحريض العضلات المتحكمة بالشرج، ولكن ما زالت الآلية غير معروفة.

يجد طريقة حديثة ولم يتم دراسة تأثيراتها طويلة الأمد، تتكون من حقن عضلات أسفل الحوض وعضلات الشرج بالسيليكون أو الكولاجين حيث وجد أنها تقوي العضلات وتزيد من فعاليتها.

يوجد طريقة العلاج بالحراري عن طريق التنظير، حيث يتم تعريض عضلات الشرج وأسفل الحوض للحرارة بهدف إحداث بعض التندب مما يزيد من قساوة العضلات.

في النهاية وعند فشل جميع طرق العلاج وكان سلس البراز مزعجا وغير محتمل ويعطل الحياة اليومية، يمكن التفكير بإجراء عملية فغر الكولون “Colostomy” حيث يقوم بتحويل مجرى الكولون والتخلص من البراز عن طريق فتحة بالبطن.

يجب التذكر دائما أن سلس البراز مرض مثل باقي الأمراض ولا داعي للخجل منه،  ويمكن معالجته والشفاء يحدث لدى العديد من الحالات، لكنه على الأغلب  لن يُشفى لوحدة ويحتاج للعلاج، ويجب دوما طلب المساعدة والعلاج حتى لدى كبار السن لأنه ليس جزءاً  من ميزات الشيخوخة.

شارك المقالة:
119 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook