النظام البيئي المائي (Aquatic Ecosystem) هو مجموعة من الكائنات الحية التي تتفاعل وتعيش معًا في بيئة مائية، وتتألف هذه المجموعة من نباتات وحيوانات تُحدد أنواعها من خلال المكان ونوع الماء الذي توجد فيه، حيث تتواجد هذه الأنظمة في مياه البحيرات، والمحيطات، والمياه العذبة، والأنهار، والبرك، كما تُغطّي النظم البيئية البحرية كأحد أنواع الأنظمة البيئية المائية ما نسبته 70% من سطح الأرض، وتختلف أنواع هذه الأنظمة حسب نسبة الأملاح في الماء و التي تبلغ ما نسبته 35 جزءًا لكل 1000 غم من الماء، حيث تتكيف الكائنات الحية في الماء مع نسبة الملوحة الثابتة أو المتغيرة قليلًا، ولكن عند انتقالها لوسط مختلف كليًا في نسبة الملوحة لن تتمكن من العيش فيه.
يُغطّي النظام البيئي البحري (marine ecosystem) أكبر مساحة على سطح الأرض، إذ إن ثُلثي الأرض مُغطاة بمياه المحيطات، والبحار، ومناطق المدّ والجزر، والشعاب المرجانية، وقيعان البحار، ومصبات الأنهار، وهذه الأنواع جميعها تندرج تحت مفهوم الأنظمة البيئية للمياه المالحة، وتتكيف الكائنات الحية فيها كلّ حسب بيئته، لأنّ أجسامها مُهيأة للعيش بالماء المالح، وفيما يأتي أهم أنواع النظم البيئية البحرية:
النظم البيئية في الماء العذب (Fresh water ecosystem) وهي جميع الأنظمة التي تعيش وتتفاعل في الماء العذب النقي، والذي يتواجد غالبًا في البحيرات، والبرك، والأنهار، والجداول، والأراضي الرطبة بعد هطول الأمطار، ونسبة المياه العذبة على كوكب الأرض أقل من 3% من نسبة المياه كاملةً، كما أنّ أقل من نصف هذه الكمية يكون على شكل سائل، أمّا ما تبقّى فيتواجد في القمم القطبيّة والأنهار الجليديّة، وتواجه هذه النظم تغيّرات في درجات الحرارة وتغيرات في كمية المياه، إذ تزيد مع الأمطار وتقل مع الجفاف، وهذا ما يُفسّر أنّ النباتات والحيوانات التي تعيش فيها ذات مرونة وقابلة للتكيّف مع هذه التغيّرات الاستثنائية.
تشمل الأنظمة البيئية المائية الثابتة غير المتدفقة، ومنها: البرك، والمستنقعات، والبحيرات، والأراضي الرطبة التي تتوافر فيها الأمطار والمياه بانتظام، وقد تتشكل أيضًا في مناطق تصل فيها المياه الجوفية لسطح الأرض، أو في المناطق التي لا تتسرب فيها المياه للتربة وتبقى على سطح الأرض بسبب إشباعها في تلك المنطقة، وقد تكون هذه المياه طبيعية أو من صُنع البشر وتُستخدم في القطاعات الترفيهية والتجارية، وينقسم النظام البيئي للمياه الراكدة لعدّة أجزاء هي:
وتشمل جميع الأنظمة البيئيّة المائيّة الانتقاليّة، ومن أمثلتها الجداول، والأنهار، والشلالات السطحية، وتضم هذه الأنظمة منطقتين رئيستين هي: البرك وتعني المسطحات العميقة التي تكون تيارات حركة الماء فيها خفيفة، والمنحدرات التي يتحرك فيها الماء سريعًا، وبناءًا عليها تنقسم الأنظمة فيها إلى نوعين هما: بيئة مائية سريعة التدفق كالأنهار تعيش فيها بعض العوالق، والأسماك، والطحالب الخضراء، والزرقاء، وطحالب الماء، وبيئة مائية بطيئة الحركة كمصبات الأنهار تعيش فيها الكثير من العوالق، والرخويات، والمحار، والديدان الخيطية، وسمك الكارب، والقرموط، وبعض الحشرات.
تُشكّل هذه الأنظمة مختلف المناطق التي تُصنّف كمناطق رطبة، وتعيش فيها مجموعة من النباتات واللافقاريات مثل؛ أشجار السرو الكبيرة، والطيور، والحشرات المائية، بالإضافة للحيوانات الآكلة للحوم مثل؛ التماسيح وثعالب الماء، وتستمد رطوبتها من الأمطار التي تهطل عليها بشكل دوري، أوتكون تربتها مائية غير مجرّفة، أو أنّ التربة فيها مشبعة وليست قادرة على امتصاص الماء، ومن أمثلتها المستنقعات الطبيعية والصناعية، ومن الناحية التجارية فإنّها جيدة لعيش الجمبري، وسرطان البحر، والمحار، والسلمون، وتُشكل هذه الأراضي ما نسبته 6% من سطح الأرض.
فيما يأتي بعض النقاط التي توضح أهمية النظام البيئي المائي:
فيما يأتي أهم الخطوات التي يُمكن فعلها لحماية الأنظمة البيئية المائية بشتى أنواعها:
لا تتواجد الماء على هذه الأرض عبثًا بل تضم مجموعة هائلة من الأنظمة المائية، التي لا تقتصر على البحار والمحيطات والمياه العميقة، بل تضم أيضاً المياه العذبة الراكدة، والجاية، والرطبة، فالكائنات الحية تتشبّث في أي منطقة تحتوي على ماء دومًا أو تتوافر فيها الماء بشكل متقطّع، وتخلق من ذلك نظام حيوي متكامل تعيش فيه وتتكاثر وتتفاعل معًا، لتعود بالفائدة الكبيرة على البيئة وعلى الإنسان، ولكنها تحتاج للحماية حتى تستمر ولا تنقرض.