لا يمكنك خوض غمار تجربة ريادة الأعمال من دون معرفة مفهوم الاستثمار والإحاطة به علمًا، فتلك لعبة عليك إتقان قواعدها إن أردت الفوز فيها.

وفهمك لمفهوم كهذا يجعلك مدركًا لما ينتظرك في المستقبل، سواء فيما يتعلق بالفرص أو التحديات؛ فـ مفهوم الاستثمار يسير وفق منحيين: العوائد والمخاطر، وعلى قدر ضبطك لحديّ هذه المعادلة ستتمكن من العبور بسلام دون خسارة أموالك.

مفهوم الاستثمار وتعريفاته

وعلى أي حال يمكننا استجلاء مفهوم الاستثمار عبر تقديم بعض التعريفات التالية:

الاستثمار هو عملية تخصيص الموارد، والتي عادة ما تكون على هيئة أموال سائلة، مع توقع تحقيق دخل أو ربح.

في حين يمكن النظر إلى مفهوم الاستثمار على أنه عملية شراء مكتملة بأموال لديها القدرة على إنتاج دخل أو ربح، ومن ثم فإن الأشياء التي تفقد قيمتها بشكل طبيعي بمرور الوقت ومع الاستخدام ليست استثمارات.

وعلى ذلك فإن الرهان في الاستثمار على الزمن أكثر منه على أي شيء آخر، فأنت تضع أموالك في هذا المشروع أو ذلك ابتغاء تحصيل الربح من جرائه في وقت لاحق.

وعلاوة على ما فات، يُعرف الاستثمار بأنه عملية التضحية بشيء الآن من أجل احتمالية الحصول على شيء فيما بعد، وهو ما ينطبق على ما قلنا فيما يتعلق بالتعريف السابق.

العوائد والمخاطر

لا يجمل بنا أن نتطرق إلى مفهوم الاستثمار من دون الإشارة إلى طرفي تلك المعادلة _التي أشرنا إليها سابقًا_ وهي العوائد والمخاطر. من المعروف أن نطاق الأصول التي يمكن للمرء أن يستثمر فيها ويكسب عائدًا واسعًا جدًا، وحكمة المستثمر تظهر في اختيار الأصل الذي يغامر بأمواله فيه.

والعلاقة بين العوائد والمخاطر طردية؛ فإذا زادت المخاطر زادت العوائد أو الأرباح المتوقعة والعكس أيضًا صحيح. سوى أن الصواب ألا تغامر بأموالك، لا سيما إذا كنت في بداية الطريق أو لا تملك سوى قدر ضئيل من المال، إلا بشكل محسوب ومدروس.

المفترض أن تكون كل المغامرات محسوبة، لكن تزداد أهمية الأمر في مرحلة البدايات أو مع محدودية رأس المال.

أنماط الاستثمار

إذا كنا تحدثنا عن مفهوم الاستثمار فحري بنا أن نتحدث عن أنماطه، تلك التي يمكن ذكر بعض منها على النحو التالي:

• الاستثمار في الأسهم

قد تكون الأسهم هي أكثر أنواع الاستثمار شهرة وبساطة؛ فعندما تشتري سهمًا فأنت تشتري حصة ملكية في شركة مطروحة للتداول العام، ويتم تداول العديد من الشركات للتداول؛ ما يعني أنه يمكنك شراء أسهم فيها.

عندما تشتري سهمًا فإنك تأمل أن يرتفع السعر حتى تتمكن من بيعه لتحقيق ربح، ويتمثل الخطر، بالطبع، في أن ينخفض سعر السهم ومن ثم ستخسر المال.

• السندات

تتمثل فكرة الاستثمار في السندات في أنك تقرض أموالك لجهة حكومية أو خاصة، وإنما تتمثل فرص الربح في أنك إذا احتفظت بالسند، بعد استحقاقه لفترة زمنية محددة مسبقًا، فسوف تسترد رأس المال الذي أنفقته على السند، بالإضافة إلى معدل فائدة محدد.

عادة ما يكون معدل العائد على السندات أقل بكثير مما هو عليه بالنسبة للأسهم، لكن السندات أقل خطورة. هناك بعض المخاطر التي تنطوي عليها، بالطبع؛ حيث يمكن أن تنهار الشركة التي تشتري منها السندات، أو قد تتخلف الحكومة عن السداد. لكنه استثمار أقل خطورة على أي حال.

• صناديق الاستثمار

صناديق الاستثمار المشترك هي عبارة عن مجموعة من أموال العديد من المستثمرين يتم استثمارها على نطاق واسع في عدد من الشركات، والفكرة هنا أننا أمام كيان استثماري ضخم يتيح لمجموع أفراده ما لم يتمكنوا من الحصول عليه فرادى.

• الصناديق المتداولة في البورصة

الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) تشبه الصناديق المشتركة من حيث إنها مجموعة من الاستثمارات التي تتبع مؤشر السوق. وعلى عكس الصناديق المشتركة، التي يتم شراؤها من خلال شركة الصناديق، يتم شراء صناديق الاستثمار المتداولة وبيعها في أسواق الأسهم. ويتقلب سعرها طوال يوم التداول، في حين أن قيمة الصناديق المشتركة هي ببساطة القيمة الصافية لاستثماراتك.