من الناحية المعمارية يطلق الحصن على القلعة، والتي كانت تشييد في الغالب على قمة الجبال وتشتمل على أسوار حصينة ذات أبراج وبوابات وثكنات للجند، وهذه القلاع تشيد بالقرب من المدن للدفاع عنها مثلما رأينا في قلاع عسير، كذلك فإن بعض القلاع عرفت باسم قلعة الحصن تأكيداً على حصانتها ومنعتها.
كذلك أطلق مصطلح الحصن على المستوطنة التي تضم المنازل والمزارع والنخيل والآبار، وتحيطها الأسوار ذات الأبراج والبوابات، وهذه النوعية من الاستحكامات الحربية من أكبرها وأكثرها منعة ويصعب حصاره، كما أنه يطلق على المستوطنة التي تحيطها الأسوار بتكويناتها المعمارية الفقط.
وهذه الحصون تمثلها المدن والقرى ذات الأسوار والبوابات والأبراج والرياض والدرعية وصنعاء والشارقة، وأخيراً أطلق مصطلح الحصن على مجموعة من المباني العالية ذات الطوابق المتعددة والمشيدة بالطين أو الحجارة أو كليهما، ولها مداخل محكمة يصعب افتحامها بهدف السكن والمراقبة والدفاع أو لحفظ الحبوب وعلف الحيوانات.
وهذا النوع من الحصون عرفت باسم البيوت القلاعية، وامتازت به اليمن وتأثرت به المنطقة الجنوبية والمنطقة الوسطى بالمملكة السعودية، حيث وجد نجران وعسير، غير أن التاريخ الذي شيدت فيه مثل هذه الحصون غير معلوم، ويرجح وجوده من أقدم العصور وعرف في العصر الإسلامي واستمر حتى العصر الحديث، غير أن تشييده كان يعكس أسلوب العمارة التقليدية في تلك المناطق في الجزيرة العربية.
أما النموذج الثاني من الحصون وهو المستوطنات المحصنة التي يمثلها حصن سدوس، ثم الإشارة للبيوت القلاعية والحصون الأخرى، ويعتبر ما بقي من تحصينات سدوس مثالاً جيداً لتحصينات المستوطنات النجدية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة.
وتشتمل تلك التحصينات على أسوار تحيط بالبلدة من جهاتها الأربع زودت بأبراج دفاعية، بالإضافة إلى بوابة رئيسية تتوسط السور الجنوبي، وكان في تلاصق الدور داخل الأسوار وتخطيط السكك الداخلية الفرعية يجعلها غير نافذة ووضعها على محاور مختلفة بالنسبة للشارع الرئيسي واتصال الأبراج بالدور المجاورة لها اتصالاً يساعد على استغلالها بكفاءة ما يساعد في الدفاع عن البلدة في حالة اختراق أسوارها وبواباتها.