ماهوطرق علاج مرض الرئة السوداء

الكاتب: وسام ونوس -
ماهوطرق علاج  مرض الرئة السوداء

 

 

ماهوطرق علاج  مرض الرئة السوداء

 

يُعد مرض الرئة السوداء من الأمراض التي يُشاع انتشارها بين عمال مناجم الفحم، وهو نوعٌ من أنواء داء الرئة الذي ينتج عن الاستنشاق المُتكرر للغبار الناتج عن الفحم لمدةٍ طويلة من الزمن، وقد تمّ إطلاق على هذا النوع من أنواع داء الرئة بهذا الاسم المُلفت، بسبب لون الرئة الناتج عن تراكم غبار الفحم المُستنشق، لذا يُعد مرض الرئة السوداء من أشهر وأقدم الأمراض المرتبطة بالمهنة من حيث السبب، أو ما يُسمى بالمرض المهني، ويبدأ المرض بالتطور تدريجيًّا، إلى أن تظهر أعراض مرض الرئة السوداء بشكلٍ أوضح بعد مرور مدة زمنيّة لا تقٍل عن 10 إلى 20 عامًا من التعرّض المستمرّ للمرض، ويُعد السيليكا الموجود بوفرة في الفحم، أهم المُسببات لحدوث العديد من المُضاعفات في الرئة، مثل انتفاخ الرئة أو حتى التهاب الشعب الهوائيّة المزمن، الذي بدوره يمكن أن يشكل العائق الرئيس في عدم القدرة على التنفس، بالإضافة إلى الإصابة بداء السل، الذي يؤدي إلى الوفاة.

 

أعراض مرض الرئة السوداء

تصل المدة اللازمة لتطور أعراض مرض الرئة السوداء إلى سنواتٍ عديدة، أما بالنسبة للمراحل المبكرة من المرض، فتبرز بعض العلامات الدالّة على حدوث بعض المشاكل في الجهاز التنفسي، مثل السعال، صعوبة التنفس مع ضيقٍ في الصدر، أمّا بالنسبة للعَرَض الذي من شأنه أن يؤكد الإصابة بمرض الرئة السوداء في المرحلة المُبكرة منه، هو بروز البلغم ذو اللون الأسود عند السعال، فبالإمكان رؤية هذه الأعراض عند المريض مع الإفراط في الجهد المبذول بالعمل، ولكن مع تقدم مراحل المرض، تبدأ الأعراض بالظهور عند فترات الراحة أيضًا، ليبدأ المرض بتكوين بعض الندوب في أنسجة الرئة، مما يمنع وصول الأكسجين إلى الدم وانخفاض مستوياته داخل أنسجة الجسم، مما يُسبب أعراضًا إضافيّة في الأنظمة الرئيسة تؤدي إلى تفاقم الحالة، ومن أبرز الأعضاء المُتضررة هي القلب والدماغ.

 

تشخيص مرض الرئة السوداء

يعتمد تشخيص مرض الرئة السوداء بشكلٍ رئيس على تاريخ تعرّض المريض للغبار الناتج عن الفحم، والذي يتم القيام به من خلال الاستفسار عن أماكن العمل وأسلوب المعيشة، والعمل على ضبط المعلومات في الملف الصحيّ للمريض، كما يُعد تصوير الأشعة السينيّة أو الصورة المقطعيّة لمنطقة الصدر من أهم الأساليب لتأكيد الإصابة بالمرض، حيث تُظهر الأشعة السينيّة بعض العقيدات أو الظل المُعتم في مناطق مُتفرقة من صورة الصدر، إذ تتراوح أبعاده إلى 10 مم على الأقل، ومع ذلك، يتميّز التشخيص عن طريق الأشعة السينيّة لشموله بعض الأمراض الأخرى التي تُظهر العلامات نفسها، مثل سرطان الرئة أو بعض الأمراض التي تُسبب الندوب والعديد من الاضطرابات الأخرى، مما يجعل التشخيص بالأشعة السينيّة غير دقيق وبحاجة إلى تأكيد باستخدام طرقٍ أُخرى، مثل الصورة المقطعيّة لمنطقة الصدر، التي تُعد أكثر خصوصيّة من الأشعة السينيّة للكشف عن عقيدات الالتحام، المرحلة المُبكرة من مرض الرئة السوداء، التجاويف والندوبات الناتجة عنه، ومن الطرق التي بالإمكان اتباعها لاختبار عمل الرئة، هي اختبارات وظائف الرئة، وهي طريقةٌ سائدة تدل على تطور بعض العيوب والمُضاعفات المرتبطة مع وظيفة الرئة، مثل الانسداد الرئوي، مشاكل وظيفيّة تتعلق بتبادل الغازات في الرئة، نظرًا لتعرّض المرضى لغبار السيليكا والفحم بشكلٍ واسع، ويجب القيام بفحصٍ دوريّ للكشف عن مرض السل.

 

علاج مرض الرئة السوداء

تهدف العلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب لتخفيف تأثير أعراض مرض الرئة السوداء على صحّة المريض، مع منع تكوّن المزيد من الضرر من العوامل الجانبيّة، التي بالإمكان التعرّض لها، حيث إنّه لا يوجد علاجٌ يؤثر على المُسبب الرئيس للمرض، فيعالجه، ومن أهم العلاجات المُتبعة لتخفيف الأعراض هي بعض الأدوية التي تؤثر على الممرات الهوائيّة للجهاز التنفسي، إذ إنّها تضمن بقائها مفتوحة، ومن أهم الأمثلة أجهزة الاستنشاق التي يستخدمها مرضى الربو عادةً، وأيضًا، يتم وصف الأقنعة التي توفر الأكسجين عند ثبات انخفاضه لمدةٍ طويلةٍ من الزمن، كذلك وقد ينصح الطبيب مريض الرئة السوداء بالإقلاع عن بعض العادات التي من شأنها أن تؤدي إلى تطور بعض المضاعفات، مثل التدخين، حيث إنّه يُساعد على إحداث المزيد من تلف الأنسجة في الرئة، مما يزيد الأعراض سوءًا، ويوصي الأطباء عادةً المرضى ببرامج إعادة التأهيل، التي تُساعد على إيجاد الطرق المثاليّة للتنفس، وعند تطور الحالة بشكلٍ غير قابل للتحسّن قد يوصي الطبيب بزرع الرئة، ليُحسن من جودة حياة المريض.

 

مضاعفات مرض الرئة السوداء

من أخطر المضاعفات التي بالإمكان الإصابة بها عند التعرّض لمرض الرئة السوداء، هو القصور في القلب الأيمن، والذي يحدث نتيجة تليف الرئتين الذي ينتج عنه ازدياد ضغط الدم في الشريان الرئوي الواقع في الجهة اليمنى من القلب، ليؤدي تزايد الضغط لاحقًا إلى تضخم عضلة القلب من الجهة اليمنى، ثم إلى فشل القلب الأيمن، أما بالنسبة للمضاعفات غير الشائعة، فتشمل متلازمة كابلان، والتي تتميّز بإظهار العقيدات الالتهابيّة في الرئة، أو ما يُسمى بالعقيدات الروماتويديّة، ويصاب المرضى بهذه المتلازمة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وأشارت بعض الدراسات أيضًا إلى ارتفاعٍ في نسبة الإصابة بسرطان الرئة عند الإصابة بمرض الرئة السوداء.

 

الوقاية من مرض الرئة السوداء

من غير الممكن علاج مرض الرئة السوداء بشكلٍ مباشر أو حتى عكسه، لذا وجب على عمال مناجم الفحم اتباع الإجراءات التي تفرضها السلامة والصحّة المهنيّة، والتي تمثل القواعد الوقائيّة التي تحد من الإصابة بمرض الرئة السوداء، وتتمثّل أهمها الآتي:

 

  • لبس القناع الواقي من غبار الفحم.
  • العمل على إزالة الغبار من الملابس بشكلٍ دوريّ.
  • غسل الوجه واليدين جيدًا قبل المُباشرة في تناول الطعام أو شرب المياه أو حتى تعاطي الأدوية.
  • التوقف عن التدخين.
  • إخبار الطبيب المُختصّ بالأعراض التي ترتبط مع مشاكل الجهاز التنفسي.
  • الإجراء الدوري للفحوصات الازمة للكشف عن أعراض مرض الرئة السوداء، مثل الأشعة السينيّة.
شارك المقالة:
160 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook