ماهي أساليب التعليم التقليدية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي أساليب التعليم التقليدية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

ماهي أساليب التعليم التقليدية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
كان التعليم سابقًا يقتصر على الكتاتيب؛ وهي مدارس غير نظامية تقوم على التطوع والعمل الخيري من قِبَل الشيخ (المطوع) إذ كان هو المدرس والمدير الوحيد للمدرسة.
 
 مفاهيم تعليمية
 
أ - مكان الدراسة:
 
كان المكان المخصص للدراسة الذي يلتقي فيه المعلم (المطوع) تلاميذه هو المسجد، في إحدى زواياه، أو غرفة تُبنى بجوار المسجد تكون مخصصة للمعلم (المطوع).
 
ب - مدة الدراسة:
 
لا ترتبط الدراسة بزمن معين، وإنما تعتمد مدتها على مدى جهد الطالب واستعداده وظروفه.
 
ج - وقت الدراسة:
 
كانت الدراسة على فترتين؛ الأولى صباحية، وتمتد من الصباح إلى الظهر، والثانية مسائية من العصر إلى المغرب، وذلك حسب الظروف الخاصة بالمعلم (المطوع) أو طلابه، وتستمر الدراسة طوال العام عدا أيام الجُمع، والأعياد، أو للظروف الخاصة، مثل: الترحال، أو لمناسبات معينة، أو لظروف مناخية، مثل: الأمطار والرياح... أو غير ذلك.
 
د - منهج الدراسة:
 
 تعليم القراءة والكتابة، بدءًا بتعليم حروف الهجاء العربية.
 
 تعليم تلاوة القرآن الكريم.
 
 حفظ القرآن الكريم.
 
 تعليم بعض الأحاديث النبوية الشريفة.
 
 تعليم أصول الفقه والتوحيد.
 
هـ - أدوات الدراسة:
 
تتم الدراسة على ألواح من الخشب  ، أما الأقلام فتتكون من أغصان الأشجار وأعواد القصب، والحبر يُصنع محليًا من الأشجار أو الرماد، أو يكتب المطوع على الأرض بإصبعه أو بالعصا.
 
و - راتب المعلم:
 
ليس للمعلم راتب معين، وإنما يعتمد على ما يناله من الهبات أو الهدايا من الجماعة التي يعيش معها.
 
نمط التعليم التقليدي
 
كان الشيخ يجمع طلابه في المسجد ليعلمهم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، فكان كل متعلم يُحضر معه لوحًا خشبيًا لا يتعدى بُعداه 30 × 35سم، وسطحه مصبوب وأملس؛ لتسهل الكتابة عليه بالحبر الذي كان يُصنع من سنو الحديد (مخلفات الدخان على الأسطح الخارجية أو على أواني الطبخ والقدور) وقشور الرمان المطبوخة، ويحمل اللوح معه إلى المنـزل ليسترجع المعلومات المكتوبة عليه بين حين وآخر، فإذا أجاد المتعلم (الصبي) قراءة الحروف طلب منه الشيخ قراءة جزء (عمَّ) ثم يتدرج في حفظ القرآن الكريم.
 
وكانت الطريقة المتبعة في تعليم القرآن الكريم أن يتلو الشيخ الآية كلمة كلمة، ثم يرددها الصِّبية حتى يحفظوها، فإذا ختم الصِّبْية السورة عاد وتلاها مرات عدة، إلى أن يتأكد الشيخ من أن الصبي قد حفظها. ولم يكن دور الشيخ قاصرًا على التعليم في وقت الدراسة فقط، بل تعداه إلى ملاحظة تصرفات طلابه داخل المجتمع ومتابعة مدى التزامهم بأداء الصلاة مع الجماعة في المسجد، فكان الضرب بالعصا هو العقاب المنتظر لمن يلاحظ عليه سوء السلوك  
 
 بداية التعليم الرسمي
 
لم توجد في منطقة الجوف قبل عام 1357هـ / 1938م مبانٍ مدرسية، وكان معلمو الكتاتيب يعلّمون التلاميذ في منازلهم أو في ساحات داخل الأحياء  ، ومن معلمي كتاتيب المنطقة المواطنون الآتية أسماؤهم: شفق بن مرزوق الرشيد، عبدالعزيز بن شفق الضميري، أحمد بن خليفة المظهور، مسلم البراهيم المران، خليف بن مسلم السطام، مناور الهايس، سمير عمر الدرعان، شبيب بن سطم العبدالله الصالح، إبراهيم عابد الجباب، محمد بن خالد الوشيح، عبدالرحمن الدرعان، الشيخ خلف البخيت المتوفى سنة 1388هـ / 1968م  .  وقام معلمو الكتاتيب بدور عظيم في نشر العلم بالمنطقة، ولقلة التوثيق في ذلك العصر اندثر ذكرهم لدى أغلب سكان المنطقة، ولم يبقَ لهم ذكر إلا لدى بعض كبار السن. وفي عام 1357هـ / 1938م اُفتتحت مدرستان أهليتان، الأولى: شمال البلد في سوق البحر، وكان يدِّرس بها الشيخ سمير الدرعان، والثانية: جنوب البلد وسط حي الشلهوب التي انتقلت إلى قصر الفالح، ثم إلى بيت عيد الطريف، وكان يدرِّس فيها الشيخ أحمد المظهور، ثم أُقفلت هاتان المدرستان الأهليتان عام 1362هـ / 1943م عند افتتاح أول مدرسة نظامية في منطقة الجوف.
 
تلك كانت بداية التعليم النظامي بمنطقة الجوف، وذلك عندما تم افتتاح أول مدرسة ابتدائية هي مدرسة الملك عبدالعزيز الابتدائية في سكاكا، وقد بدأت بفصل واحد ومدرس واحد هو الأستاذ أحمد بن عبدالماجد من مكة المكرمة، ويدرس فيها 60 طالبًا، وكان موقعها وسط البلدة، ثم تلتها مدرسة القدس في دومة الجندل عام 1364هـ / 1945م ومدرِّسها صالح العلاوي، ثم اُفتتح بعدها عدد من المدارس  
 
مظاهر الثبات والتغير
 
لقد ابتعد التعليم تدريجيًا عن أساليب التعليم التقليدية في المنطقة  ؛  وذلك نتيجة للتطور في الحالة الاقتصادية التي شهدتها المملكة، وكان لهذا التقدم الاقتصادي انعكاس واضح على التعليم في هذه المنطقة وفي مناطق المملكة على وجه العموم، فقد شملت مجانية التعليم المنطقة كلها، كما خصصت الحكومة مكافآت مالية للطلاب حافزًا وتشجيعًا لهم؛ حيثُ انتشرت المدارس الحكومية المنتظمة التي تقدم التعليم المجاني للذكور والإناث على حدٍّ سواء، ولم يعد للتعليم التقليدي المتبع سابقًا وجود في الوقت الحاضر، فقد أصبح تعليم القرآن يُقدَّم في الوقت الحالي في المساجد، ولكن بطريقة مختلفة عن السابق، فهو يُقدَّم للأطفال صغار السن في حلقات خاصة بهم، وكذلك يُقدَّم لكبار السن في حلقات خاصة تتلاءم مع الأوقات التي تناسبهم، وذلك ليس لتعلم القرآن فحسب، بل لتعلُّم التجويد والفقه كذلك، إذ يُقدَّم هذا التعليم للأطفال قبل دخولهم المدارس، أو في العطلات الرسمية؛ إذ يقوم ولي أمر الطالب بإلحاق ابنه بأحد الشيوخ؛ لكي يستفيد من وقت الإجازة المدرسية.
 
شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook