إنَّ جسم الإنمسان كأيٍّ شيءٍ معرض للهجوم دائمًا من قبل المكروبات والأجسام الغريبة، لذا هو بحاجة للدفاع عن نفسه وهذا هو دور الجهاز المناعي، حيث ينقسم إلى جهازٍ مناعي أساسي وثانوي؛ فالأول يعمل كخطِّ دفاعٍ أول ضد المكروبات والأجسام الغريبة فيمنعها من الدخول وإن استطاعت ذلك يعمل على التصدي الأول لها ونذكر منها جلد الإنسان، المخاط، الحمض المعدي، بعض الجزيئات كالسيتوكينات، بعض أنواع الكريات البيضاء، أمَّا الجهاز المناعي الثانوي فهو يعمل كخطِّ ثانٍ في حال فشل الأولي في التصدي للعامل المهاجم حيث يدافع بشكلٍ أكثرَ فعاليةً ونوعيةً، ولكنَّ السؤال هو كيف يستطيع جهاز المناعة تمييز أجزاء الجسم عن أجزاء تلك الميكروبات والأجسام الغريبة؟، وسيتحدث هذا المقال عن أمراض المناعة والحساسية.
إنَّ الخلل في وظيفة جهاز المناعة هو ما يسبب أمراضه، فإذا وُلد الطفل ولديه نقص في عناصر جهاز المناعة فسيكون معرضًا أكثر لدخول الميكروبات وحدوث الإنتانات، وأحيانًا يحدث جهاز المناعة تفاعلًا تجاه أجسامٍ غريبةٍ لكنَّها غيرُ مؤذيةٍ حيث تقوم خلايا المناعة بتشكيل نوعٍ خاصٍ من الأجسام المضادة وهو IgE والذي يكون مسؤولًا عن إطلاق أحد الوسائط الالتهابية ويدعى الهيستامين وهذا بدوره يحدث تفاعلًا مؤذيًا بحدِ ذاته لجسم الإنسان وذلك بحسب المكان الذي حدث فيه التفاعل، وتدعى تلك الأجسام التي تطلق هذا التفاعل بالمُحسّسات وهي كثيرة جدًا ويذكر منها:
يمكن لأمراض المناعة والحساسية أن تسبب أمراضًا مختلفةً اعتمادًا على العضو الذي حدث فيه التفاعل المناعي تجاه المحسس، وتشترك هذه الأمراض في أنَّها مستمرةٌ عند المريض ويطلقها التعرض للعامل المحسِّس، ويذكر هنا بعض الأمثلة من تلك الأمراض:
يسأل الطبيب المريض أسئلةً حول الأعراض ومتى تحدث وعدد المرات وما الذي يسببها وما إذا كان هناك أحد أفراد العائلة مصاب بمرضٍ تحسسيٍ، وثمَّ بناءً على هذه المعطيات يطلب بعض الاختبارات ويُذكر منها:
أهمُّ خطوةٍ في علاج أمراض المناعة والحساسية هي تجنّب العامل المحسّس بعد تحديده، ولكن هذا ليس ممكنًا دائمًا فقد يكون العامل المُتّهم محيطًا بالمريض دائمًا، وهنا لا بدَّ من اللجوء للأدوية وسنذكر بعض أصنافها:
وللأسف لا يوجد طريقة حتى الآن تقي من أمراض الحساسية بشكلٍ تامٍ وإنَّما تجنّب العامل المحسس يمنع ظهور الأعراض أو يحدّ منها.