يوجد في الجسم نوعان من الدهون؛ الدهون الثلاثيّة والكولسترول، والدهون الثلاثيّة هي مركب يتكوّن من ثلاثة جزيئات من حموض دهنيّة مرتبطة مع جزيء واحد من الجليسرول، والدهون الثلاثيّة متعادلة الشحنة، وتوجد بصورة طبيعيّةٍ في الدَّم محمولة على البروتين الشحميّ (بالإنجليزية: Lipoproteins) والكيلوميكرونات (بالإنجليزية: Chylomicrons)،ومَصْدَرُها إمّا الغذاء الغنيّ بالدّهون وإمّا السعرات الحرارية الناتجة عن السكريات والبروتينات والكربوهيدرات الزائدة عن حاجة الجسمِ التي تتحوّل إلى دهون ثلاثيّة، ليتم تخزينها في الخلايا الدهنيّة، وتحريرها عن طريق هرمونات متخصّصة ليستخدمها الجسم للقيامِ بعملياته الحيويّة عند الحاجة إلى الطاقة مثل ممارسة نشاط بدنيّ، أو الامتناع عن الطعام لمدة زمنية طويلة.
تُعتبر نسبة الدهون الثلاثيّة في جسم الإنسان مقياساً مهمّاً لصحة القلب، وعند ارتفاعها تزيد احتماليّة الإصابة بأمراض القلب، كما أن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثيّة يُعتبر مؤشّراً سيّئاً لصحة الجسم بشكل عامٍّ؛ لذلك يجب الانتباه جيّداً لمستوى الدّهون الثلاثيّة في الجسم، والفحص بشكل دوريّ كل خمس سنوات؛ لاكتشاف أيّ اختلال في نسب الدهون في الجسم
يمكن تخفيض الدهون الثلاثيّة في الجسم عن طريق القيام بثلاث خطوات تتمثّل بتحسين نظام الحياة للشخص بشكل عام وهي:
يُستخدم دواء الستاتين (بالإنجليزيّة: Statin) لتخفيض الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى أنه الدواء الأمثل لتخفيض الكولسترول الضار، كما أن الستاتين يخفّض احتمالية الإصابة بأمراض القلب. ويمكن اختيار الستاتين بتراكيز مختلفة عن طريق تغيير الجرعات، حيث يختار الطبيب نوع الدواء والجرعة المناسبة تبعاً لحالة المريض، ولنسبة ارتفاع الدهنيّات، والمشاكل الصحيّة المصاحبة للمريض؛ لأنّ هناك أنواعاً عديدة من الستاتينات.ومن الأعراض الجانبية التي يمكن أن تصاحب تناول دواء الستاتين: ضعف في العضلات، وصداع، وشعور بالغثيان.
هناك خيارات أخرى إذا كانت هناك موانع لاستخدام الستاتينات مثل: أحماض النيكوتين، أو دواء نياسين (بالإنجليزيّة: Niacin) أو الألياف، أو زيت السمك. ويمكن أن يصف الطبيب دواء ستاتين وحده بجرعة عالية لإعطاء مفعول كبير، أو باستعمال دواء آخر، أو بإضافة دواء آخر مع الستاتين.
يمكن أن تصاحب أعراضٌ وأمراضٌ أخرى ارتفاعَ الدهون الثلاثيّة، والتي تشكّل لدى المريض متلازمة تسمّى بمُتلَازِمَة الأَيْضِ أو مُتلازمة التّمثيل الغذائيّ، التي تزيد من نسبة إصابته بأمراض القلب، بشرط وجود ثلاثة من هذه الأعراض أو أكثر عند المريض، وهي:
يُشَكّل ارتفاع مستوى الدّهون الثلاثيّة في الجسم خَطراً كبيراً على القلب والأوعيةِ الدّموية فَيَزيدُ من احتماليّةِ الإصابَة بما يلي:
يجب عمل فحوصات روتينيّة كل فترة لكل شخص خاصة إذا وُجدت عوامل خطر أخرى تزيد من نسبة الإصابة بأمراض معيّنة، خاصة أمراض القلب، والأوعية الدمويّة، ويجب فحص الدهون الثلاثيّة ونسبة الكولسترول في الجسم، ويمكن إجراء فحص نسبة الدهون الثلاثية في الدم بعمل فحص دم بسيط، ويجب الصيام قبل إجراء الفحص ما يقارب 8 إلى 12 ساعة، ليعطي الفحص القيمة الصحيحة لنسبة الدهون الثلاثيّة في الجسم
يوصى بِفحص نسَبة الدّهون الثلاثيّة للرجال بعد عمر الخامسة والثلاثين، وللنساء بعد عمر الخامسة والأربعين، وبعد عمر العشرين لمن لديهم عوامل خطر أخرى تزيد من نسبة حدوث أمراض القلب؛ كالإصابة أيضاً بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو إن كان الشخص مدخّناً، حيث إنّ ارتفاع الدّهون في الدّم عادةً ما يَكون بلا أعراض، لذلك يجب القيام بفحص الدهون الثلاثية والكولسترول الضار والنافع كل خمس سنوات، وإذا كانت نسبة الدهون قريبة للنسبة المَرَضيّة يجب عمل الفحص بفترات متقاربة أكثر
لكل رقم في فحص مستويات الدهون في الجسم دلالة معيّنة كما في كل الفحوصات؛ بالنسبة لمستويات الدهون الثلاثية تكون النسبة طبيعية إذا كانت نسبة الدهون الثلاثية أقل من 150 ملغ/ديسيليتر، أما إذا كانت نسبة الدهون الثلاثية ما بين 150 و199ملغ/ديسيليتر فهذه النسبة تمثل الحدود العليا من الدهون الثلاثيّة، بينما إذا كشف فحص نسبة الدهون الثلاثية أنّ نسبتها في الدم تصل إلى 200 و499 ملغ/ديسيليتر فهذا يدلّ على أن مستويات الدهون الثلاثية عالية، وإذا تجاوزت 500 ملغ/ديسيليتر فهذا يدلّ على أنّ نسبة الدهون الثلاثية مرتفعة جداً، وتشكّل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، والأوعية الدمويّة، والقلب.
من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية