يشمل الجهاز التنفسيّ العلويّ الجيوب الأنفية، الفتحات الأنفيّة، البلعوم والحنجرة، تُساعد هذهِ الأجزاء في توجيهِ الهواء الذي يتنفسهُ الإنسان من الخارج ليصل إلى القصبات الهوائية ثم إلى الرئة لتتم عملية التنفس، ويُعرف التهاب الجهاز التنفسي العلوي بأنهُ عدوى بكتيريّة مُعديّة تُصيب أي من هذهِ الأجزاء، ويتم تقسيمها اعتمادًا على مكان الإصابة، ومن أشهر التهابات الجهاز التنفسي العلوي؛ التهاب الأنف الذي يحدث في تجويف الأنف، التهاب الجيوب الأنفيّة، نزلات البرد والتي تُعرف أيضًا بالتهاب البلعوم، والتهاب اللوزتين، التهاب الحنجرة، وعلى الرغم من حدوث التهاب الجهاز التنفسي العلوي في أي وقتٍ من العام، إلّا أنّها أكثر شيوعًا في فصل الشتاء والخريف
يُصاب البالغين بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي مرتين بالعام، بينما يُصاب الأطفال وخاصةً الأطفال الصغار من التعرّض لالتهاب الجهاز التنفسي العلوي أكثر من ذلك، نتيجة تطوّر جهاز المناعة لديهم، تنقسم أعراض التهاب الجهاز التنفسي العلوي إلى الشائعة والأقل شيوعًا، وفيما يأتي بيان للأعراض والعلامات التي تظهر على المرضى:
تختلف أسباب الإصابة بالتهاب الجهاز التفسيّ العلويّ نتيجة الإصابة بأنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا، ويُعتبر نزلات البرد هي أكثر أسباب التهاب الجهاز التنفسي العلوي، تنتقل هذهِ الأمراض من شخص إلى آخر نتيجة التلامس المباشر، ويزداد خطر الإصابة في بعض الحالات، ومن هذهِ الحالات:
يعتمد تشخيص التهاب الجهاز التنفسي العلوي على أعراض المريض والفحص البدنيّ، ويقوم الطبيب عادةً بطرح الأسئلة التي تتعلق ببدء ظهور الأعراض ومدتها، ويركز الطبيب في الفحص البدنيّ على فحص الرأس، والرقبة، والرئة، قد يكشف فحص الأذنين إلى وجود تجمع سوائل حول طبلة الأذن وانتفاخ في القناة السمعية أو ما يُعرف بالنفير، وقد يُظهر فحص الأنف إلى وجود إفرازات شفافة، ويكون الحلق مُحمر، إذا اشتبه الطبيب وجود التهاب في الجيوب الأنفيّة فيقوم بالضغط على الوجه بالأماكن التي تحتوي على الجيوب الأنفية الكبيرة، في منطقة الجبين والخدين، وقد يشعر الطبيب بوجود انتفاخ في الغدد الليمفاوية المتواجدة في الرقبة نتيجة العدوى، كما يُمكن للطبيب أن يُقيم وظيفة الرئة مُستخدمًا السماعة الطبية التي تُبين وجود أصوات صفير أو إزعاج في الرئة.
وفي بعض الحالات التي يُعاني فيها المريض من التهاب الحلق، فقد يقوم الطبيب بإجراء فحص للتأكد من وجود البكتيريا، أما في حالات التهاب الجيوب الأنفية فقد يحتاج الطبيب إلى إجراء صورة أشعة سينيّة للمناطق التي تحتوي على الجيوب الأنفية، وذلك ليتأكد من مستوى السائل المتواجد في الجيوب، وفي بعض الحالات النادرة جدًا قد يطلب الطبيب إجراء صورة طبقية للتأكد من العدوى.
كما تم الذكر سابقًا فإنّ معظم الحالات التهاب الجهاز التنفسي العلوي تحدث نتيجة العدوى الفيروسيّة، لذلك عادةً ما تحتاج إلى العلاجات المنزلية، ومن العلاجات المُستخدمة لتقليل الأعراض والعلامات:
يختلف التهاب الجهاز التنفسي السفلي عن العلوي حسب المنطقة التي تُصيب الجهاز التنفسيّ، ويُمكن لعدوى الإنفلونزا أن تؤثر على الجهاز التنفسيّ العلوي والسفليّ، وعادة ما يحدث التهاب الجهاز التنفسي السفلي نتيجة العدوى التي تؤثر على الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية، أو الأكياس الهوائية، ومن أشهر الأمراض التي تحدث نتيجة التهاب الجهاز التنفسّي السفليّ، التهاب الرئويّ، التهاب الشعب الهوائية، والتهاب القصبات الهوائية، ويُعرف الالتهاب الرئويّ بأنهُ التهاب يحدث في الأكياس الهوائية في واحدة من الرئتين أو الاثنتين، والذي يؤدي إلى ملء الأكياس الهوائية بالسوائل والبلغم.
بينما يحدث التهاب الشعب الهوائية في الشعب الهوائية التي تُساعد على نقل الهواء إلى الرئتين، بينما يحدث مرض السُّل نتيجة بكتيريا السُّل التي تُهاجم الرئة، وقد تُهاجم أيضًا أجزاء أخرى من الجسم مثل؛ الكلية أو الدماغ، أو العمود الفقريّ، والتي عادةً ما تنتقل من شخص لآخر عن طريق الهواء عند العطاس أو السعال أو حتى التكلم.
تختلف الأعراض والعلامات التي تظهر على المريض تبعًا للجزء المُصاب في الرئة، وفيما يأتي بيان أعراض الالتهاب الرئويّ، والسّل، والتهاب الشعب الهوائيّة:
تختلف أعراض وعلامات الالتهاب الرئويّ في حدتها من الخفيفة إلى الشديدة، تبعًا لنوع الجرثومة التي أدّت إلى العدوى، كما تؤثر بعض العوامل الأخرى على الأعراض مثل؛ العمر والصحّة العامّة، وفيما يأتي بيان أعراض الالتهاب الرئويّ:
ينقسم التهاب الشعب الهوائية إلى الحاد الذي تستمر فيه الأعراض لمدة أسابيع ثم تختفي، أو المزمن الذي تستمر فيه الأعراض لفترة زمنيّة طويلة، وفيما يأتي بيان أعراض التهاب الشعب الهوائية:
تعتمد أعراض مرض السل اعتمادًا على المكان الذي تنمو فيه بكتيريا السل، فإذا نمت في الرئة تُسمى هذهِ الحالة بالسل الرئوي، والذي يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض والعلامات، ومنها
تختلف أسباب الإصابة بالتهاب الرئويّ اعتمادًا على المُسبّب فمنها ما يحدث نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريّة، أو فيروسيّة والتي عادةً ما تكون أعراضها أخف وتختفي بعد مرور ثلاثة أسابيع دون علاج، أو العدوى الفطريّة والتي تحدث عند الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعيّ، وعادةً ما يزداد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عام، والأشخاص الذين يُعانون من نقص المناعة الناتجة عن استخدام بعض الأدوية مثل أدوية التي تستخدم لعلاج السرطان، أو نتيجة بعض الأمراض المزمنة مثل الربو، أو التليف الكيسيّ، أو السكري، أو فشل القلب.
كما تم الذكر سابقًا فإنّ السُلّ أحد أنواع التهاب الجهاز التنفسيّ السفليّ الذي يحدث نتيجة الإصابة بالبكتيريا التي تؤثّر على الرئتين، وعادةً ما يزداد خطر الإصابة بمرض السّل عند الأشخاص المُصابين بفيروس نقص المناعة البشريّة المكتسبة، أو الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في جهاز المناعة، وقد بيّنت الدراسات أن المُدخنين والذين يتعاطون الكحول أكثر عرضةً للإصابة بمرض السل.
أما بالنسبة لالتهاب الشعب الهوائيّة الحادة، فعادةً ما يحدث نتيجة الإصابة بنفس الفيروسات التي تُسبّب نزلات البرد أو الإنفلونزا، وفي بعض الحالات قد يحدث نتيجة العدوى البكتيريّة، أما التهاب الشعب الهوائية المزمنة فتحدث نتيجة التعرض للمهيجات مثل التلوث الهوائيّ، الأبخرة الكيميائيّة، أو نتيجة التدخين، ويزداد خطر الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية إذا كان الشخص مُدخن، أو يُعاني من الحساسية الصدرية أو الربو، أو يُعاني من ضعف في جهاز المناعة.
عادةً ما يتم تشخيص التهاب الجهاز التنفسي السفلي اعتمادًا على الأعراض التي يذكرها المريض والمدة التي استمرّت فيها هذهِ الأعراض، واعتمادًا على الفحص البدني الذي يضم استخدام السماعة الطبيّة ليتمكن الطبيب من سماع صدر الشخص وقدرة التنفّس لديهِ، وفي بعض الحالات قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات الأخرى التي تُساعد على تحديد المشكلة الأساسية ومنها:
أحد الخطوات المهمة المتبعة لتحديد علاج التهاب الجهاز التنفسي السفليّ هو حاجة المريض إلى استخدام المضادات الحيوية، وذلك لأنّ الكثير من التهابات الجهاز التنفسي السفلي قد تكون التهابات فيروسيّة لا تحتاج إلى المضادات الحيويّة، وإذا كان الالتهاب ناتج عن عدوى بكتيرية فعادةً ما يتم اختيار المضاد الحيويّ المناسب اعتمادًا على مكان الإصابة، شدّة المرض، عمر المريض، ووجود بعض الأمراض الأخرى أو الأدوية التي قد تؤدي إلى تفاعلات دوائيّة، وفيما يأتي بيان الطرق العلاجيّة المتبعة: