الغثيان خلال الحمل، أو الغثيان الصباحي، أو غثيان الحمل أو دوار الحركة (بالإنجليزية: Morning sickness)، هي حالة صحية ترتبط بالحمل تتمثّل بشعور الحامل بالغثيان أو التقيؤ خاصة في الثلث الأول من الحمل (بالإنجليزية: First trimester)؛ إذ تُعاني الحامل من الغثيان في العادة ما بين الأسبوع الخامس والأسبوع العشرين من الحمل، الذي قد يستمر طيلة فترة الحمل، وتجدر الإشارة إلى عدم ارتباط هذا الغثيان بفترة الصباح؛ إذ قد تشعر الحامل بذلك في أي وقت من اليوم، كما قد تعاني بعض الحوامل من ذلك طوال اليوم،ومن الجيد القول إنّ ذلك يتحسّن في العادة في الثلث الثاني من الحمل (بالإنجليزية: Second trimester)،وفي الواقع من النادر أن يتطوّر الغثيان لأعراض شديدة عند الحامل، إن حدث ذلك فعندئذ يُعرف بالقيء الحملي المفرط (بالإنجليزية: Hyperemesis Gravidarum)، ويمكن القول إنّ أعراضه تتضمّن حدوث غثيان وقيء شديدين ينتج عنهما حدوث جفاف شديد عند الحامل، أو خسارة أكثر من 5% من وزن الجسم ما قبل الحمل
في الحقيقة، إنّ إصابة الحامل بالغثيان خلال حملها يعود لأسباب غير واضحة جداً، لكن يُعتقد أن التغيرات الهرمونية لها دور في حدوثه بشكل عام، كما ومن المحتمل أنّ الغثيان والتقيؤ المستمرّين أو الشديدين قد ينشآن عن أمراض أخرى قد لا يكون لها علاقة بالحمل؛ كوجود مرضٍ في الغدة الدرقية أو الكبد في حالات نادرة، وفي الواقع لا تعاني جميع الحوامل من غثيان الحمل، وأيضاً قد يختلف ذلك من امرأة لأخرى، فمنهنّ من تشعر بالغثيان بين الحين والآخر، ومنهنّ من تشعر بالغثيان طوال الوقت دون حدوث التقيؤ، وأمّا بالنسبة للتقيّؤ فمنهنّ من تتقيأ مرة بين الفينة والأخرى، وهناك من تتقيأ بشكل مستمر، ولهذه الاختلافات عدة أسباب محتملة نذكر منها ما يأتي
يتّفق معظم الأطباء على أنّ التغيرات الهرمونية لها دور محتمل في حدوث الغثيان عند الحامل وخاصّة:
تجدر الإشارة إلى أنّ جسم المرأة الحامل خلال الحمل الأول لها يكون أقل استعدادًا لارتفاع الهرمونات بالإضافة إلى التغيرات الأخرى التي يمر بها الجسم، أمّا من الناحية العاطفية فغالبًا ما تتعرض المرأة خلال حملها الأول للخوف والقلق الأمر الذي يؤدي معاناتها من اضطراب في المعدة وشعورها بالغثيان، بينما يمكن لانشغال المرأة في الأحمال اللاحقة برعاية أطفالها الأكبر سنًّا أن يشتت انتباهها عن الشعور بالغثيان كما شعرت به في أول حمل لها، لذا من الشائع حدوث الغثيان عند المرأة في الحمل الأول لها والذي قد يكون فيه الغثيان أشدّ من الأحمال اللاحقة، مما يدعم فكرة أنّ العوامل الجسدية والعاطفية تلعب دورًا في حدوث الغثيان، وعلى العموم لا ينطبق هذا على كل الحوامل؛ فقد يختلف ذلك من حامل لأخرى، حيث إنّ بعض النساء يشعرن بالغثيان في الأحمال اللاحقة أكثر مما شعرن به في الحمل الأول.
تزداد قوة حاسّة الشم والحساسيّة تجاه الروائح بصورة ملحوظة خلال فترة الحمل، ممّا قد يتسبّب بحدوث الغثيان، وقد يُعزى ذلك إلى التغيّرات الهرمونية التي تمرّ بها المرأة الحامل خلال تلك الفترة.
يعتبر الغثيان المرتبط بالعامل الجيني الحالة الأشدّ من حالات الغثيان عند الحامل، حيث يرتبط حدوث القيء الحملي المفرط (بالإنجليزية: Hyperemesis gravidarum) بجينين مسؤولين عن تكوّن وتطوّر المشيمة، ولبيان العلاقة بينهما يجدر التطرّق إلى أنّ الجسن عبارة عن أجزاء من المادة الوراثية DNA، تحتوي الجينات على رامزة أو بصمة (بالإنجليزية: Code) تبني كل مجموعة منها بروتينًا معيّنًا، وقد وجد الباحثون أنّ نسب البروتينات التي تعبّر عنها هذه الجينات تكون مرتفعة لدى النساء اللواتي يعانين من القيء الحملي المفرط، ويجري الآن البحث حول إجراء تغييرات على نسب البروتينات أو تقليلها كطريقة لعلاج الغثيان الشديد أو القيء الحملي المفرط.
على الرغم من أنّ الغثيان قد يؤثّر في أيّ من النساء الحوامل، إلا أن هناك عوامل خطورة تزيد من إمكانية حدوثه، حيث تتضمّن ما يأتي
أما بالنسبة للعوامل التي تزيد من خطورة المعاناة من القيء الحملي المفرط فتتمثّل بالحمل بأنثى بالإضافة إلى وجود تاريخ شخصي أو عائلي للمعاناة منه.