ماهي أسباب حرقة المعدة أثناء الحمل وطرق التخفيف منها

الكاتب: وسام ونوس -
ماهي أسباب حرقة المعدة أثناء الحمل وطرق التخفيف منها

 

 

ماهي أسباب حرقة المعدة أثناء الحمل وطرق التخفيف منها

 

تُعدّ حرقة المعدة، أو حرقة الفؤاد، أو الجائر، أو الجيّار (بالإنجليزية: Heartburn) من المشكلات الصحية شائعة الحدوث، والتي تُعزى إلى ارتداد حمض المعدة للأعلى نحو المريء نتيجة عدة عوامل سنذكرها لاحقاً، ممّا يؤدي إلى الشعور بحرقةٍ، أو ألمٍ، أو حرارةٍ في الجزء العلوي من البطن خلف عظم القصّ (بالإنجليزية: Breastbone)، وقد يمتدّ هذا الألم ليؤثر في الحلق، وقد يُرافقه الشعور بطعمٍ حامضٍ أو مرٍّ في الفم، وغالباً ما تزداد شدة الألم بعد تناول الطعام، أو في عند الاستلقاء أو الانحناء، أو أثناء الليل،وتتحسّن الأعراض عند الجلوس أو الوقوف، وقد تسبّب حموضة المعدة الغثيان، أو الانتفاخ، أو التجشؤ، أو مشاكل في البلع والتي قد تستمر لساعتين أو أكثر، وقد يُصاحب حرقة المعدة مُعاناة البعض من أعراضٍ أخرى؛ مثل مشاكل النوم، أو السُّعال المزمن، أو الأزيز (بالإنجليزية: Wheezing)، أو الاختناق، ومن الجدير بالذكر أنّ تسمية حرقة المعدة بحرقة الفؤاد قد تُوحي للبعض بوجود مشكلةٍ في القلب، إلا أنّ المشكلة الأساسية تكون مُتعلقة بالأحماض وليس القلب.


تُمثل حرقة المعدة حالة صحيّة شائعة الحدوث لدى الحوامل أيضًا؛ فوفقاً لدراسةٍ نشرتها مجلة "BMJ Clinical Evidence" عام 2015م فقد تبينّ أنّ نسبة النّساء اللاتي يُعانين من حرقة المعدة أثناء الحمل تتراوح بين 17-45%،ومن الجدير بالذكر أنّ معظم النّساء الحوامل يستطِعن السّيطرة على أعراض حرقة المعدة من خلال تعديل نمط الحياة والنّظام الغذائي الخاصّ بهن، وفي حال فشل هذه الطُرق في السّيطرة على أعراض حرقة المعدة، فقد تحتاج الحامل إلى استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام مضادات الحموضة التي بدورها تُغلف بطانة المريء والمعدة وتحميها من الأحماض، إضافةً إلى دورها في مُعادلة أحماض المعدة والتخفيف من حامضيّتها، وفي حالاتٍ مُعينة قد ينصح الطبيب باستخدم مضادات مستقبلات الهيستامين من النّوع الثاني (بالإنجليزية: H2 antagonist) والتي تُقلّل من كمية الأحماض التي تفرزها المعدة، وبشكلٍ عامّ تُعدّ هذه الأدوية آمنة أثناء الحمل، إلا أنّه يُوصى بتجنّبها خلال الثلث الأول من الحمل كما هو الحال مع جميع الأدوية الأخرى.

 

أسباب حرقة المعدة للحامل

في الحقيقة، لا يزال السّبب الفعلي الكامن وراء إصابة بعض النساء الحوامل بحرقة المعدة غير واضح بشكلٍ مؤكد، ولكن يُعتقد أنّ للهرمونات وتحديداً هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) دوراً في ذلك؛ حيثُ يؤدي ارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون خلال الحمل إلى ارتخاء الصمّام الموجود بين المعدة والمريء، بما يحول دون قدرته على منع ارتداد حمض المعدة نحو المريء، ويترتب على حدوث هذا الارتداد تهيّج بطانة المريء، كذلك يُمكن أن يُبطء البروجستيرون سرعة عملية الهضم وبالتالي تحتفظ المعدة بالطعام لوقتٍ أطول، وعدا عن التأثير الهرموني للحمل فإنّ ازدياد حجم الرحم خاصةً في الثلث الأخير من الحمل يزيد من الضغط الواقع على الأمعاء والمعدة، ممّا يؤدي إلى دفع الطعام من المعدة للأعلى باتجاه المريء ويُسبب حرقة المعدة، وتنبغي الإشارة إلى أنّ احتمالية الإصابة بحرقة المعدة تزداد بشكلٍ كبير لدى النّساء اللاتي يُعانين من الحرقة قبل الحمل، بالإضافة إلى ذلك توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية تطوّر حرقة المعدة، ومن أهمّها: تناول الأطعمة الحارة أو الدهنية، أو تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام خلال الوجبة الواحدة، أو تناول الطّعام مباشرةً قبل النوم، أو التدخين.

 

الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب

لحسن الحظ فإنّ أعراض حرقة المعدة المُرتبطة بالحمل عادةً ما تزول بعد الولادة، وحتّى خلال فترة الحمل فإنّها غالباً ما تكون خفيفة بحيث يُمكن السّيطرة عليها لدى العديد من النّساء، ولكن في بعض الحالات قد تحتاج الحامل إلى مراجعة الطبيب، بما في ذلك حالات حرقة المعدة التي يُصاحبها فقدان الوزن، أو التقيؤ المستمر، أو صعوبة البلع،ضافةً إلى حالاتٍ أخرى نُبيّنها فيما يأتي:

  • حرقة المعدة الشديدة، أو في حال خروج دم عند السّعال أو البصق، أو في حال تغير لون البُراز ليُصبح داكناً؛ حيثُ يُمكن أن تُشير هذه الأعراض إلى وجود نزفٍ في الجهاز الهضمي.
  • استمرار أعراض حرقة المعدة حتّى بعد تناول الأدوية الخاصة بها، وهنا ينبغي التنويه إلى أنّ ذلك قد يكون إشارة على إصابة الحمل بمضاعفات الحمل الخطيرة؛ كمقدمات الارتعاج أو ما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia) (*) وخاصةً في حال المعاناة من صداعٍ شديدٍ لا يستجيب للأدوية، أو اضطرابات الرؤية؛ بما في ذلك زغللة العين (بالإنجليزية: Blurred vision) (*)، أو الشعور بألم شديد تحت أضلع الصّدر، أو الانتفاخ المُفاجئ في اليدين، أو القدمين، أو الوجه، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ ما قبل تسمّم الحمل يُمثل حالة تستدعي تلقي العلاج والإجراء المُناسب والفوري نظرًا لما قد يترتب عليها من أضرار قد تؤثر في الأم، أو الجنين، أو كليهما.

 

نصائح للحد من حرقة المعدة

إنّ الطريقة المُثلى للتعامل مع حرقة المعدة هي منع حدوثها، وفيما يأتي بعض النصائح المفيدة التي يُمكن اتباعها لتقليل احتمالية الإصابة بحرقة المعدة:

  • تناول خمس إلى ست وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.
  • تجنّب الاستلقاء فوراً بعد تناول الطعام؛ إذ يجب الانتظار لمدة ساعة على الأقل بعد تناول الوجبة.
  • تجنّب تناول الطعام قبل النوم مباشرة.
  • تجنّب الإكثار من القهوة خاصةً ليلاً قبل النوم.
  • تجنّب تناول الطعام مع شرب السوائل في الوقت ذاته؛ لأنّ ذلك يؤدي إلى امتلاء المعدة بشكلٍ أكبر.
  • إبقاء الرأس بمستوى أعلى من الجسم أثناء النّوم، أيّ بنحو 10-15 سنتيمترًا أعلى من باقي الجسم.
  • النوم على الجانب الأيسر من الجسم.
  • الجلوس بشكلٍ مستقيم أثناء تناول الطعام.
  • مضغ اللبان؛ إذ يُحفز ذلك إنتاج اللُعاب الذي بدوره يُقلل من حموضة عصارة المعدة.
  • الامتناع عن التدخين؛ إذ تؤدي المواد الكيميائية التي تستنشقها الحامل أثناء التدخين إلى ارتخاء حلقة من العضلات الموجودة في نهاية المريء، مما يسمح بارتداد حمض المعدة إلى أعلى بسهولةٍ أكبر.
  • تجّنب تناول الأطعمة وشرب السّوائل التي تزيد من أعراض حرقة المعدة سوءًا؛ مثل الأطعمة الدهنية والمقلية، والأطعمة الحارة، والحمضيات، وتلك التي تحتوي على الكافيين، والمشروبات الغازية.

 


 

شارك المقالة:
73 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook