ماهي أسباب حساسية الأنف وطرق الوقاية

الكاتب: وسام ونوس -
ماهي أسباب حساسية الأنف وطرق الوقاية

 

 

ماهي أسباب حساسية الأنف وطرق الوقاية

 

التهاب الأنف التحسُّسي (بالإنجليزية: Allergic rhinitis) المعروف أيضاً باسم حُمَّى القشِّ (بالإنجليزية: Hay fever) أو حُمَّى الكلأ هو أحد أنواع الحساسيَّة التي تصيب الأنف وتؤدِّي إلى ظهور عدد من الأعراض المختلفة الناجمة عن التهاب وانتفاخ الأنف، وتظهر أعراض حساسيَّة الأنف نتيجة استنشاق أحد العناصر المسبِّبة للحساسيَّة مثل غبار الطلع أو حبوب اللقاح (بالإنجليزية: Pollen)، والغبار ووبر الحيوانات، كما قد تظهر الأعراض في بعض الحالات بعد تناول أحد الأطعمة المسبِّبة للحساسيَّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ التهاب الأنف التحسُّسي يُصنَّف إلى خفيف ومتوسِّط وشديد بناءً على حدَّة الأعراض المصاحبة للحساسيَّة، وتأثير هذه الأعراض في قدرة الشخص على ممارسة الأنشطة الحياتيَّة المختلفة.

ولمعرفة المزيد عن حساسية الأنف يمكن قراءة المقال الآتي: (حساسية الأنف).

 

حساسية الأنف

إنَّ التهاب الأنف التحسُّسي لا تظهر أعراضه نتيجة التعرُّض للقشِّ كما يدلُّ المصطلح المتداول المعروف بحُمَّى القشِّ، كما أنَّه لا يصاحب هذا التحسُّس ارتفاع درجة الحرارة أو المعاناة من الحُمَّى، وإنَّما تتطوَّر ردَّة الفعل التحسُّسيَّة في هذه الحالة نتيجة فرط استجابة الجهاز المناعي عند التعرُّض لبعض العناصر المعروفة بمولِّد الحساسيَّة (بالإنجليزية: Allergen) والتي تم ذكر بعض منها سابقاً مثل الغبار وحبوب اللقاح، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه العناصر لا تسبِّب أيَّ ردَّة فعل مناعيَّة غير طبيعيَّة عند معظم الأشخاص، وفي ما يأتي تفصيل لأسباب الإصابة بحساسيَّة الأنف:

 

فرط حساسية الجهاز المناعي

يتطوَّر فرط حساسيَّة الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص ضدَّ أحد مولِّدات الحساسيَّة بعد التعرُّض الأوَّل له، إذ يتعامل الجهاز المناعي مع هذا المولد على أنَّه أحد العناصر الضارَّة للجسم، ولكن لا تظهر أيَّة أعراض على الشخص في المرَّة الأولى، إذ ينتج الجهاز المناعي الأجسام المضادَّة (بالإنجليزية: Antibodies) لهذه المادَّة المسبِّبة للحساسيَّة بعد التعرُّض الأوَّل لها وتخزينها في الذاكرة المناعيَّة في ما يعرف بعمليَّة التحسيس (بالإنجليزية: Sensitisation)، ويمكن تعريف الأجسام المضادَّة على أنَّها مجموعة من البروتينات الخاصَّة التي تنتقل عبر الدم ويتم إنتاجها من قِبَل الخلايا المناعيَّة للقضاء على مسبِّبات العدوى مثل الفيروسات، وفي حال التعرُّض مرَّة أخرى لنفس المادَّة المسبِّبة للحساسيَّة يتم إنتاج كمِّية كبيرة من هذه الأجسام المضادَّة والتي تندرج تحت نوع من الأجسام المضادَّة المعروفة بالغلوبولين المناعي هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E) واختصاراً IgE، مما يؤدِّي بدوره إلى تحفيز بعض الخلايا الخاصَّة على إفراز كمِّية كبيرة من بعض المواد الكيميائيَّة مثل مركَّب الهستامين (بالإنجليزية: Histamine)، واللوكوترايينات (بالإنجليزية: Leukotrienes).


ينجم عن ردَّة الفعل المناعيَّة هذه والمركبات الكيميائيَّة التي يتم إفرازها التهاب الطبقة الداخليَّة أو الغشاء المخاطي للأنف وجفون الأنف، والجيوب الأنفيَّة (بالإنجليزية: Sinuses)، وظهور الأعراض المختلفة للتحسُّس مثل سيلان الأنف، واحتقان الأنف، والعطاس، كما قد تظهر هالات سوداء حول العينين نتيجة احتقان الأوردة في الأغشية المبطنة للجيوب الأنفيَّة، وقد يستمرُّ ظهور هذه الهالات على طول السنة في بعض الحالات، كما قد يصاحب التهاب الأنف التحسُّسي ظهور بعض السلائل الأنفيَّة (بالإنجليزية: Nasal polyp)، وهي عبارة عن نموٍّ صغير غير طبيعي وغير سرطاني لبعض الأنسجة في الأنف، كما قد يصحاب نوبة الحساسيَّة نزيف الأنف لدى البعض، ومن الجدير بالذكر أنَّ انتفاخ الأغشية المخاطيَّة في الأنف قد يؤدِّي إلى انسداد مجرى تصريف الجيوب الأنفيَّة والتسبُّب بالتهاب الجيوب الأنفيَّة (بالإنجليزية: Sinusitis)، لذلك فإنَّ التهاب الأنف التحسُّسي غالباً ما يرتبط بالإصابة بالتهاب الجيوب الأنفيَّة، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ معظم هذه الأعراض تظهر نتيجة محاولة الجسم منع دخول مولِّد الحساسيَّة للجسم وطرده إلى الخارج، وفي الغالب يعاني عدد من أفراد الأسرة من مشكلة حساسيَّة الأنف لذلك يُعتَقد أنَّ معظم الأشخاص تنتقل إليهم مشكلة حساسيَّة الأنف بالوراثة.

 

مولدات الحساسية

يقسم التهاب الأنف التحسُّسي إلى نوعين رئيسيين، وهما  التهاب الأنف التحسُّسي الموسمي الذي يحدث ضمن أوقات محدَّدة من السنة، وغالباً ما تظهر أعراض هذا النوع من الحساسيَّة في فصل الربيع والخريف ونهاية فصل الصيف، وذلك بسبب انتشار مولِّدات الحساسيَّة في الهواء خلال مواسم محدَّدة مثل حبوب اللقاح الناجم عن الأزهار، وأبواغ العفن (بالإنجليزية: Mold spores)، أما النوع الثاني فهو التهاب الأنف التحسُّسي المستمر، ويحدث هذا النوع من الحساسيَّة في أيٍّ من أوقات السنة المختلفة لأنَّ مولِّدات الحساسيَّة المسبِّبة له تتواجد بشكل مستمر مثل العفن، وعثِّ الغبار (بالإنجليزية: Dust mites)، ووبر أو شعر الحيوانات الأليفة، وفي ما يأتي بيان لبعض مولِّدات أو مسبِّبات الحساسيَّة الشائعة التي قد يؤدِّي استنشاق كمِّية بسيطة منها لدى البعض إلى ظهور أعراض التهاب الأنف التحسُّسي:

  • حبوب اللقاح: يمكن تعريف حبوب اللقاح أو غبار الطلع على أنَّها مجموعة من الحبوب الصغيرة جدّاً والتي تلعب دوراً مهمّاً في عمليَّة التلقيح بين أنواع النبات المختلفة، وتنتج هذه الحبوب من الأشجار والأعشاب والأزهار، وقد يؤدِّي استنشاقها إلى معاناة البعض من التهاب الأنف التحسُّسي، وغالباً ما تنتج حبوب اللقاح ضمن أوقات ثابتة خلال السنة، إلا أنَّ إنتاجها قد يتأثَّر بالطقس أيضاً ففي بعض المناطق ذات الطقس الدافئ قد يكون إنتاج اللقاح مستمرّاً على طول السنة، وفي العادة تنتج الأعشاب حبوب اللقاح في نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف، بينما يتم إنتاجها من الأشجار في العادة في بداية ومنتصف فصل الربيع، أما بالنسبة لحبوب اللقاح التي تنتجها الأزهار الملوَّنة فإنَّها في الغالب لا تسبِّب الحساسيَّة، إذ تعتمد بشكل أساسي على الحشرات لنقلها إلى الأزهار الأخرى ولا تنتقل عبر الهواء، إلا أنَّ بعض أنواع الأزهار قد تنتج حبوب لقاح صغيرة يمكن أن تنتقل في الهواء وتسبِّب الحساسيَّة،ومن الجدير بالذكر أنَّ كمِّية حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء تلعب دوراً في ظهور أعراض الحساسيَّة من عدمها، كما أنَّ نسبة حبوب اللقاح تنخفض في العادة في الطقس البارد والماطر والرطب، وترتفع في الطقس الحارِّ والجاف.
  • العفن: وهو عبارة عن نوع صغير من الفطريَّات يتواجد في العديد من الأماكن المختلفة، مثل الخشب والأعشاب والتربة، لكن لا يمتلك جذعاً أو جذوراً أو أوراق مثل بعض أنواع الفطريَّات الأخرى، لذلك تتطاير أبواغ العفن في الهواء وتزداد نسبتها في الطقس الدافئ خلال فصل الربيع، كما قد تتواجد طوال السنة في بعض المناطق الدافئة.
  • عثُّ غبار المنزل: يتغذَّى عثُّ الغبار على تقشُّرات الجلد الميت للإنسان، وهي عبارة عن حشرات صغيرة قد تتواجد في السجاد، والفرشات، والسرير، والوسائد، وقد تسبِّب مادَّة كميائيَّة تتواجد في براز هذه الحشرات التهاب الأنف التحسُّسي لدى البعض، وعلى الرغم من تواجد هذه الحشرات طوال السنة إلا أنَّ نسبتها قد تزداد في فصل الشتاء.
  • الحيوانات: يعاني العديد من الأشخاص من حساسيَّة اتجاه الحيوانات، وفي الحقيقة لا تكون هذه الحساسيَّة ناجمة عن الحيوان نفسه، وإنَّما عن تقشُّرات جلده الميت أو لعابه أو بوله، وتُعدُّ الكلاب والقطط المسبِّب الرئيسي لهذا النوع من الحساسيَّة، إلا أنَّ بعض الأشخاص قد يعانون من حساسيَّة اتجاه بعض الحيوانات الأخرى مثل القوارض والأرانب والأحصنة، ومن الجدير بالذكر أنَّ عيش الأطفال مع الكلاب أو القطط منذ صغرهم قد يؤدِّي إلى انخفاض خطر إصابتهم بالحساسيَّة.
  • مولِّدات الحساسيَّة المتعلِّقة بالعمل: قد يتأثَّر البعض بمحفِّزات الحساسيَّة المتواجدة في بيئة العمل مثل أبخرة بعض المواد الكيميائيَّة، ومواد التنظيف، وبعض الغازات، والطحين.

 

عوامل خطر حساسية الأنف

توجد مجموعة من العوامل التي قد ترفع خطر الإصابة بالتهاب الأنف التحسُّسي، ويمكن بيان بعض منها في ما يأتي

العمر والجنس: تُعدُّ الإصابة بالتهاب الأنف التحسُّسي أكثر شيوعاً بين النساء بعد سنِّ الرشد، بينما على العكس من ذلك تكون أكثر شيوعاً لدى الذكور قبل هذه المرحلة.

  • تاريخ الولادة: يرتفع خطر الإصابة بالتهاب الأنف التحسُّسي في حال الولادة في مواسم ارتفاع نسبة مولِّدات الحساسيَّة في الجو.
  • التدخين السلبي: يؤدِّي التعرُّض للتدخين السلبي (بالإنجليزية: Second-hand smoke) خلال سنٍّ مبكِّرة إلى ارتفاع خطر الإصابة بالتهاب الأنف التحسُّسي.
  • العوامل الجينيَّة: إذ يرتفع خطر الإصابة بالتهاب الأنف التحسُّسي في حال معاناة أحد أفراد العائلة من هذا النوع من الحساسيَّة أو أحد أنواع الحساسيَّة الأخرى، خصوصاً في حال إصابة الأم بالحساسيَّة أيضاً.
  • الإصابة بأحد أنواع الحساسيَّة الأخرى: مثل التهاب الجلد التأتُّبي (بالإنجليزية: Atopic Dermatitis)‏، ومرض الربو (بالإنجليزية: Asthma).
  • بيئة العمل والعيش: يؤدِّي العيش أو العمل في بيئة تحتوي على نسبة عالية من مسبِّبات الحساسيَّة مثل الحيوانات الأليفة، وعثِّ الغبار إلى ارتفاع خطر الإصابة بالتهاب الأنف التحسُّسي.
  • العوامل الأخرى: كالإصابة بالعدوى، فقد يؤدِّي انخفاض عدد مرَّات إصابة الطفل الرضيع بالعدوى خلال المراحل الأولى من حياته إلى ارتفاع خطر الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune disease) في المستقبل، ومن الجدير بالذكر أنَّ كلاًّ من الطفل الأوَّل في العائلة والعيش مع عائلة ذات مردود مادي مرتفع والعائلة الصغيرة يزيد من خطر الإصابة بالحساسيَّة، وذلك من خلال ربط هذه العوامل بنسبة إصابة الطفل بالعدوى خلال مرحلة الطفولة.

 

الوقاية من حساسية الأنف

يُعدُّ تجنُّب التعرُّض لمولِّد الحساسيَّة أهم طرق الوقاية من التهاب الأنف التحسُّسي كما توجد مجموعة من النصائح التي تساعد على الوقاية من الحساسيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض منها:

  • تجنُّب لمس وفرك الأنف.
  • الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون بشكلٍ دوري.
  • استخدام أغطية للفراش والوسائد مقاومة للعثِّ مصنوعة من الألياف وغير نافذة.
  • غسل الأمتعة وأغطية الفراش والوسائد بشكلٍ دوري بالماء الساخن والمنظفات لتعقيمها.
  • تجنُّب دخول الحيوانات الأليفة إلى غرفة النوم للحدِّ من انتشار الوبر على السرير، أو منعهم من الدخول إلى المنزل بشكلٍ كلِّي
  • إغلاق نوافذ المنزل والسيارة أثناء مواسم الحساسيَّة، والاستعاضة باستخدام مكيف الهواء.
  • ارتداء النظارات الشمسيَّة وقبعة ذات حواف عريضة للحدِّ من دخول حبوب اللقاح إلى العين.
  • استبدال الستائر القماشيَّة بستائر معدنيَّة
  • القضاء على الحشرات والصراصير في المنزل.
  • استخدام مزيلات الرطوبة في الأماكن الرطبة في المنزل مثل الطابق الأرضي، والغرف ذات التهوية السيِّئة.
  • استخدام فلتر أو مرشح هواء ذات كفاءة عالية
  • تجنُّب تناول الأطعمة المحفِّزة للحساسيَّة.
  • تنظيف السجاد والأثاث المنجَّد بشكلٍ دوري.
  • تنظيف المنزل بشكلٍ دوري من خلال مسحه وتكنيسه بالمكنسة الكهربائيَّة وإزالة الغبار.
  • إزالة الأمتعة التي قد تساهم في تجمُّع الغبار مثل المجلات، والكتب، والألعاب.
  • تجنُّب التعرُّض للمحفِّزات الأخرى غير المسبِّبة للحساسيَّة بشكلٍ مباشر، مثل الطقس البارد، والتدخين، والروائح القويَّة، وملوِّثات الهواء، والرطوبة العالية.
  • غسل الحيوانات الأليفة مرَّتين في الشهر على الأقل.
  • إخراج الكلاب الأليفة من المنزل بشكلٍ دوري، وغسل المفروشات التي تجلس عليها الحيوانات الأليفة باستمرار.
  • تجنُّب نشر الغسيل في الخارج أثناء مواسم ارتفاع نسبة حبوب اللقاح في الجو.
  • إغلاق النوافذ والأبواب خلال ساعات المساء الأولى، ووسط النهار بسبب ارتفاع نسبة حبوب اللقاح في هذين الوقتين.
  • غسل اليدين، والشعر، وتبديل الملابس بعد الخروج من المنزل.
  • تجنُّب التواجد في مناطق نموِّ العشب خلال مواسم الحساسيَّة مثل الحدائق والملاعب قدر الإمكان.
  • الطلب من أحد الأشخاص الآخرين غير المصابين بالحساسيَّة قصّ العشب في حال تواجده حول المنزل.

 

شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook