يمكن أن يصاب الإنسان بحساسية الطعام في مختلف الأعمار إلا أنها غالباً ما تصيب الأطفال تحت سن الثلاث سنوات، حيث تحدث عادةً بطريقة مباشرة بعد تناول الطعام الذي يسبب الحساسية، وقد يكون السبب في بعض الأوقات من حليب الأم نفسه أو حدوث تفاعل بينه وبين الغذاء المتناول، ومن أكثر المواد الغذائية تسبباً لحساسية عند الأطفال هي بروتينات الحليب البقري، والبيض، والفول السوداني، وجوز الشجرة، والقمح، وفول الصويا، والأسماك، والمحار، حيث عندما يصاب الطفل بالتّحسس من إحدى المواد الغذائية تظهر عليه العديد من الأعراض، التي قد تكون في بعض الأوقات شديدة للغاية، كما قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.
يتعرض الطفل إلى حساسية الطعام بسبب تأثيرات جينيّة أو بيئيّة، حيث تحدث الحساسية عندما يهاجم الجهاز المناعي البروتين الغذائيّ فيصنع الجسم بروتينه الخاص الذي يسمى الأجسام المضادة، وتقوم الأجسام المضادة بمهاجمة المواد التي تسبب الحساسية عند تناول نوع الطعام المسبب للحساسية مرة أخرى وتتسبب هذه العملية في إنتاج المواد الكيميائية المسببة للتحسس، أوعند التعرض للمادة المسببة للتحسس عن طريق الهواء أو ملامسته للجلد، مما قد يسبب بالإصابة بالحكة أو صعوبة بالتّنفس، وهنالك عوامل أخرى قد تزيد من فرصة الإصابة بالحسلسية منها:
يحدث رد الفعل التحسسي عادةً في غضون دقائق إلى ساعتين من تناول الطعام الذي يسبب التحسس، وتكون ردة الفعل التحسسية إما شديدة جداً أو متوسطة، حيث تختلف شدة الأعراض،وتتراوح الأعراض بين:
تعدّ الطريقة الأساسية لعلاج التحسس أو تجنب الآثار الجانبية الناتجة عنه هي تجنّب تناول الطعام الذي يسبب الحساسية، كما يفضل متابعة أخصائي تغذية لمساعدة الفرد المصاب على وضع نظام غذائي يبتعد عن أي مواد قد تسبب الحساسية وذلك عن طريق تجنبها واستبدالها بأغذية أخرى، ويجب على الأهل متابعة أطفالهم الذين يعانون من تحسس معين وإدارة وجباتهم وإعلام مدارسهم بالحساسية التي يعاني منه الطفل لمحاولة ردع أي عارض يمكن أن يصيبه في النشاطات المدرسية أو عند القيام برحلات ميدانية، وقد نشرت الأكادمية الأمريكية لطب الأطفال دراسة حول الأطعمة الصلبة التي يتناولها الأطفال بأنها قد تعزز إصابتهم بالحساسية لذلك منعت للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الأسبوع السابع عشر من تناولها، كما دعت إلى ضرورة حصول الطفل على الرضاعة الطبيعة لأطول فترة ممكنة وأقلها 6 شهور.