تتمثل الحالة المعروفة بفرط تنسج بطانة الرحم أو سماكة بطانة الرحم أو سمك بطانة الرحم أو تضخم بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Hyperplasia) بزيادة سماكة الطبقة الأعمق من الرحم التي تُعرف ببطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium) نتيجة اضطراب في مستوى الهرمونات، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هناك أنواع مختلفة من تنسّج بطانة الرحم، ويجب التمييز بين هذه الأنواع واتخاذ الإجراء المُناسب للسّيطرة على الحالة، وفيما يتعلّق بالأنواع فيُشار إلى وجود نوعين رئيسيين لحالة سماكة بطانة الرحم، وهما: فرط تنسج بطانة الرحم النمطي (بالإنجليزية: Endometrial Hyperplasia without atypia)، ففي هذا النوع يزداد إنتاج الخلايا المكوّنة لبطانة الرحم، ممّا يؤدي إلى زيادة سُمك بطانة الرحم، وتكون الخلايا في هذا النّوع طبيعية، وفي العادة تتوقّف هذه الخلايا عن النمو من تلقاء ذاتها، ولكن هناك بعض الحالات التي قد تتطلّب الخضوع للعلاجات الدوائية، وتجدر الإشارة إلى أنّ خطر تطوّر هذه الحالة إلى سرطانٍ تُعد منخفضة جدًّا، وأمّا النوع الثاني فيُعرف بفرط تنسج بطانة الرحم غير النمطي (بالإنجليزية: Atypical Endometrial Hyperplasia)، وفي هذا النوع تكون الخلايا المكوّنة لبطانة الرحم غير طبيعية، ويجدر تلقي العلاج المناسب منعًا لتطور الحالة إلى مشاكل أشد خطورة.
إنّ فهم ما يطرأ على الرحم أثناء الدورة الشهرية مهم لفهم حقيقة مشكلة سماكة بطانة الرحم، وعليه يجدر العلم أنّ الجسم يُحضّر الرحم ويُهيّئه لاستضافة الجنين، حيثُ يتغيّر سمك بطانة الرحم خلال المراحل المُختلفة من الدورة الشهريّة استجابةً للهرمونات، ففي بداية الدورة الشهريّة تُفرز المبايض (بالإنجليزية: Ovaries) هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الذي بدوره يُحفّز بطانة الرحم للنّمو، ممّا يؤدي إلى زيادة سمك بطانة الرحم بهدف تجهيزه وتهيئته للحمل، وفي منتصف الدورة الشهرية يتمّ إطلاق البويضة من إحدى المبايض فيما يُعرف بعملية الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)، ويتبع الإباضة بدء حدوث زيادة في مستوى هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) والذي بدوره يُحضّر الرحم لاستقبال وتغذية البويضة المُخصّبة، وفي حال عدم توفر المقوّمات التي تُمكّن من حدوث حمل وعدم تحقيق ذلك فإنّ مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون في جسم المرأة تنخفض، إذ يؤدي انخفاض مستوى البروجستيرون إلى انسلاخ بطانة الرحم وانفصالها عن جدار الرحم مكوّنةً الطّمث (بالإنجليزية: Menstruation)، ثمّ تبدأ دورة شهريّة جديدة بانفصال بطانة الرحم عن مكانها بشكلٍ تامّ.
ولمعرفة المزيد عن سمك بطانة الرحم يمكن قراءة المقال الآتي: (ماذا يعني سُمك بطانة الرحم).
قبل الحديث عن الأسباب الكامنة وراء زيادة سمك الرحم عن الوضع الطبيعيّ؛ يجدر العلم أنّ سمك الرحم يختلف لدى الإناث باختلاف مجموعة من العوامل، منها العمر، والحمل، وبلوغ سن اليأس، فقد تبيّن أنّ سمك بطانة الرحم يكون في أقل مستوياته قبل البلوغ، وعند البلوغ يزداد السمك، ومع ذلك تبيّن أنّه خلال الدورة الشهرية الواحدة يختلف سمك بطانة الرحم؛ فبالاستناد إلى نتائج الجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية (بالإنجليزية: Radiological Society of North America) وُجد أنّ بطانة الرحم تكون في أدنى مستويات سمكها أثناء الحيض (نزول دم الدورة الشهرية)، ثم يبدأ السمك بالازدياد خلال الفترة التي تتراوح ما بين انتهاء نزول الطمث وحدوث الإباضة (إطلاق المبيض بويضة ناضجة كل شهر)، ثم يصل سمك الرحم إلى أعلى مستوياته آنذاك، وأمّا بالنسبة للحمل فقد تبيّن أنّ سمك الرحم يزداد خلال هذه الفترة بما يسمح للجنين بالانغراس في بطانته، وحقيقة يُعدّ السمك المعتدل، لا الرفيع ولا السميك جدًا، البيئة المثالية لنمو وتطور جنين سليم، وأخيرًا يجدر بالذكر أنّ سمك بطانة الرحم يقل بعد بلوغ سن اليأس نتيجة انقطاع الدورة الشهرية.
وأمّا بالنسبة لحالات زيادة سمك بطانة الرحم عن الوضع الطبيعيّ الخاص بكل مرحلة فيُعزى إلى فرط إنتاج هرمون الإستروجين في الجسم دون حدوث زيادة في هرمون البروجستيرون، ويُعزى ذلك إلى عدم حدوث الإباضة، وبالتالي عدم إفراز البروجستيرون، ويترتب على ذلك عدم انسلاخ بطانة الرحم من مكانها، فتستمر خلايا البطانة في النّمو استجابةً لتأثير هرمون الإستروجين، وإنّ زيادة تركيز أو عدد الخلايا عن الحد الطبيعيّ لها يُسبب فرط سماكة النسيج.
يُمكن بيان عوامل الخطر التي تزيد فرصة المعاناة من فرط سُمك بطانة الرحم فيما يأتي:
يحدث فرط تنسج بطانة الرحم غالبًا بعد بلوغ سنّ اليأس، حيثُ تتوقف عملية الإباضة، وبالتالي يتوقف إفراز هرمون البروجستيرون، وتجدر الإشارة إلى احتمالية الإصابة بفرط تنسج بطانة الرحم في المرحلة التي تسبق سنّ اليأس (بالإنجليزية: Perimenopause) نظرًا لعدم انتظام عملية الإباضة في هذه المرحلة، وحقيقةً توجد العديد من الحالات الأخرى التي قد تتسبّب بارتفاع مستوى هرمون الإستروجين في الجسم دون حدوث ارتفاع في مستوى هرمون البروجستيرون، ونذكر منها ما يأتي:
تُساهم مجموعة من العوامل الأخرى في زيادة احتمالية الإصابة بفرط تنسّج بطانة الرحم، نذكر منها ما يلي:
توجد مجموعة من النّصائح التي يمكن باتباعها تقليل احتمالية زيادة سمك بطانة الرحم عن الحدّ الطبيعيّ، نذكر منها ما يأتي: