ماهي أسباب عملية استئصال الصفيحة الفقرية ومخاطرها
تُعد الصفيحة الفقرية جزءًا من تركيبة الفقرة، وتتكون الفقرة من جسم إسطواني في الجزء الأمامي وحلقة عظمية في الخلف، ويتواجد في الجسم 24 فقرةً تتكدس فوق بعضها، وتتمفصل فيما بينها عبر مفاصل بين فقرات أو ما يدعى بالوجيهات المفصلية، وتترك الفقرات فيما بينها ثقبًا في المنتصف يسمح بمرور النخاع الشوكي، وتعبر الأعصاب المتفرّعة من النخاع عبر ثقوب جانبية باتجاه القطّاع المخصص لها، وتمتلك الفقرة ناتئًا شوكيًا خلفيًا، وآخر معترضًا جانبيًا، وتتوضع الصفيحة الفقرية بين الناتئ الشوكي والناتئ المعترض، وبالتالي كل فقرة تملك صفيحتين فقريتين، ولأنّ العديد من الأمراض قد تتسبب بتطبيق ضغط علىالنخاع الشوكي يستوجب وجود مخرج آمان له، فإنّ عملية استئصال الصفيحة الفقرية Laminectomy هي المنقذ للنخاع الشوكي في كثير من الأحيان، كما تُجرى عملية الاستئصال هذه لأسباب أخرى عديدة، سيتم التفصيل بها لاحقًا، مع التفصيل في كيفية إجراء هذا الاستئصال، والنتائج المُنتَظرَة من هذه العملية، وما يتوجب على المريض القيام به قبل إجرائها.
أسباب إجراء عملية استئصال الصفيحة الفقرية
يُعد الألم الرقبي وألم أسفل الظهر من أشيع الآلام العظمية التي يشكو منها الإنسان، وفي غالب الأحيان يتم اللجوء إلى استخدام مسكنات الألم لفترات طويلة، ولكن في حالات متقدمة تصبح المسكنات غير قادرة على التعامل مع الألم المزمن، مما يدفع طبيب الجراحة الصعبية للتفكير باستئصال الصفيحة الفقرية لتخفيف الضغط عن الأعصاب الشوكية المتأذيّة في مكان ما في العمود الفقري، ومن الأسباب الأخرى التي تستدعي اجراء هذا الاستئصال:
-
الانزلاق الغضروفي في العمود الفقري: بسبب القيام بالأعمال المجهدة ولفترة طويلة من الزمن، يتعرض القرص الفقري أو ما يدعى بالديسك إلى التلف والانزلاق، مما يتسبب بخروج المادة المكونة له، وبالتالي تتسبب بتطبيق ضغط على الأعصاب الشوكية، مما يؤدي لظهور الألم والخدر والضعف العضلي في المكان الذي تعصبه هذه الأعصاب في الطرفين العلويين أو السفليين، ويُعد ألم عرق النسا من أشيع أشكال انفتاق القرص الفقري، إذ ينضغط العصب الوركي ويتسبب بظهور ألم يمتد من الأرداف إلى الجزء السفلي من الساق مع الشعور بخدر وتنميل، وضعف في هذا الجزء من العضلات.
-
فشل العلاجات الطبية: إذا فشلت كل العلاجات الطبية المتمثِّلة بتغيير النشاطات البدنية، والحصول على قسط كاف من الراحة، وتناول المسكنات ومرخيات العضلات، وحقن الأدوية ضمن العمود الفقري، فإن أفضل علاج لألم العمود الفقري أو فتق القرص هو استئصال الصفيحة الفقرية، وتكون المعالجات السابقة مؤقتةً فقط.
-
اختلاطات انضغاط الأعصاب: في مرحلة متقدمة من الانضغاط العصبي تظهر العديد من الاختلاطات التي تستوجب إجراء استئصال للصفيحة الفقرية بشكل إسعافي غالبًا، كأن يحدث فقدان للسيطرة على المصرة المثانية والبرازية، أو أن يحدث شلل في الطرفين السفليين، وتحدث هذه الاختلاطات بشكل خاص عند تأذي الفقرات القطنية.
استعدادات قبل عملية استئصال الصفيحة الفقرية
يتم إخبار المريض بكل الأمور التي يجب أن يراعيها قبل إجراء استئصال الصفيحة الفقرية بعدة أيام، إذ توجد بعض الأمور التي يجب أن يقوم بها أو يتجنبها قبل وقت معين من الجراحة، وأمور يجب أن يقوم بها قبيل الجراحة بقليل، وهنا تفصيل أكبر في هذه الاستعدادات:
-
تجنب تناول أي طعام أو شراب بعد منتصف الليلة السابقة لاستئصال الصفيحة الفقرية.
-
ارتداء الملابس القطنية المريحة والفضفاضة، مع تجنب ارتداء أي مجوهرات أو قلائد.
-
إحضار كل الصور الشعاعية والأوراق التأمينية التي يحتاجها المريض، والتحاليل التي سبق وأجراها.
-
إخبار العائلة بوقت إجراء الجراحة، للحصول على مساعدة في طريق العودة من المستشفى وفي فترة التعافي.
كيفية استئصال الصفيحة الفقرية
بعد الحديث عن الاستعدادات قبل إجراء عملية استئصال الصفيحة الفقرية، لا بدّ من التحدّث عن كيفية الاستئصال، وشرح الإجراء بشكل كامل للمريض، ليكون على دراية بهذا الأمر، حيث يستخدم الطبيب تخديرًا عامًا خلال هذا الإجراء، وذلك من خلال وضع قناع وجهي يحوي مزيجًا من الأوكسجين وغاز التخدير، ممّا يعني أنّ المريض يكون فاقدًا للوعي بشكل كامل، كما ويتم إعطاء المريض بعض الأدوية المركنة لتساعده على الاسترخاء، ويقوم الطبيب بإدخال أنبوب بلاستيكي عبر الفم، ومرورًا بالحبال الصوتية ووصولًا إلى القصبة الهوائية، إذ يتوقف هناك ويؤمن تنفسًا جيدًا، وهذا ما يُدعى بالتنبيه، وخلال العملية يتم مراقبة معدل الأكسجة وضغط الدم، ومعدل ضربات القلب بشكل مستمر، وتمر هذه الجراحة بالخطوات الآتية:
-
يقوم الجرّاح بإجراء شق فوق الفقرات المصابة، ويتم إبعاد بعض العضلات حتى تتواجد ساحة رؤية جيدة للطبيب، ويختلف طول الشق المُجرى بحسب حالة المريض وحجم جسمه، كما تكون الشقوق أقلّ طولًا عند استخدام أدوات الجراحة التنظيرية مقارنةً مع الجراحة المفتوحة.
-
إذا كان استئصال الصفيحة جزءًا من عملية فتق القرص الفقري، فتتم إزالة الصفيحة ويتبعها استئصال للجزء المنفتق من القرص، مع إزالة كل الأجزاء المتهتكة.
-
إذا كان المريض يعاني من انزلاق في الفقرات، أو مشكلة فقرية تحتاج لإيثاق فقري، فيتم إيثاق عدة فقرات مع بعضها بعد إزالة الصفيحة، والمقصود بالإيثاق هو ربط فقرتين أو أكثر مع بعضها، لتحقيق ثبات أكبر للعمود الفقري، ويتم تثبيت هذا الإيثاق بواسطة رقع عظمية، أو باستخدام مسامير معدنية.
التعافي بعد عملية استئصال الصفيحة الفقرية
بعد الاستيقاظ من التخدير العام، والتأكد من أنّ كل الأمور الصحية تسير بشكل جيد، ينصح الطبيب مريضه بالمشي بشكل خفيف، وربما يحتاج المريض للبقاء في المستشفى عدة أيام بحسب ما تقتضيه الضرورة، وخلال هذه الفترة من المهم تجنب بعض الأمور كالآتي:
-
تجنب النشاطات الشاقة، ورفع الأوزان الثقيلة، وكل ما يسبب ضغطًا على العمود الفقري.
-
تجنب تسلق السلالم.
-
زيادة الأنشطة البدنية تدريجيًا.
-
الالتزام بمواعيد المتابعة الطبية بشكل مستمر.
-
تجنب فرك مكان الجرح خلال الاستحمام، مع تجنب وضع أي كريم أو مستحضر على الشق الجراحي، مع تجنب السباحة والاستحمام بالأحواض الساخنة، وذلك لأنّ كل هذه الامور قد تزيد من خطر تعرّض المريض للعدوى.
-
ضرورة الأتصال بالطبيب عند حدوث أي تورم قريب من منطقة الشق، أو حدوث احمرار فيها، كما يجب التوجه للطبيب مباشرةً إذا واجه المريض صعوبةً في التنفس، أو ألم صدري وارتفاع في درجة الحرارة.
-
التوجه بشكل مباشر إلى الطبيب إذا واجه المريض أي صعوبة في التبول، وإذا حدث فقدان في السيطرة على المصرّات.
النتائج المنتظرة من عملية استئصال الصفيحة الفقرية
تم الحصول على العديد من النتائج بعد إجراء استئصال للصفيحة الفقرية في أي مكان عبر العمود الفقري، منها ما كان إيجابيًا، ومنها وللأسف ما كان سلبيًا، كما تطلبت بعض النتائج إجراء إصلاح فوري، ولعلّ من أبرز ما تم الحصول عليه بعد هذا الإجراء الجراحي:
-
لاقى المرضى تحسنًا كبيرًا فيآلام أسفل الظهر.
-
تحسّنت الأعراض العصبية كالخدر والنمل بشكل كبير.
-
تخلص العديد من المرضى من مشكلة العرج المتقطع، وأصبح بإمكان المريض المشي لمسافة أطول دون الشعور بالألم في عضلات الساقين.
مخاطر عملية استئصال الصفيحة الفقرية
ترتبط المخاطر والاختلاطات بالتقنية الجراحية المستخدمة، وبطبيعة المكان الذي تُجرى عليه الجراحة، فالعمود الفقري يحوي على كم كبير من التراكيب الصغيرة التي يمكن أن تتضرر جرّاء هذه العملية، كما يمكن أن تتواجد مشاكل صحية أخرى في الفقرات والأقراص بين الفقرات تتسبب بزيادة احتمال حدوث هذه المخاطر، كما ويمكن أن تكون هذه المخاطر أكثر شيوعًا عند مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومن أبرز هذه المضاعفات والمخاطر:
-
حدوث مشاكل تخديريّة كوجود تحسس على نوع المُخدِّر المُستَخدَم.
-
إنتان جلدي في مكان الشق الجراحي.
-
إنتان عميق.
-
جلطات دموية، بسبب طول فترة الجراحة، وهذا ما يدفع الطبيب لأن يطلب من مريضه المشي بعد الصحو من التخدير.
-
عدم استقرار العمود الفقري.
-
إصابة الأعصاب الشوكية، وتتظاهر هذه الإصابة شكوى المريض من حدوث الخدر والتنميل والضعف العضلي، الذي قد يتتطور للشلل.
-
إصابة الأوتار والأنسجة الليفية التي تغطي النخاع الشوكي، والأعصاب الشوكية، وفي بعض الأحيان تتطلب هذه الإصابة إجراء جراحة أخرى لإصلاح الأجزاء المتمزقة.
-
صعوبة في التبول، أو فقدان السيطرة على المصرّات.
-
ألم مزمن طويل الأمد يتطور عقب الجراحة.
كما عانى بعض المرضى من تسرّب للسائل النخاعي، وكان احتمال حدوث تنكس في المفاصل بين الفقرات أكبر مقارنةً مع الناس الذين لم يخضعوا لجراحة على مستوى العمود الفقري، ولكن بالنظر إلى النتائج التي يحصل عليها المريض بعد الجراحة من تخلص من الألم وتحسن للحركة، تبقى هذه المضاعفات بسيطةً ويمكن تدبيرها بشكل أو بآخر.