يشتكي بعض الآباء والأمهات من التصادمات التي تحدث بينهم وبين طفلهم العنيد، أو ما يُسمى بالطفل صعب المراس، أو المتحدي نتيجة لما يصدر عنه من تصرفات تثير حنقة الأهل، فرغبة هذا الطفل في تعلّم الأشياء واختبارها بنفسه باعتباره المسؤول الأول عن نفسه -كما يرى-، وعدم إطاعته لكلام الوالدين والأهل في بعض الأحيان، بالإضافة لاعتبار نفسه دوماً على صواب، وتخطي الحدود التي يرسمها الأهل في العادة لأطفالهم، هي ما يولّد النزاعات بين هؤلاء الأطفال وذويهم على الدوام ويمنحهم سمة العدوانيّة أحياناً، فيما يُعتبر أساس هذه السلوكيّات الإرادة القوية لهذا النوع من الأطفال ورغبتهم في الاستقلالية كما سبق.
تمرّ أول سنتين من حياةِ الطفلِ بهدوءٍ وسلامٍ في أغلبِ الأحيان؛ فتُشير الدراساتُ التربويةُ والنفسيةُ إلى أنَّ السن الذي يَظهر فيه سلوك العناد لدى الطفل يكون بعد الثانية والنصف من عمرهِ، ويزداد في الثالثةِ والرابعةِ، وإذا أحسن الأبوان التعامل معه، وتصرّفا بحِكمةٍ مع الطفل العنيد فإنَّ سلوك العناد يَتلاشى لدى الطّفل عند سنّ الخامسة أو السادسة، ومن الجديرِ بالذكرِ أنَّ على المربّي ألا يَعتمد على فكرةِ أنَّ العنادَ شيءٌ مؤقتٌ وسيتلاشى بعد سنّ السابعة لدى الطفل، فالإهمال من قِبل المربي لسلوك العناد وعدم الاهتمام به يؤدّي إلى اضطراباتٍ نفسيةٍ وعدوانيةٍ، قد تستمر معه إلى ما بعد سن العشرين.
العنادُ لدى الأطفال نوعان، هما:
يتّسم الأطفال العنيدون بمجموعة من الصفات اللافتة التي تميّزهم عن غيرهم من أقرانهم، والتي يُذكر منها ما يأتي:
لمعرفة مزيدٍ من المعلومات عن صفات الطفل العنيد، يمكنك قراءة مقال صفات الطفل العنيد.
عندما يكون الطفل في سنوات عمره الأولى فإنّه يميل إلى أن يكون عنيداً، وأحياناً يكون العناد جزءاً من شخصية الطفل الطبيعية والتي على العائلة الاهتمام بها وضبطها، وفي أوقات أخرى يكون العناد هو الطريقة التي يختبر بها الطفل الحدود التي يُمكنه أو لا يُمكنه تجاوزها، أو طريقة لتأكيد استقلاليته وحريته في فعل أمر ما أو عدم القيام به
يُشير المختصون إلى أنّ الأطفال العنيدين أكثر قابلية لفعل الأمور الصحيحة مقارنة بأقرانهم، ويكون هذا عندما تتمكّن العائلة من تحفيزهم وتوجيه عنادهم بالشكل الصحيح بحيث يتحسن أداؤهم في المدرسة أو في أي اتجاه آخر إيجابي؛ حيث يدفعهم العناد إلى فعل الشيء الصحيح حتى لو اضطروا لفعله وحدهم، وتُشير الأبحاث إلى أنّ الأطفال الذين يخرقون القوانين بشكلٍ متكرر أو يعاندون آباءهم في كثير من الأوقات لديهم احتمالية لأن يُصبحوا متعلمين وذا دخلٍ مرتفع عند البلوغ أكثر من غيرهم، وهذا يعود لأنّ الطفل العنيد يمتلك قدرة كبيرة على المنافسة في الفصل الدراسي، ممّا يؤدي إلى حصوله على درجات أعلى، أما فيما يتعلق بالدخل المرتفع فيعود إلى أنّهم هم من سيطلبون المزيد من الراتب عند العمل، وسيكونون أكثر جاهزية للدخول في جدالات لأجل الحصول على حقوقهم المالية، حتى لو تعرضوا للإزعاج من قِبل أي من الأصدقاء أو الزملاء.
يمكن التعامل مع عناد الأطفال من خلال ما يأتي:
لمعرفة المزيد من المعلومات عن كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد وعلاجه، يمكنك قراءة مقال كيف أتعامل مع طفلي العنيد والعصبي ومقال كيفية علاج الطفل العنيد، أمّا بالنسبة لضبط سلوك الطفل وتعديله، فيمكنك قراءة مقال طريقة عقاب الطفل العنيد. وللتعرّف إلى كيفية التعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء، يمكنك قراءة مقال كيف نتعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء.