يُعدّ فيروس أ أو فيروس الالتهاب الكبديّ أ (بالإنجليزية: Hepatitis A virus) أحد الفيروسات المُسبّبة لالتهاب الكبد، وهو من الفيروسات شديدة العدوى التي تنتقل عن طريق الطعام، أو الماء الملوّث، أو عن طريق الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، وعلى الرغم من أنّ معظم الأشخاص يتعافون من الإصابة بهذا الفيروس مع تطوير مناعة دائمة ضد الإصابة به، إلّا أنّ الإصابة به قد تكون شديدة في بعض الحالات وتؤدي إلى فشل الكبد الحاد أو الوفاة في بعض الحالات النادرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ فيروس الالتهاب الكبديّ أ يُعدّ أحد أكثر أسباب الأمراض الناجمة عن تلوّث الطعام، وذلك نتيجة مقاومته للعديد من عمليّات تعقيم الطعام الروتينيّة المستخدمة للقضاء على البكتيريا، كما يُعدّ هذا الفيروس مسؤولاً عن عدد من الأوبئة الكبيرة التي حصلت حول العالم، مثل الوباء الذي حدث في مدينة شانغهاي الصينيّة عام 1988، والذي أدّى إلى إصابة 300 ألف شخص بالعدوى، ومن الجدير بالذكر أنّه تمّ تطوير لقاح آمن للوقاية من الإصابة بالفيروس.
لا تظهر أيّ أعراض واضحة لدى العديد من الأشخاص المصابين بعدوى فيروس الالتهاب الكبديّ أ، وفي حال ظهور الأعراض فغالباً ما تظهر بعد فترة تتراوح بين 15-50 يوماً من الإصابة بالفيروس، كما تزول هذه الأعراض في العادة في فترة تتراوح بين 3-6 أشهر، ولكن قد تستمرّ في بعض الحالات إلى فترة تصل إلى 9 أشهر، ولا تصاحب العدوى بهذا الفيروس أيّ أعراض واضحة لدى الأطفال تحت سنّ السادسة من العُمر، وفي ما يلي بيان لبعض الأعراض المصاحبة للعدوى:
يتمّ إعطاء لقاح فيروس الالتهاب الكبديّ أ لجميع الأطفال بشكلٍ روتينيّ، ويتمّ إعطاء اللقاح على مرحلتين، حيثُ يتمّ الحصول على الجرعة الأولى خلال الفترة التي تتراوح بين الشهر 12-23، بينما يتمّ إعطاء الجرعة الثانية في الفترة التي تتراوح بين السنة 2-4، كما يمكن إعطاء اللقاح للأشخاص البالغين المعرّضين لخطر الإصابة بالعدوى، مثل حالات السفر إلى مناطق انتشار الفيروس، وإجراء بعض الأبحاث حول الفيروس، والتعامل مع بعض الحيوانات المصابة بالفيروس، ويجدر تجنّب الحصول على هذا اللقاح في حال المعاناة من أحد الأمراض، أو الحساسيّة ضد اللقاح، إلّا تحت إشراف الطبيب، ومن الجدير بالذكر أنّ لقاح فيروس الالتهاب الكبديّ أ قد يكون مصحوباً ببعض الآثار الجانبيّة الخفيفة، مثل الصداع، والحمّى، والتعب، بالإضافة إلى الشعور بالألم، أو احمرار الجلد في منطقة أخذ جرعة اللقاح.
بالإضافة إلى أهميّة الحصول على اللقاح المخصّص للوقاية من الإصابة بفيروس الالتهاب الكبديّ أ، يجب الحرص على غسل اليدين بشكلٍ جيد بعد استخدام المرحاض، وتغيير حفاضات الأطفال، وقبل تحضير وتناول الطعام، حيثُ إنّ الفيروس يمكن أنّ يبقى على اليدين لمدّة أربع ساعات، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب الأطعة غير المطبوخة بشكلٍ جيد، والمحار، والأطعمة التي قد يتمّ غسلها بالماء الملوّث عند السفر إلى إحدى مناطق انتشار الفيروس، مع الحرص على شرب الماء المعلّب، أو المغليّ لمدّة لا تقلّ عن دقيقة كاملة، ويمكن اللجوء إلى استخدام اليود أو الكلور لتعقيم المياه أيضاً.
في الحقيقة لا يوجد علاج مُحدّد للتخلّص من عدوى التهاب الكبد الفيروسيّ أ، وعادة ما يتمكّن الجهاز المناعيّ للجسم من التخلص من هذا الفيروس، كما يزول الضرر الحاصل على الكبد خلال مدّة لا تتجاوز ستّة أشهر في معظم الحالات، ويهدف العلاج المتّبع في العادة إلى السيطرة على الأعراض المصاحبة للمرض فقط، ويُنصح المصاب بالحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، إذ إنّ العدوى قد تكون مصحوبة بفقدان طاقة الجسم والشعور بالتعب والإرهاق، ومن طرق العلاج المتّبعة نذكر الآتي: