ماهي أسباب مرض التيفوئيد أعراضه وطرق علاجه

الكاتب: وسام ونوس -
ماهي أسباب مرض التيفوئيد أعراضه وطرق علاجه

 

 

ماهي أسباب مرض التيفوئيد أعراضه وطرق علاجه

 

يمكن تعريف التيفوئيد (بالإنجليزيّة: Typhoid) على أنّه عدوى بكتيريّة تُسبّب ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة مع مشاكل على مستوى الجهاز الهضميّ، وتُسمّى البكتيريا المُسبّبة للمرض السالمونيلا التيفيّة (باللاتينيّة: Salmonella typhi)، وينتقل المرض بين الأفراد عن طريق الطعام والشراب الملوّث، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذه البكتيريا لا تنتقل إلا من إنسان إلى آخر، إذ لا تحملها الحيوانات. ويعدّ مرض التيفوئيد أكثر انتشاراً في البلدان التي يتدنّى فيها مستوى النظافة، وتجدر الإشارة إلى أنّ ترك المريض دون علاج يتسبّب بوفاته، فقد وُجد أنّ نسبة الوفيات في حال ترك المصابين دون علاج تُقدّر بما يقارب 20%، بينما تنخفض هذه النسبة بشكل كبير لتصل إلى 4% في حال خضع المصابون للعلاج.

 

علاج مرض التيفوئيد

فيما يلي أهمّ الإجراءات المُتبعة لعلاج التيفوئيد:

  • المضادّات الحيويّة: يُعتبر استخدام المضادّات الحيويّة الحجر الأساس في علاج حمّى التيفوئيد، وفي الحقيقة كان الاعتماد في علاج حمى التيفوئيد قديماً يقوم على استعمال دواء كلورامفينيكول (بالإنجليزيّة: Chloramphenicol)، إلا أنّ الآثار الجانبية الشديدة التي يتسبب بها بالإضافة إلى مقاومة البكتيريا له مع مرور الوقت أسفرت عن عدم استخدامه في علاج حمى التيفوئيد في الوقت الحاضر، كما لوحظ ظهور مقاومة لبكتيريا التيفوئيد لدواء أمبيسيلين (بالإنجليزيّة: Ampicillin) ودواء تريميثوبريم-سلفاميثوكسازول (بالإنجليزيّة: Trimethoprim-sulfamethoxazole)، وتتزايد حاليّاً هذه المشكلة خاصّة في البلدان النامية. أمّا في الوقت الحالي فقد بات العلاج قائماً بشكلٍ أساسيّ على استخدام دواء سيبروفلوكساسين (بالإنجليزيّة: Ciprofloxacin) للبالغين فقط، بينما يُعطى المضادّ سيفترياكسون (بالإنجليزيّة: Ceftriaxone) عن طريق الحقن لمن لا يستطيع تناول سيبروفلوكساسين مثل الأطفال والحوامل.
  • السوائل: إنّ شرب كميّات كافية من السوائل أمر مهمّ جدّاً لتعويض السوائل المفقودة خلال الفترة الطويلة التي عانى فيها المصاب من الحمّى والإسهال، وذلك لتفادي حدوث الجفاف.
  • الجراحة: قد يحتاج المريض لعمليّة جراحيّة لإصلاح ما أتلفه المرض من الأمعاء الدقيقة.

 

أعراض مرض التيفوئيد

تظهر أعراض حمّى التيفوئيد بعد انقضاء فترة حضانة المرض التي تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، بينما تُقدّر فترة المرض كاملة بما يقارب ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وغالباً ما يشعر المصاب بالتحسن خلال الأسبوع الثالث أو الرابع من المرض في حال عدم حدوث أيّة مضاعفات، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض المصابين يُعانون من عودة ظهور المرض بعد تحسّنهم بأسبوع أو اثنين، وخاصّة أولئك الذين خضعوا للعلاج بالمضادات الحيوية. ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأفراد يكونوا حاملين للمرض دون أن يُعانوا من أعراض واضحة ويُمكن أن ينقلوا المرض للآخرين ويتسبّبوا بتفشّي المرض من جديد.


وأهمّ الأعراض المصاحبة لمرض التيفوئيد ما يأتي:

  • ارتفاع درجة الحرارة لتتراوح بين 37.5 و38 درجة مئوية.
  • فقدان الشهيّة.
  • الصداع.
  • الشعور بالتعب والإعياء العام.
  • آلام عامة في الجسم.
  • الإسهال.
  • احتقان الصدر.
  • ألم البطن.
  • طفح جلدي يظهر على شكل بقع وردية مسطّحة على الصدر والبطن.
  • تضخّم الكبد والطحال.

 

الأسباب

تنتقل بكتيريا السالمونيلا التيفيّة المُسبّبة للتيفوئيد بين الأفراد عن طريق تناول الطعام والشراب الملوّث ببراز الفرد المُصاب؛ إذ إنّ تلوّث الماء بالبراز الذي يحتوي على كميّة كبيرة من هذه البكتيريا يتسبب بتلويث الطعام من جهة، فتصل إلى الإنسان مُسبّبة المرض، ومن جهة أخرى يتسبب شرب هذه المياه بمعاناة المصاب من هذا المرض أيضاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ بكتيريا السالمونيلا التيفيّة يُمكنها البقاء حيّة لعدّة أسابيع في المياه. في الحقيقة بعد دخول البكتيريا للجسم عبر الفم، فإنّها تعيش داخل الأمعاء لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، لتخرج بعدها عن طريق جدار الأمعاء لتدخل إلى مجرى الدم، ثم لتنتقل إلى أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة؛ حيث تصل عن طريق خلايا الدم البيضاء للكبد، والطحال، كما تصل لنخاع العظم وتتضاعف، وتُهاجم بكتيريا السالمونيلا التيفيّة الجهاز الصفراوي، والمرارة، والأنسجة اللمفاويّة في منطقة الأمعاء. ومن الجدير بالذكر أنّ تأثير الجهاز المناعي ضدّ هذه البكتيريا يكون ضعيفاً وذلك لأنّها يُمكن أن تعيش بأمان داخل خلايا المُصاب.

التشخيص

حتى يقوم الطبيب المختص بتشخيص مرض التيفوئيد، يحتاج إلى معرفة الأعراض التي يُعاني منها المصاب، بالإضافة إلى تاريخه الصحيّ، والأماكن التي سافر إليها مُؤخّراً، بالإضافة إلى الفحوصات المخبريّة التي تُؤكّد وجود السالمونيلا التيفيّة في عيّنة من سوائل الجسم أو بعض أنسجته مثل الدم، أو البراز، أو البول، أو نخاع العظم، ثمّ زراعتها في بيئة مخصّصة لتحفيز نموّ البكتيريا، ثم يتم فحصها تحت المِجهر. وفي بعض الأحيان قد يكون هناك ضرورة لإجراء فحوصات أخرى مثل؛ فحص نوع الأجسام المضادّة الموجودة في الدم، وفحص وجود المادّة الوراثيّة النوويّة للتيفوئيد في الدم.

 

عوامل الإصابة بالتيفوئيد

يُعدّ العيش في الدول النامية مثل جنوب آسيا، وشرق آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينيّة، ومنطقة البحر الكاريبي من أهمّ العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بحمّى التيفوئيد. كما تُعتبر الأماكن المكتظّة بالسكان والتي يُعاني أهلها من سوء الحالة الصحيّة وقلّة النظافة وضعف تعقيم المأكولات مُعرّضة لانتشار وباء التيفوئيد. بالإضافة إلى أنّ الترحال والتنقّل من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية دون أخذ المطعوم المُخصّص للتيفوئيد يزيد من فرصة الإصابة بحمّى التيفوئيد.

 

الوقاية من التيفوئيد

لقاح التيفوئيد

يُوصى بأخذ لقاح التيفوئيد قبل السفر إلى الدول التي يزداد فيها خطر الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة عند تناول الطعام والشراب، وبما يتعلق بالمطعوم؛ يجدر التنبيه إلى عدم إعطائه للأشخاص في الأوقات التي يُعانون فيها من الأمراض، وكذلك لمن هم دون السادسة من العمر. وتجدر الإشارة إلى احتمالية ظهور آثار جانبيّة للمطعوم مثل الحمّى، إلّا أنّ هذه الآثار لا تكون خطيرة. وفي الحقيقة هناك شكلان أساسيان لهذا المطعوم، وفيما يأتي بيانها:

  • عن طريق الفم: يحتوي المطعوم الفمويّ على اللقاح الحيّ والمُضعّف، ويتكوّن من أربع حبّات تُؤخذ قبل السفر بفترة بسيطة، ويجب أن يكون هناك فاصل بين الحبة والأخرى بمقدار 48 ساعة، وآخر حبة تُؤخذ قبل السفر بأسبوع واحد. وتجدر الإشارة إلى منع إعطاء هذا النوع للمُصابين بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزيّة: HIV). قد تظهر بعض الآثار الجانبيّة لهذا المطعوم، وغالباً ما تتمثل بأعراض على مستوى الجهاز الهضميّ بالإضافة إلى احتمالية معاناة المصاب من الصداع. وبالرّغم من أنّ هناك آثار جانبيّة للمطعوم الفمويّ إلّا أنّه الأقوى.
  • عن طريق الحقن: يحتوي هذا النوع من المطعوم على اللقاح الخامل، ويُؤخذ جرعة واحدة يتمّ حقنها قبل السفر بأسبوعين.

 

تجنب العدوى

توجد مجموعة من الإجراءات التي يُنصح القيام بها بهدف تقليل فرصة الإصابة بعدوى التيفوئيد، وخاصّة خلال السفر، ونذكر منها ما يأتي:

  • التأكد من نظافة مياه الشرب، ويمكن التحقق من ذلك بالاعتماد على شرب المياه المعبّئة والمياه الغازيّة. ويمكن تعقيم المياه من خلال غليها لمدّة دقيقة على الأقلّ قبل شربها.
  • تجنب تناول الطعام الذي تمّ لمسه من قبل أيّ شخص آخر.
  • تناول الطعام وهو ساخن فقط، وتجنُّب شراء الطعام من الباعة المتجوّلين في الشوارع.
  • تجنّب وضع الثلج في المشروبات.
  • تجنّب تناول الفواكه والخضار النيئة، وتقشيرها قبل تناولها مع ضرورة التخلص من القشر.

 

شارك المقالة:
116 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook