مرض الدزنتري يعتبر من الأمراض المعدية التي تتميّز بالتهاب في الأمعاء، وتسبّب ألم شديد في البطن، وأيضًا يكون البراز مصحوبًا بالمخاط والدم، ويصيب هذا المرض الأطفال والشباب بشكل كبير، وخاصةً أولئك الذين يعيشون في المناطق النائية، وقد يكون هذا المرض قاتلًا إذا لم يتمّ شرب الماء بكميات كبيرة، وهناك نوعان رئيسيان من هذا المرض وهما مرض الدزنتري العصوي والذي تسببه البكتيريا، ومرض الدزنتري الأميبي والذي تسببه الأميبا.
هناك العديد من الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بمرض الدزنتري، وتظهر الأعراض في وقت مبكر من الإصابة بهذا المرض، وتكون الأعراض في بداية ظهورها خفيفة ثم تصبح أكثر شدّة، وتشمل هذه الأعراض على ما يأتي:
السبب الرئيسي لحدوث مرض الدزنتري هو الإصابة بالطفيليات، والتي تنتقل إلى جسم الإنسان عبر المياه الملوثة أو الأطعمة الملوثة أو لمس الشخص لبراز يحتوي على هذه الطفيليات، وتستقر هذه الطفيليات في الجهاز الهضمي ثم تبدأ بالتكاثر وتنتقل إلى الأمعاء الغليظة مسببةً الإسهال المختلط بالدم، وقد تنتقل هذه الطفيليات إلى الكبد وتسبب تدمير كامل في الأنسجة، وقد تنتقل أيضًا إلى أجزاء أخرى من الجسم كالوصول إلى الدورة الدموية.
هناك عوامل كثيرة تزيد من فرصة الإصابة بمرض الدزنتري، كالعيش في المناطق الاستوائية أو المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي فيها، بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى، وتشمل هذه العوامل على ما يأتي:
يقوم الطبيب بتشخيص مرض الدزنتري عن طريق السؤال عن التاريخ الطبي للمريض، وأيضًا سؤاله عن سفره في الآونة الأخيرة إلى أي من المناطق التي يكثر فيها تواجد الطفيّليات المسبّبة لهذا المرض، وقد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من البراز لفحصها مخبريًا والتأكد من وجود الطفيليات من عدمها، وأيضًا يقوم الطبيب بإجراء فحوصات للكبد لمعرفة إذا ما قامت الطفيليات بإتلافه، ولكن عندما تنتشر هذه الطفيليات خارج الأمعاء فإنها لن تظهر من خلال الفحوصات المخبرية للبراز، لذلك يقوم الطبيب بإجراء فحوصات بالموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية، وذلك للتحقق من وجود الطفيليات على الكبد، وبالتالي أخذ عينة من الكبد للتحقق من وجود خراجات الكبد، وقد يقوم الطبيب بعمل منظار للقولون للتأكد من وجود الطفيليات في الأمعاء الغليظة.
تعتبر المضاعفات التي تصيب المرضى قليلة جدًا ولكنها شديدة، ويعاني المرضى أيضًا من نوبات من الصّرع بعد إصابتهم بمرض الدزنتري، وهناك مضاعفات أخرى قد تظهر، وتشمل هذه المضاعفات على الآتي:
يكون علاج هذا المرض في الحالات المرضية غير المعقّدة لمدة عشرة أيام، حيث يعطى المريض دواء ميترونيدازول عن طريق الفم، وقد يصف الطبيب دواء آخر للسيطرة على الغثيان والأعراض الأخرى المصاحبة لهذا المرض، أما إذا كان هناك ثقوب في القولون نتيجة هذا المرض أو في الأنسجة البريتونية فتكون الجراحة هي الخيار الأمثل للعلاج.
السبب الرئيسي لمرض الدزنتري في الغالب هو سوء النظافة؛ لذلك يجب على الناس الاهتمام بالنظافة وغسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون، وخاصّةً بعد استخدام الحمام وقبل إعداد الطعام، وذلك للحدّ من الإصابة بهذا المرض، وبالتالي تقليل نسبة العدوى والإسهال أيضًا، وهناك خطوات أخرى يجب أخذها بعين الإعتبار عند السفر إلى المناطق الموبوءة أو المناطق الإستوائية وهي عدم شرب الماء من مصادر غير موثوقة، وتنظيف الجزء العلوي من حافة الزجاجة قبل الشرب، التأكّد من طهي الطعام جيدًا، واستخدام المياه النقية والنظيفة لتنظيف الأسنان وتجنب استخدام مكعبات الثلج خوفًا من كون مصدرها غير موثوق.