الربو مرض التهابي يصيب الشعب الهوائية والرئتين، حيث يجعل التنفس وبعض الأنشطة اليويمة صعبةً للغاية، وتعد أسباب مرض الربو كثيرة ولفهم آلية الإصابة بالربو يجب معرفة القليل عن عملية التنفس، حيث في كل نفس يتنفسه الإنسان يمر الهواء عن طريق الأنف لينزل إلى الحلق ومن ثم إلى الممرات الهوائية، وفي النهاية يصل إلى الرئتين، حيث تحتوي الرئتين إلى العديد من الممرات الهوائية الصغيرة التي تساعد في توصيل الأوكسجين من الهواء إلى مجرى الدم، وتبدأ أعراض مرض الربو بالظهور عند تضخّم بطانة الشعب الهوائية وبالتالي يُحدث هذا التضخم إضعاف للعضلات المحيطة بها، ومن ثم يملأ المخاط الشعب الهوائية مما يقلل من كمية الهواء التي يمكن أن تمر إلى الرئتين.
السبب الرئيس للإصابة بمرض الربو الالتهابي هو حدوث تضيق مزمن في الشعب الهوائية حيث يمكن أن يحدث هذا التضيق لعدة أسباب، ولكن يمكن أن تختلف أسباب مرض الربو من شخص لآخر، وتشمل أسباب مرض الربو كل مما يأتي:
تعد الحساسية من أكثر أسباب مرض الربو شيوعًا، حيث أنّ 80% من المصابين بمرض الربو لديهم حساسية من الأشياء الموجودة في الهواء كغبار الأشجار والعشب وحبوب اللقاح والأعشاب الضارة والعفن ووبر الحيوانات وعث الغبار وفضلات الصراصير، وتعد الحساسية التي يكون سببها الأساسي التعرّض لعث الغبار من أسباب مرض الربو الأكثر شيوعًا بين مسببات الحساسية، ويمكن أيضًا أن تسبب الحساسية الغذائية مرض الربو، حيث يمكن أن يكون تأثيرها إما خفيفًا أو شديدًا مهددًا للحياة، وتشمل الأطعمة التي تسبب الحساسية كلًا من البيض وحليب البقر والفول السوداني والجوز والصويا والقمح والسمك والروبيان والمحار، بالإضافة إلى بعض أنواع السلطة وبعض الفواكه الطازجة، ويمكن أيضًا أن تتسبب المواد الحافظة الغذائية بالإصابة بالربو، وخاصة إضافات الكبريتيت كثنائي كبريتيت الصوديوم ثاني كبريتيت البوتاسيوم وميتابيسلفيت الصوديوم وميتابيسلفيت البوتاسيوم وكبريتيت الصوديوم، والتي يكثر استخدامها في بعض الأغذية المصنعة.
عندما لا يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بالربو ولا تكون الحساسية أو التهاب الشعب الهوائية أحد أسباب مرض الربو، وكان هناك وجود لحرقة المعدة، فإنّ حرقة المعدة هي السبب في الإصابة بالربو، حيث يعاني 89% من المصابين بالربو بحرقة المعدة أيضًا، ويحدث الربو بسبب حرقة المعدة أو ارتجاع المريء عندما تتدفق أحماض المعدة إلى الحلق أو إلى الشعب الهوائية، فقد تسبّب الالتهابات، ويمكن للالتهابات التي تسببها هذه الأحماض التسبّب في الإصابة بنوبات الربو.
يمكن أن تسبب التهابات الجيوب الأنفية والتهابات الجهاز التنفسي العلوي الأخرى كالبرد والإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية بالإصابة بمرض الربو، وقد تكون هذه الالتهابات التنفسية التي تسبب الربو فيروسية أو بكتيرية، حيث تسبب التهابات الجيوب الأنفية التهابًا في الأغشية المخاطية، وبالتالي إفراز المزيد من كميات المخاط، حيث تسبب كثرة الإفرازات المخاطية ضيقًا في مجرى الهواء وبالتالي الإصابة بمرض الربو، ويمكن أن يخفف العلاج الفوري لعدوى التهاب الجيوب الأنفية أو الالتهابات الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي من شدة أعراض مرض الربو.
يعد التدخين من أحد أسباب مرض الربو، حيث إن المدخنين هم أكثر الأشخاص عرضةً للإصابة بهذا المرض، وإذا كان الشخص المدخن من المصابين بالربو فإنه يعاني من أعراض عدة كالسعال الشديد أو الصفير، وتزيد فرصة الإصابة أيضًا بالربو عند الأطفال الذين تكون أمهاتهم من المدخنين أثناء فترة الحمل لأنهم قد يحصلون على وظائف رئوية سيئة، ويعد الإقلاع عن التدخين لمصابي الربو أهم خطوة لحماية الرئتين لديهم.
يمكن أن تسبب بعض الأدوية الإصابة بمرض الربو، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الربو المرتبط بالأسبرين أن يواجهوا العديد من المشاكل عند تناولهم لبعض الأدوية كالأدوية المضادة للالتهابات أو الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو الزرق، لذلك يجب على كل مريض بالربو استشارة طبيبه قبل البدء باستخدام أي نوع من الأدوية الأخرى، تجنّبًا للإصابة بمضاعفات مرض الربو.
هناك العديد من أسباب مرض الربو الأخرى، وتشمل هذه الأسباب على كل من ما يأتي:
بالإضافة إلى أسباب مرض الربو المتعددة، هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الربو، وتعد هذه العوامل مزيجًا من العوامل البيئية والجينية بالإضافة إلى عوامل أخرى، حيث تشمل عوامل الخطر للإصابة بهذا المرض على كل مما يأتي:
تختلف الأعراض التي تظهر أثناء الإصابة بمرض الربو من شخص لآخر، فقد يعاني بعض المصابين بالربو من السعال فقط بينما يعاني أشخاص آخرين من ظهور عدة أعراض معًا، وتشمل الأعراض التي تظهر عند الإصابة بمرض الربو على كل من ما يأتي: