سبق الحكم الفاطمي في مصر حكم الأخشيديين والطولونيين، وقبل ذلك تبعت مصر الخلافة كإحدى ولايات الخلافة الراشدة والخلافة الأموية والخلافة العباسية، توجد بعض الآثار من المعمار قبل قدوم الفاطميين، إلا أنها عمائر قليلة مثل جامع عمرو وجامع ابن طولون، كما لم تترك أي من تلك الفترات عمائر تشهد على وجودها المادي في مصر،.
عكس الأمر في عواصم الخلافة نفسها، فالعراق تحوي الكثير من العمائر على الطراز العباسي، كما يوجد في دمشق والشام الطراز الأموي، هو ما لم يحدث في مصر باعتبارها ولاية في ولايات الخلافتين الأموية والعباسية، ولم تكن عاصمة، فلم تترك آثار باقية حتى اليوم، في حين مصر كانت مركز للخلافة في العصر الفاطمي، لهذا فقد ترك الخلفاء الفاطميون العديد من العمائر، ولا يزال باقياً منها الآن الكثير.
تطورت العمائر في العصر الفاطمي تتطوراً كبيراً، فقد طور تخطيط المساجد، فبعد أن كانت المساجد تتكون من صحن واحد أصبحت المساجد في العصر الفاطمي متتعددة الصحون، مثل جامع الحاكم المكون من صحن وأربع ظلات وجامع الأزهر المكون من صحن وثلاثة أورقة، كما ظهرت في الطراز الفاطمي فكرة تغطية المحراب والصحون أو الأماكن الأخرى داخل المسجد بالقباب.
أما من حيث مواد البناء فقد تميّز الطراز الفاطمي باستخدام الحجارة بشكل أساسي، لهذا تميزت العمائر والأبينة الفاطمية بالقوة والمتانة والفخامة، هذا إلى جانب استعمال الآجر (الطوب المصنوع من الطين المعروف بالطوب الأحمر) في البناء، خاصة بناء القباب والعقود والجوانب الداخلية للحوائط.
كما استخدمت العوارض الخشبية في تدعيم الجدران، كما استخدم الفاطميون الأعمدة في تثبيت الجدران في الأسوار الحربية، كما أولى الفاطميون عناية كبيرة بصقل الأحجار ونحتها وتنسيقها في البناء، وقد ساعد ذلك في الاستغناء عن الجص (مادة كانت تستخدم في البناء قبل وجود الأسمنت وهي تشبهه إلى حد كبير) في بعض جوانب البناء، كذلك سهل وجود الأحجار عملية النحت والحفر عليها.
شاع في الطراز الفاطمي استخدام قطع الأحجار الصغيرة في إطارات الأبواب والعتبات والعقود، وتتطور استخدامها لتتخذ مظهراً مزخرفاً، كما ظهر في العصر الفاطمي لأول مرة صناعة الأعمدة خصيصاً للمساجد، كما طور الفاطميون في العقود وظهرت أنواع كثيرة منها مثل العقود المدببة والمحدبة ونصف الدائرية.
ظهرت في العصر الفاطمي فكرت تعدد المحاريب، كما شاع استخدام المقرنصات، وهي شكل من أشكال الحليات المعمارية، كما طوروا في هذه المقرنصات، استطاع الفاطميون أن يبدعوا شكلاً مميز للمآذن تختلف عن الأشكال التقليدية.