إنّ البرد أو ما يُعرف بالزكام الشائع هو حالة مرضية محدّدة لذاتها تحدث بسبب الإصابة الفيروسية لواحد من حوالي 200 فيروس يمكن أن يتسبب بالزكام، ويُشار إلى هذا المرض طبيًا بما يُعرف بالتهاب الطرق التنفسية العلوية أو URTI، ويؤدّي البرد إلى أعراض مختلفة تتضمّن السعال وألم الحلق والحمّى منخفضة الدرجة والاحتقان الأنفي وسيلان الأنف والعطاس، ويتسبّب فيروس الرينوفيروس -والذي يعني فيروس الأنف- بما يقارب 30% إلى 40% من الحالات عند البالغين، فهو ينمو بالوسط الأنفي بشكل ملائم لطبيعة حياته، وعادة ما تنتشر الإصابة بالبرد في فصول السنة الباردة، إلا أنّ الإصابة يمكن أن تحصل في أيّ من أوقات السنة، وسيتم الحديث في هذا المثال عن طرق علاج البرد والوقاية منه والتطرق إلى أعراضه.
عادة ما تتظاهر أعراض الزكام الشائع بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرّض للفيروس المؤدّي للإصابة، ويمكن أن تتفاوت هذه الأعراض بين شخص وآخر، إلّا أنّها تتضمّن بشكل رئيس ما يأتي:
ومن الممكن أن يصبح السيلان الأنفي سميكًا وأخضر أو أصفر اللون، وهذا الأمر يُعدّ من الأمور الشائعة الحدوث في الزكام، ولا يعني هذا الأمر بالضرورة الإصابة بالإنتان البكتيري، وهو الإنتان الذي تسبّبه الجراثيم ويتطلّب الصادات الحيوية لعلاجه.
يجب في البداية التأكيد على فكرة أنّه لا علاج مباشر للبرد أو الزكام الشائع، فالصادات الحيوية لا تفيد إطلاقًا في علاج هذا النوع من الأمراض، ولا يجب أن تُستخدم على الإطلاق، نظرًا لدورها في تخفيف مناعة الجسم ضد الأمراض الجرثومية المختلفة وتخريب توازن البكتريا النافعة في السبيل الهضمي، ولذلك فإنّ علاج البرد يعتمد بشكل رئيس على تحسين الأعراض والعلامات الحاصلة، أي ما يُعرف بالعلاج العرضي، وفيما يأتي بعض التفصيل في العلاجات المستخدمة في تحسين حالة المصاب بالبرد.
يتناول العديد من المرضى الأسيتامينوفين أو ما يُعرف بالباراسيتامول من أجل تخفيف الحمّى وآلام الحلق والصداع وغير ذلك من الآلام، أو يمكن أن يتناول المريض الأدوية الأخرى المسكّنة للألم والتي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبّية، ولكن يُنصح باستخدام الأسيتامينوفين لأقصر فترة ممكنة، وذلك مع الالتزام بالتعليمات المذكورة على العبوة، وذلك لتخفيف الآثار الجانبية قدر الإمكان ولتجنّب الوصول إلى الجرعات السمّية.
كما يجب التنويه إلى ضرورة الحذر عند إعطاء هذه المسكّنات للأطفال أو المراهقين، خصوصًا الأسبرين عند إصابتهم بالزكام أو تعافيهم من الجدري، وذلك لأنّ تناول الأسبرين عند المصابين بهذه الأمراض قد تمّ ربطه بشكل واضح مع حدوث متلازمة راي، وهي من المتلازمات النادرة ولكنّها تُعد مهدّدة للحياة، ولذلك يجب على الأهل إعطاء الأطفال المسكّنات التي تُباع بدون وصفة طبّية والمخصّصة للأطفال، كالأسيتامينوفين والإيبوبروفين.
من الممكن أن يستخدم البالغون بخاخات أو قطرات الأنف في علاج البرد لمدّة خمس أيام كحدّ أقصى، فالاستخدام المديد لبخاخات الأنف هذه يمكن أن يؤدّي لأعراض ظاهرة الارتداد، أي رجوع الأعراض بعد الانتهاء من تناول الدواء أو تطبيقه، كما أنّ هذه البخّاخات لا يجب أن تُعطى للأطفال بعمر أقل من 6 سنوات.
تنصح منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال AAP بشدّة عدم إعطاء الأدوية المستخدمة في علاج حالات السعال والزكام والتي يمكن أن تُباع بدون وصفة طبية لجميع الأطفال بعمر أقل من 4 سنوات، فهذا الأمر يمكن أن يحمل معه العديد من المخاطر الصحية على الطفل، كما أنّ هذه الأدوية يمكن ألّا تفيد في علاج حالة البرد.
كما أنّه ليس من النموذجي إعطاء أدوية السعال أو البرد للأطفال الأكبر سنًّا، ولكن وعند إعطائها ، يجب الالتزام بالتعليمات الموجودة ضمن العبوة والتي تشير إلى إعطاء هذه الأدوية لعمر معين، كما يجب الانتباه إلى عدم إعطاء الطفل دواءين مختلفين بنفس المادة الدوائية، فالقيام بهذا الأمر يمكن أن يؤدّي إلى أعراض فرط الجرعة.
هناك العديد من النصائح التي يمكن أن تفيد في علاج البرد وتحسين الأعراض التي يعاني منها المصاب بالزكام، وهذه النصائح لا تتطلّب الأدوية، إنّما يمكن القيام بها في المنزل، وفيما يأتي بعض منها:
هناك بعض الإجراءات التي تسمح بالوقاية من الإصابة بالزكام الشائع، كما أنّ هناك بعض النصائح فيما يخصّ تعزيز قوة الجهاز المناعي في الجسم، فمن الإجراءات المتبعة في الوقاية من البرد يمكن ذكر ما يأتي:
ومن النصائح المستخدمة في تقوية وتعزيز جهاز المناعة في الجسم ما يأتي: