ماهي أعراض التحسس من الأدوية

الكاتب: وسام ونوس -
ماهي أعراض التحسس من الأدوية

 

 

ماهي أعراض التحسس من الأدوية

 

يقوم جهاز المناعة (بالإنجليزية: Immune System) بمهاجمة الأجسام الغريبة التي تدخل الجسم، مثل الفيروسات، والبكتيريا، والطُفيليّات، وذلك بإنتاجه لأجسام تُعرف بالأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies) لتقوم بالقضاء عليها، وفي حالات تناول الإنسان بعض أنواع الأدوية بما فيها تلك المخصصة للقضاء على هذه الأجسام الغريبة فإنّ جهاز المناعة عن طريق الخطأ يقوم بمهاجمة الدواء، مُسبّباً حدوث التهاب، تظهر أعراضه على المصاب ضمن ما يُعرف بحساسية الدواء (بالإنجليزية: Drug Allergy)، وفي الحقيقة قد يُعاني الشخص من حساسية الدواء عند تناوله لأول مرة، وقد يُعاني منها بعد تناوله الدواء لعدة مرات، وتجدر الإشارة إلى أنّ حساسية الدواء قد تكون بسيطة وخفيفة فلا يُلاحظ المصاب ظهور أكثر من طفح جلديّ (بالإنجليزية: Rash)، وقد تكون خطيرة للغاية وتُهدّد حياة المصاب، وعندها قد تظهر الحساسية بعد تناول الدواء ببضع دقائق، وقد تظهر أعراض التحسس بعد مُضيّي ما يُقارب 12 ساعة على تناوله. ومن الجدير بالذكر أنّ التحسس من الأدوية لا يُعدّ أمراً شائعاً، إذ تُقدّر نسبة الأشخاص الذين يُعانون منه بما يُقارب 5-10% من الذين يتناولون الدواء ذاته.

 

أعراض التحسس من الأدوية

في الحقيقة يمكن تصنيف الأعراض التي يُعاني منها المصابون بالتحسس من الأدوية بحسب نوع التحسس، وفيما يأتي بيان ذلك:

 

التحسس المتواسط بالجلوبيولين المناعي

عندما يُصاب الشخص بالتحسس المتواسط (المرتبط) بالجلوبيولين المناعي (بالإنجليزية: IgE-Mediated Reaction)، فإنّ جهاز المناعة يُفرز الجسم المضاد المعروف بالغلوبولين المناعي هـ (بالإنجليزية: IgE)، والذي بدوره يُهاجم الدواء المعنيّ، وعند التعرّض لهذا الدواء مرة أخرى، تتذكر الأجسام المضادة هذا الدواء فتُفرز مواد معينة مثل الهيستامين، وإنّ طريقة تأثير هذه المواد بالخلايا والأعضاء هي ما يُسبّب ظهور الاعراض، ومن أشهر الأعراض والعلامات التي تظهر في مثل هذا النوع من التحسس ما يأتي:

  • أعراض جلدية، وتتمثل بالطفح الجلديّ، والحكة، والاحمرار، وانتفاخ اللسان، والشفاه، والعيون.
  • أعراض صدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، وتُعتبر أعراضاً مُهدّدة لحياة المصاب، ويجب نقل المصاب إلى المستشفى، ومن أعراض هذه الصدمة ما يأتي:
    • أعراض جلدية تتمثل بالاحمرار، والحكة، والانتفاخ، والشعور بدفء الجلد وسخونته.
    • أعراض على مستوى الجهاز التنفسيّ تتمثل بسماع صوت صفير المصاب عند تنفسه، بالإضافة إلى السعال والشعور بضيق في الصدر.
    • أعراض على مستوى الجهاز الهضميّ، وتتمثل بالاستفراغ، والغثيان، والمغص، وألم البطن.
    • أعراض على مستوى جهاز القلب والدوران، وتتمثل بزيادة سرعة ضربات القلب، والشعور بدوار الرأس، وفقدان الوعي بسبب هبوط ضغط الدم.

 

فرط الحساسية الآجل أو المتأخر

يُعدّ فرط الحساسية الآجل أو المتأخر (بالإنجليزية: Delayed Hypersensitivity Reaction) أحد أنواع التحسس من الأدوية، وفي هذا النوع من التحسس يستجيب الجهاز المناعيّ بتحفيز نوع آخر من خلاياه، والمعروفة بالخلايا التائية (بالإنجليزية: T cell)، وحقيقةً يُعدّ هذا التفاعل التحسسيّ تجاه الأدوية أبطأ بكثير من التفاعل التحسسيّ المرتبط بالجلوبيولين المناعيّ، إذ يحدث هذا التحسس خلال بضعة أيام أو أسابيع، وتجدر الإشارة إلى أنّ تحفيز الخلايا التائية يتسبب بإطلاق بعض المركبات في الجسم مثل السيتوكينات (بالإنجليزية: Cytokines) والإنترلوكين (بالإنجليزية: Interleukins)، وعلى الرغم من أنّ هذه المركبات غالباً ما تؤثر في الجلد، إلا أنّها قد تؤثر في الكبد، والرئتين، والكلى، والقلب، ويمكن بيان أهمّ الأعراض التي تظهر عند التعرّض لهذا النوع من التحسس فيما يأتي:

  • طفح جلدي يُصاحب بالحكّة، والاحمرار، وظهور ما يُشبه الفقاعات.
  • بثور وقروح في الفم.
  • آفات على الجلد تُشبه الكدمات.
  • أعراض شديدة ناتجة عن الإصابة بمتلازمة ستيفين جونسون (بالإنجليزية: Stevens - Johnson syndrome) أو تقشر الأنسجة المتموتة البشروية التسممي (بالإنجليزية: Toxic epidermal necrolysis)، وعندها تظهر أعراض جلدية خطيرة، وغالباً ما تتمثل بظهور بثور الجلد وتقشّره.

 

فرط الحساسية المتوسط للمركب المناعي

يُعتبر فرط الحساسية المتوسط للمركب المناعي (بلإنجليزية: Immune Complex Reaction) أحد أشكال التحسس من الأدوية، وسًمّي بهذا الاسم لأنّ جهاز المناعة يقوم بإنتاج أجسام مضادة ترتبط بالأدوية في عملية ارتباط الجسم المضاد بمولّد الضد، وبهذا يتكون مركب جديد، وغالباً ما تتمثل أعراضه بظهور أعراض جلدية على شكل آفات جلدية، أو كدمات، بالإضافة إلى الطفح الجلديّ، وألم المفاصل وانتفاخها، وانتفاخ العقد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymph Nodes)، والإصابة بالحمّى.

 

الأدوية التي تُسبّب التحسس

هناك بعض الأدوية التي تُسبّب حساسيةً للأشخاص الذين يتناولوها، ومن أشهر الأدوية المُسبّبة لذلك ما يأتي:

  • بعض أنواع المضادات الحيوية مثل البنسلينات (بالإنجليزية: Penicillin).
  • الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) وغيرها من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
  • مضادات الاختلاج (بالإنجليزية: Anticonvulsants).
  • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (بالإنجليزية: Monoclonal antibody).
  • العلاج الكيماويّ (بالإنجليزية: Chemotherapy).

 

تشخيص حالات التحسس من الأدوية

يُشخّص الطبيب المختص الإصابة بتحسس الأدوية عن طريق إجراء الفحص البدنيّ (بالإنجليزية: Physical Examination)، بالإضافة إلى معرفة التاريخ الصحيّ للمصاب من حيث وقت ظهور الأعراض، ومدى تحسّنها أو ازديادها سوءاً، بالإضافة إلى معرفة وقت تناول الدواء ونوعيته، إلى جانب ذلك قد يُجري الطبيب بعض الاختبارات، نذكر منها ما يأتي:

  • فحوصات الجلد: (بالإنجليزية: Skin tests)، ويقوم المختص في هذا النوع من الفحوصات بإعطاء المريض جرعة قليلة من الدواء المتوقع، وإذا ظهرت أعراض التحسس من احمرار، وحكة، وانتفاخ فإنّ سبب التحسس هو هذا الدواء، وإذا ظهرت النتيجة سلبية فقد يكون مُسبّباً للحساسية أو لا يكون.
  • فحوصات الدم: (بالإنجليزية: Blood tests)، وتُستخدم لاستبعاد المعاناة من المشاكل الصحية الأخرى التي قد تتسبب بظهور مثل هذه الأعراض.

 

شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook