تُعَدُّ المشيمة (بالإنجليزيّة:Placenta) واحدة من أهمِّ الأشياء التي تنمو داخل الرحم خلال فترة الحمل، حيث إنّها تنمو وتكبر داخل الرحم كما الجنين، إلا أنَّها تتَّخذ شكل الفطيرة، وعادةً ما يبلغ قطرها عند الولادة حوالي 22 سم، ويصل سمكها من المنتصف إلى حوالي 2.5 سم، وتُعتبَر المشيمة نقطة التواصل بين الأم وجنينها؛ حيث ينقل دم الأم الأكسجين والعناصر الغذائيّة المهمَّة لنمو الجنين إلى المشيمة، لينقلها الحبل السرِّي من الجانب الآخر إلى الجنين، وعلى الرغم من تناقل المواد عبر الدم بين الأم وجنينها من خلال المشيمة أثناء الحمل؛ إلا أنَّ دمهما لا يختلط، بل تحافظ المشيمة على دم الجنين مفصولاً عن دم الأم.
يُمكن تعريف تكلُّس المشيمة (بالإنجليزيّة: placental calcification) على أنَّه ترسُّبات بطيئة ومُستمرَّة للكالسيوم في المشيمة، وعلى الرغم من أنَّ تكلُّس المشيمة يُعتبَر أمراً طييعيّاً مع اقتراب نهاية الحمل؛ إلا أنَّه يُعَدُّ نذير خطرٍ، ودليلاً على احتماليّة حدوث تغيُّرات مرضيّة غير طبيعيّة إذا حدث قبل الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنَّه يتمّ تشخيص تكلُّس المشيمة خلال التصوير بالموجات فوق الصوتيّة، إذ أنَّه غالباً ما يتمّ اكتشافه خلال التصوير الروتيني الذي يُجرى باستخدام الموجات فوق الصوتيّة.
يُقسّم تكلُّس المشيمة إلى عِدَّة مراحل بناءً على الأسبوع من الحمل الذي بدأ فيه التكلُّس، ويُمكن بيانها بالتفصيل كما يأتي:
تتضمن أعراض تكلُّس المشيمة قِلَّة حركة الجنين، وظهور البطن بحجم أصغر، كما تشمل حدوث نزيف مهبلي، أو انقباضات قبل الأسبوع 37 من الحمل، ومن ناحية أخرى يتسبَّب تكلُّس المشيمة بأضرار تتعلَّق بالجنين والأم، ويُمكن توضيحها كما يأتي:
يرتبط تكلُّس المشيمة بمضاعفات مُتعدِّدة تُؤثِّر في صحَّة الجنين، وتعتمد هذه المضاعفات على الوقت من الحمل، وشِدَّة التكلُّس، فقد يرتبط تكلُّس المشيمة المُبكِّر بانخفاض وزن الطفل عند الولادة، ومن ناحية أخرى، وانطلاقاً من فكرة أنَّ تكلُّس المشيمة ما هو إلا حالة من تجمُّع رواسب الكالسيوم داخل المشيمة، فإنَّ هذه الرواسب تُعيق نقل الأكسجين والغذاء إلى الجنين، ممَّا يُعَدُّ حالة خطيرة تُؤدِّي إلى حدوث ولادة مُبكِّرة، وفي الجانب الآخر قد يُؤدِّي نقص الأكسجين إلى تلف دماغ الجنين، ويكون قاتلًا.
يتمّ الربط في بعض الأحيان بين تكلُّس المشيمة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة؛ إذ يمكن أن يتسبَّب تكلُّس المشيمة بتسمُّم الحمل، والذي يظهر على هيئة ارتفاع في ضغط الدم، ومن ناحية أخرى فإنَّ المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم تستمرُّ بعد الولادة، وتشمل هذه المخاطر فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزيّة: congestive heart failure)، والسكتة الدماغيّة (بالإنجليزيّة: stroke)، وزيادة مستويات تجلُّط الدم.
لا تزال الأسباب الدقيقة المُؤدِّية إلى حدوث تكلُّس المشيمة غير واضحة، وبالتالي لا يُمكن تحديد طرق الوقاية منها بشكل واضح؛ إلا أنَّه يُمكن القول أنَّ التدخين، والحمل في سنٍّ مُبكِّرة، والحمل لأوَّل مرَّة من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتكلُّس المشيمة، وتُعَدُّ المتابعة والالتزام بمراجعات الطبيب هي درهم الوقاية من تكلُّس المشيمة الذي ليس له علاج إلا الولادة.
قد تتعرَّض المشيمة لأنواع أخرى من الاضطرابات، ومن أبرزها ما يأتي:
تتعدَّد العوامل المُؤثِّرة في صحَّة المشيمة، والتي يُمكن ذكرها كما يأتي: