مرض الثعلبة هو اضطراب يصيب الجلد ويؤدي إلى تساقط الشعر، وعادةً ما يحدث هذا الاضطراب في فروة الرأس، وقد يحدث هذا المرض بشكل مفاجئ، وفي الحالات الخفيفة من الإصابة سينمو الشعر مجددًا خلال 12 شهرًا، وفي الحالات الشديدة قد يستمر فقدان الشعر لمدة أطول من 12 شهرًا وقد يؤدي إلى فقدان الشعر بشكل كامل، ويصاب الأشخاص بهذا المرض نتيجة حدوث خلل في جهاز المناعة، وهذا الخلل يؤدي إلى مهاجمة جهاز المناعة للخلايا التي تكون بصيلات الشعر، وأيضًا قد يحدث مرض الثعلبة نتيجة العوامل الوراثية، وسيتم توضيح طرق علاج مرض الثعلبة لاحقًا.
أكثر الأعراض شيوعًا للإصابة بمرض الثعلبة هو تساقط الشعر بشكل غير منتظم وعلى شكل بقع صغيرة، خاصةً في فروة الرأس، ولكن قد يحدث تساقط الشعر في مناطق أخرى كاللحية أو الرموش، وقد يحدث التساقط بشكل مفاجئ أو قد يحدث بشكل تدريجي خلال أيام أو أسابيع، كما قد يشعر المصاب بحكة أو حرقان في منطقة تساقط الشعر، وأيضًا قد يؤثر مرض الثعلبة على الأظافر ويؤدي إلى حدوث تغيرات فيها كظهور خدوش عليها أو ظهور بقع وخطوط بيضاء أو قد تصبح الأظافر خشنة أو قد تفقد لمعانها أو قد تتكسر الأظافر وتصبح رقيقة، كما قد تظهر العديد من الأعراض الأخرى عند الإصابة بهذا المرض كنمو شعر قصير حول البقع التي تظهر أو ظهور شعر أبيض في منطقة الإصابة.
مرض الثعلبة يصاب به الأشخاص نتيجة وجود اضطراب في جهاز المناعة الخاص بهم مما يؤدي إلى مهجامة جهاز المناعة للخلايا السليمة المسؤولة عن نمو بصيلات الشعر -وبصيلات الشعر هي عبارة عن أكياس ينمو منها الشعر-، ومهاجمة جهاز المناعة لهذه البصيلات يؤدي إلى توقف نمو الشعر أو تساقطه، والسبب الرئيسي لمهاجمة جهاز المناعة لهذه البصيلات غير مكتشف بعد، وتجدر الإشارة إلى أن هذا المرض عادةً ما يحدث عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى كمرض السكري أو التهاب المفاصل الروماتيدي.
سيقوم الطبيب بتشخيص مرض الثعلبة عن طريق سؤال المريض عن الأعراض التي ظهرت عليه، وأيضًا سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي يقوم من خلاله بفحص المنطقة المصابة، وذلك لمعرفة مدى تساقط الشعر، كما قد يقوم بأخذ عينات من الشعر وفحصها تحت المجهر، وفي بعض الأحيان قد يقوم الطبيب بأخذ عينة من فروة الرأس وإرسالها إلى المختبر لتحليلها، وذلك لمعرفة ما إذا كان هناك أمراض أخرى قد تؤدي إلى تساقط الشعر كمرض سعفة الرأس، وفي بعض الحالات قد يتم إجراء اختبار تحليل الدم، وخاصةً عند الاشتباه بوجود أمراض المناعة الذاتية، وأيضًا قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات دم أخرى لتحديد مستوى بروتين سي التفاعلي C-reactive protein أو لتحديد معدل ترسيب كرات الدم الحمراء erythrocyte sedimentation rate أو لتحديد مستوى الحديد iron levels أو لتحديد مستوى هرمونات الغدة الدرقية thyroid hormones أو لتحديد مستوى هرمون التستوستيرون testosterone hormone أو لتحديد مستوى الهرمون المنشط للحوصلة follicle stimulating hormone أو لتحديد مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر luteinizing hormone، وتساعد هذه الاختبارات في تحديد سبب الإصابة بمرض الثعلبة.
لا يوجد علاج يساعد على شفاء مرض الثعلبة، ولكن يوجد العديد من العلاجات التي تساعد على إبطاء تساقط الشعر أو تساعد على تسريع نموه، وسيتم توضيح هذه العلاجات، وهي كالآتي: