يُعدّ نقص كالسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypocalcemia)؛ حالةً تقلّ فيها مُستويات الكالسيوم في بلازما الدم عن مُعَدّلها الطبيعي، والتي تحدث إمَّا بسبب انخفاض إنتاج الكالسيوم في الجسم، وإمّا لعدم كفاية مرور الكالسيوم لخلايا الجسم عبر الدورة الدموية، بالإضافة إلى أنَّ مُعظَم حالات نقص الكالسيوم ترتبط بنقص المغنيسيوم أو فيتامين د، وتجدر الإشارة إلى أنّه يُنصَح للمرأة الحامل باختيار مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحيَّة من مُختَلف المجموعات الغذائيَّة الخمسة للتأكد من تلبية الاحتياجات الغذائيَّة لِكُلِِ من الأم والطفل، مما يُساعد على تحسين صحتهما إضافة إلى التعزيز من نمو الجنين.
على الرُّغم من أنَّ نقص الكالسيوم غير شائع في فترة الحمل، لكنّه يحدُث في حالة إصابتهنّ بقُصور الغدة الدَّرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وعند الأمهات اللاتي يُعانين من نقص التغذية الشديد، وقد يُسَبب مشاكل عديدة لِكلٍّ من الأم والجنين خلال فترة الحمل؛ حيث إنَّ احتياجات الأم للكالسيوم تزداد خلال فترة الحمل نَظَرَاً لازدياد مُتطلبات الكالسيوم لنمو العظام لدى الجنين والتي تنتقل له عن طريق المَشيمة، ومن الجدير بالذّكر أنّ العديد من الدراسات قد ذكرت أنّ انخفاض مُستَويات الكالسيوم بالدم قد يرتبط بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل، وتشمل أعراض نقص الكالسيوم خلال فترة الحمل ما يأتي:
قد ترتبط أعراض نقص الكالسيوم بعد الولادة بمشاكل في العظام لدى الأم؛ حيث تُشِير الأبحاث إلى أنَّ الأم قد تفقد 3-5% من كتلة عظامها خِلال فترة الرضاعة وذلك نظراً لأنها تفقد بعضاً من الكالسيوم عبر تزويده للرضيع في حليب الرضاعة الطبيعية، وبالتالي فإنّ استهلاك مُكملات الكالسيوم على النحو المُوصى به أثناء الرضاعة الطبيعية يعدُّ ضرورياً، إضافة إلى تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم لاستعادة كتلة العظام التي فُقِدَت في غُضون ستة أشهر بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية
تختلفُ احتياجات الكالسيوم حسب تَفَاوت الأعمار حتى في أثناء الحمل، حيث إنَّ الكَمية المُوصى بها من الكالسيوم للمرأة الحامل والمُرضع في عُمُر 14-18 سنة تعادل 1300 مليغرامٍ، لكنّها بالنسبة لمن هنُّ في عُمُر 19-50 سنة فإنَّ الكمية المُوصى بها من الكالسيوم تساوي 1000 مليغرامٍ.
للقراءة عن فوائد الكالسيوم للحامل وأهمية الحصول على كميات كافية منه خلال هذه الفترة يمكن الرجوع لمقال حبوب الكالسيوم للحامل.
يُمكن البدء بتشخيص نقص الكالسيوم عند ظهور أعراض نقصه في الجسم، ويسأل الطبيب عن التاريخ الطبي، والتاريخ العائلي لنقص الكالسيوم، وهشاشة العِظام وقد يطلب إجراء فحصٍ لعيّنةٍ من دم الشخص المُصَاب للتَحقق من مُستَوى الكالسيوم الكلي بالدم، ومستوى الألبومين؛ وهو بروتينٌ يرتبط بالكالسيوم وينتقل عبر الدم، ومستوى الكالسيوم المُتأين، ويتراوح المستوى الطبيعي للكالسيوم للبالغين بين 8.8 و10.4 مليغرامات لكل ديسيلتر، وإذا لوحظ انخفاض في مُستوياتها عن 8.8 مليغرامات لكل ديسيلتر فإنَّ ذلك قد يُؤكد تشخيص الإصابة بمرض نقص الكالسيوم بحسب ما ذكره Merck Manual of Diagnosis and Therapy، وتجدر الإشارة إلى أنّ مستويات الكالسيوم لدى الأطفال والمراهقين ترتفع عن المستويات للبالغين.
يُمكن علاج نقص الكالسيوم بتناول مُكملات الكالسيوم وأحياناً عن طريق استهلاك فيتامين د أيضاً، لكن إذا عُرِفَ الاضطراب الذي سَبَّب هذا النقص فإنَّه يجب علاجه، أو تغيير بعض الأدوية لاستعادة المستويات الطبيعيّة للكالسيوم، وفي حال بَدأت أعراض نقص الكالسيوم بالظهور فإنَّ إعطاء الكالسيوم عن طريق الوريد قد يُعيد الكالسيوم إلى مُستواه الطبيعي، فضلاً عن أنَّ تناول مكملات فيتامين د يُساعد على زيادة امتصاص الكالسيوم في الجهاز الهَضمي.
وَوِفقاً للعديد من العوامل والمَشاكل الصِحيَّة التي قد تنتج عن نقص الكالسيوم في كُلِِ من الأم والجنين فإنَّ المرأة الحامل قد تحتاجُ إلى عِلاجِِ خاص يقتضي تدخل فريق طبي يضم تخصصات مختلفة كطب الغدد الصم، وطب التوليد للحصول على العلاج المُناسِب وذلك بحسب ما ذكرته مراجعة نشرت في مجلة Oman Medical Journal عام 2018، وتجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الصحة العالمية توصي النساء الحوامل اللاتي يُعانين من نقص الكالسيوم بتناول مُكملات الكالسيوم بشكلِِ يَومي بكمياتِِ تتراوح بين 1.5ـــ 2.0 غرام من أجل تقليل خطر الإصابة بمُقدمات الارتعاج.
يُمكن أن يُسَبب نقص الكالسيوم بالدم أثناء فترة الحمل مشاكل عديدة لِكُلِِ من الأم والجنين، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المشاكل مُرتبطة بضغط الحمل، حيث يُمكن أن يزيد ارتفاع هذا الضغط من خطر العديد من المشاكل، مثل: مقدمات الارتعاج، واضطرابات نمو الجنين.
يُعدُّ الكالسيوم من المعادن المهمّة لجسم الإنسان، فهو يحتاجه لبناء العظام والحفاظ على صحّتها، كما أنّه يُعدّ مهمّاً لنبض القلب، وانقباض العضلات، وتخثُّر الدم.
لقراءة المزيد حول فوائد الكالسيوم وأهميته للجسم يمكنك الرجوع لمقال فوائد حبوب الكالسيوم.