ماهي أمراض العين الخلقية عند الأطفال

الكاتب: دعاء الحاج حمادي -
ماهي أمراض العين الخلقية عند الأطفال

ماهي أمراض العين الخلقية عند الأطفال.

يلد الأطفال مع العديد من الأمراض العينية، والتي يتم تشخيصها عند الولادة، بينما  قد يتأخر بعضها بالظهور لأعمار مختلفة.

من المهم إجراء فحص للعينين للمولود الجديد بأسرع وقت بعد الولادة كجزء من الفحص الشامل، وذلك لاكتشاف أي مرض خلقي أو تشوه بالعينين، وذلك لإعطاء فرصة للعلاج الباكر والحيلولة دون فقدان البصر.

العين الكسولة Amblyobia:

هي تدني الرؤية في  إحدى العينين ناجم عن عدم اتساق بين محوري العينين أو بسبب عدم  وصول الضوء خلال عدسة العين بسبب وجود كثافة فيها (الساد أو الماء البيضاء)، وهذه العوامل تؤدي إلى عدم استعمال العين الضعيفة مما يؤدي لكسلها ومع مرور الزمن يؤدي لضعف بقدرتها على الرؤية بسبب ضمور بالشبكية وضعف بحساسيتها للضوء.

تكون الاستجابة للعلاج جيدة إذا تم اكتشاف الحالة بعمر مبكر، ولكنها الإنذار ليس جيداً إذا تم التشخيص بعمر فوق العشر سنوات، حيث تستمر الرؤية بالعين بالتدني مع الوقت.

تتنوع الأعراض حسب العامل المسبب، ففي بعض الحالات يحدث حول بعين واحد حيث يحاول الطفل تركيز النظر بعين واحدة. يمكن أن يسعى الطفل لإمالة رأسه أو يعاني من الاصطدام  بالأشياء بسبب ضعف بتحديد بعد وعمق الأشياء، وأحيانا يعاني الطفل من الرؤية المزدوجة.

يكون العلاج بتشجيع العين الكسولة على العمل وذلك بتغطية العين  السليمة لفترات معينة خلال النهار ولمدة من الزمن. وفي بعض الأحيان يمكن للعمل  الجراحي لعدسة العين المصابة في حالات الماي البيضاء أن يفيد في إنقاذ العين من العمى، كما أن استعمال النظارات قد يفيد في إعاضة ما تم خسارته من القدرة البصرية بسبب عدم الاستعمال.

 اللابؤرية Astigmatism:

وتسمى أحياناً إنحراف البصر، هي حالة حالة مرضية بالعين حيث يرى الشخص الاشياء سواء البعيدة أو القربية غير واضحة وذلك ناجم عن عدم وصول صورة الأشياء إلى المكان المناسب في قعر العين، حيث يمكن أن تقع صورة الأشياء  أمام أو خلف  المكان المناسب في شبكية العين.

يكون سبب هذه الحالة اضطراب بتحدب القرنية أو عدسة العين غالبا ما تتجلى اللابؤرية بقصر البصر أو ببعد البصر.

الساد Cataract :

يدعى بالعامية بالماء البيضاء، وهي عبارة عن كثافة أو غباشة بعدسة العين التي يفترض أن تكون شفافة. حسب حجم وشدة الكثافة يمكن أن يتحدد كمية الضوء التي تدخل إلى داخل العين، وبجميع الأحوال تنجم عنه كثافة عدسة العين تشوش رؤية إذا كانت الكثافة خفيفة، ويمكن أن تسبب العمى إذا كانت الكثافة شديدة.

يعتبر التشخيص المبكر للساد (الماء البيضاء) عند الأطفال مهمة جداً للحفاظ على النظر. أهم ما يلفت النظر لاحتمال الساد هو وجود لون أبيض مكان بؤبؤ العين، بالإضافة للحول، ويجب مراجعة الطبيب للعلاج الذي يكون إما بالنظارات أو العدسات اللاصقة أو العمليات الجراحية. يمكن أن يتسبب الساد بحدوث حالات من كسل العين.

الزرق الخلقي Congenital Glaucoma:

تمت مناقشته بالتفصيل في موضوع “الزرق- الغلوكوما”. 

يولد في بعض الأحيان أطفال مصابون بالزرق بنسبة 1 كل 10,000 طفل،   يمكن أن يحدث لديهم بعد الولادة أو السنوات الأولى العمر. يمكن أن يكون السبب متوارثا من الأهل، أو بسبب إصابة الأم بالحصبة الألمانية أثناء الحمل.

يمكن الشك بوجود الزرق الولادي عند إجراء الفحص الدوري للأطفال الرضع، وغالبا ما يتم كشفه بعمر بين 3-6 أشهر. غالبا ما يلاحظ محاولة الطفل لإغلاق جفنيه في العين المصابة، أو وجود حساسية كبيرة للضوء مع زيادة في كمية الدمع.

يمكن أن تتطور الأعراض إلى فقدان الشفافية بالقرنية (الجزء الشفاف المتواجد أمام القزحية، العدسة التي تعطي العين لونها) ويمكن أن تكون إحدى أو كلا العينين أكبر من الطبيعي مع وجود إحمرار بالعينين.

تم تأكيد التشخيص بفحص الطفل من قبل أخصائي العيون، والذي يتم على الإغلب تحت التخدير حتى يتم فحص ضغط العين وباقي أجزاء العين بشكل كامل. وبعد التشخيص، يكون العلاج على الأغلب بالعمل الجراحي الذي يهدف لتصريف كمية السائل الزائد داخل العيين.

الحول Strabismus :

ينجم عن حدوث عدم اتساق بين محوري العينين، وينجم عنه إما حدوث حول داخلي (يبدو الشخص وكأنه ينظر إلى أنفه) والحول الخارجي (حيث تنظر كل عين إلى جهة ) . يمكن أن يكون الحول دائما أو متقطعا، غالبا ما تكون الرؤية مضاعفة وخاصة عند البالغين. إذا لم يعالج الحول يمكن أن يؤدي للعين الكسولة وبالتالي قد تفقد العين النظر بشكل كلي.

يعالج الحول بالنظارات التصحيحية أو بالجراحة أو بحقن البوتوكس.

العين الدامعة وانسداد القناة الدمعية:

تُلاحظ هذه الحالة مباشرة بعد الولادة وقد تحصل بعد فترة من الولادة أيضا، تتجلى بشكل زيادة بانهمار الدمع من عين واحدة على الأغلب بشكل دائم حتى عند عدم البكاء مع زيادة في تكرار التهابها وخروج مفرزات بيضاء من العينين. تنجم هذه الحالة عن انسداد أو تضيق بالقناة الدمعية التي تصرف الدمع من العين إلى الأنف.

يمكن أن تتحسن هذه الحالة لوحدها بعمر بين 6-12 شهر من العمر، وفي حال لم تتحسن، يمكن العلاج بالقطرات العينية لتخفيف الالتهاب وإجراء التدليك خارجي للمنطقة بين العين والأنف، وفي حال لم تتحسن، يمكن إجراء  العمل الجراحي لتوسيع مجرى الدمع.

في بعض الحالات يكون سبب دمع العين ولاديا مثل (ارتفاع ضعط العين) أوأمراض سطح العين.

اضطرابات بمركز البصر في الدماغ:

 ينجم عنه عمى بسبب اضطراب بمركز البصر في الدماغ، تكون العينان طبيعيتان لكن لا يتم ترجمة ما يرد من العين إلى الدماغ، مما يؤدي لاضطراب الرؤية.

نقص  تطور ونضج العين:

لا تتطور العين بشكل طبيعي أثناء تكون الجنين، تؤدي لحالات مرضية مثل صغرحجم العين، وتثلم القزحية وعدم تكون العصب البصري، معظم هذه الحالات تؤدي للعمى.

الرؤية المزدوجة:

تحصل بسبب اضطراب باتساق محور العينين مما يسبب رؤية الأشياء بمكانين بنفس الوقت وهذا يؤدي لرؤية مضاعفة للشيء، ويمكن أن تنجم الرؤية المزدوجة عن عدة أسباب ويختلف العلاج حسب السبب.

يمكن أن يشمل علاج الرؤية المزدوجة ارتداء النظارات أو الجراحة أو استخدام حقن البوتوكس (السم الوشيقي).

بُعد النظر Hyperopia:

في هذه الحالة يرى الشخص المصاب  الأشياء البعيدة أوضح من الأشياء القريبة، وغالبا ما يكون قطر العين الأمامي الخلفي أصغر من الطبيعي  بالتالي تقع الصور خلف الشبكية مما يسبب تشوش بالرؤية.

غالبا ما يكون بُعد النظر وراثياً، ويكون الأطفال والمولودن الجدد بعيدي النظر أيضاً ولكن الحالة تتحسن عند النمو وكبر حجم العين، ولكن اذا استمرت الحالة لما بعد عمر 7 سنوات، يمكن أن يكون هناك حاجة للعلاج بالنظارات المصححة.

يمكن أن يسبب بعد النظر عند الأطفال تشوش الرؤية وإذا لم يصحح تفقد العينين قدرتهما على التنسيق بينهما، مما قد يؤدي إلى ضعف بالبصر، وكذلك يمكن أن يؤدي بعد النظر غير المصحح إلى حول داخلي عند الطفل وخاصة بالعمر بين 2-7 سنوات، ويجب أن يعالج بالنظارات لضبط عدم اتساق محور العينين.

قصر النظر Myopia:

هي الحالة التي يرى بها الشخص الأشياء القريبة أوضح من الأشياء البعيدة. تقع الصورة المركزة لدى الذين لديهم قصر نظر أمام الشبكية، مما يسبب تشوش بالرؤية للأشياء البعيدة. يمكن أن يسبب قطر النظر الشديد كسل بالعين، ويجب أن تلفت العلامات مثل تقريب الأشياء للعين لرؤيتها أو الحول لاحتمال وجود قصر نظر مما يستدعى مراجعة طبيب العيون.

الرأرأة Nystagmus:

هي حركة عفوية وغير مقصورة متكررة ومنتظمة لكرة العين، يمكن أن تكون الحركة من جهة لجهة، أو من الاسفل للأعلى أو حركة دائرية. يمكن أن تكون المشكلة ولادية، كما يمكن أن تظهر لاحقا. وتنجم عن عدم القدرة على تثبيت النظر الثنائي في الطفولة، كما يمكن أن تكون مرافقة للعديد من الأمراض الأخرى التي تصيب الجهاز العصبي.

انسدال الجفن Pediatric Ptosis:

 يمكن أن يكون انسدال (هبوط) الجفن العلوي عند الأطفال خلقي أو أن يحدث لاحقا، ويكون غالبا بسبب ضعف بعضلات الجفن العلوي مما يؤدي لعدم القدرة على رفعه. يمكن أن يؤدي انسدال الجفن الشديد إلى عدم وصول الضوء إلى الشبكية مما قد ينجم عنه كسل بالعين، وقد يؤدي في حال غياب العلاج إلى ضعف شديد بالرؤية.

بالإضافة للتأثيرات على النظر، يمكن أن يسبب انسدال الجفن إلى وضعية رفع الذقن وذلك للتمكن من الرؤية.

 ينصح بالجراحة لرفع الجفن في الحالات الشديدة من انسدال الجفن وذلك للحفاظ على القدرة البصرية.

عدم نضج الشبكية:

 تحدث هذه الحالة عند بعض الأطفال الخدج وتنجم عن عدم نضج الأوعية الدموية في الشبكية. يمكن أن تسوء الحالة مع الوقت وتهدد البصر وقد تحتاج علاج وخاصة بالليزر، والكثير من الحالات يمكن أن تتحسن لوحدها.

يمكن أن ينجم عن نقص نضح الشبكية العديد من الحالات المرضية مثل الحول وقصر النظر والساد، وفي بعض الحالات يمكن أن تتسبب بالعمي بسبب انفصال الشبكية.

يتحدد الأطفال الذين لديهم خطر حدوث نقص نضح بالشبكية فور الولادة ويجب أن يتم مراقبتهم باستمرار.

أمراض العين الوراثية:

تتسبب بالعديد من الاضطرابات بالعين، وغالبا ما يتواجد أكثر من شخص لديه نفس المرض بالعائلة ولذلك ينصح بإجراء تقييم للنظر بأسرع وقت بعد الولادة في حال وجود مشاكل ورائية بالعينين.

شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook