ترجع كلمة موسيقى أو موسيقا إلى أصول يونانيّة، وتُعرَّف على أنّها فنّ الاهتمام بالألحان؛ من حيث تأليفها وتوزيعها، كما تهتمّ بالغناء، والعزف على مختلف أنواع الآلات الموسيقية الشعبية منها أو الطربية، وجمعها هو موسيقات، ومن التعريفات الأخرى للموسيقا؛ هي أصوات تتميّز بالتناغم، والإيقاعات، ولها عدّة أنواع.
أمّا الموسيقا فهو العلم الذي يهتمّ بالموسيقا والنغمات الموسيقيّة، ويُعرَّف بأنّه العلم الذي يُعنى بدراسة أحوال النغمات الموسيقيّة من ناحية تآلُفِها وتنافرها، وقِصرها وطولها، ويشتملهذا العلم على جزأين، هما: علم التأليف؛ أي تركيب النغمات لتكوّن ألحاناً تُقرَن بالشعر، والزّجل والمُوشَّحات، وغيرها من أنواع الفنون، وعلم الإيقاع أو الأصول، ويهتمّ بدوره بموازنة الألحان بحيث لا تَختلّ عندما تُغنّى أو تُنشَد.
كانت للموسيقا قبل التاريخ أهميّة كبيرة؛ حيث استُخدِمت للتعبير عن السعادة في الأفراح، والحزن والنحيب في الجنازات، وقد عدّها الكثير من الكهنة جزءاً مُهمّاً في طقوسهم الدينيّة؛ فكانوا يترنّمون ويعزفون على الآلات عند تكريم آلهتهم، وقد استخدمها شعب الأزتك في المكسيك للرقص في المهرجانات الدينية، واستدعاء الجنود في الحروب، أمّا بداية صناعة الموسيقا فكانت حين اكتشف البشر الأوائل قبل آلاف السنين أنّ هناك أشياء حولهم تُصدر أصواتاً جميلةً ومختلفةً عند الضرب عليها، مثل: جذوع الأشجار، وعظام الحيوانات، وقصب السكر، وجلود الحيوانات التي كانت مصدراً لصناعة الطبول.
ظلّت الآلات الموسيقة تُصنَع من المواد الطبيعية حتّى القرن العشرين، ومن هذه الآلات: الأبواق المصنوعة من قرون الأكباش، والنحاس، والكمنجات المصنوعة من الخشب المحفور، وآلة المصفار (بالإنجليزيّة: Pan-pipes) المصنوعة من سيقان النباتات الجوفاء ذات الأطوال المختلفة، ويرجع سبب تسميتها بذلك إلى الإله الإغريقي بان الذي عاش في البراري، بالإضافة إلى آلة الديجيريدو المصنوعة من جذع شجرة طويل وأجوف، وقد صنعها السكان الأصليّون في أستراليا، وهي تعطي صوتاً عميقاً يُسمَع من مسافات بعيدة، وفي القرن العشرين بدأ صانعو الآلات الموسيقية باستخدام البلاستيك والنايلون لإنتاج الآلات الموسيقية بكميات كبيرة، وتكلفة أقل.
ارتبط ظهور الآلات الموسيقية وتطورها بالإنسان الأول، فهي تُعدّ جزءاً من حضارات الشعوب، وهي من العناصر الأساسية لتكوين الفرق الموسيقية، وتُصنَّف الآلات الموسيقية زمنياً إلى ثلاثة أقسام:
وفي العصر الحديث أصبح من الممكن ربط الآلات الموسيقة بمكبرات إلكترونيّة، تكمن وظيفتها في تضخيم الصوت، ومن الأمثلة عليها لوحة المفاتيح الإلكترونيّة، وتحتوي على مفاتيح وظيفتها إرسال الإشارات عبر المكبّر والسمّاعات، كما يستخدمها العازفون لعمل مؤثّرات صوتية أثناء العزف.
كان أوّل ظهور للموسيقا الشعبية في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية على أيدي الأمريكيّين من الأصول الإفريقيّة، وقد كانت تُسمَع مباشرةً من العازفين والمُغنّين قبل ظهور تسجيل الأصوات في عام 1878م، ممّا مكّن الناس من سماعها على الأسطوانات المصنوعة من الشمع أو البلاستيك، ولها ثلاثة أنواع مختلفة، وهي موسيقا الجاز التي تُعزَف على الآلات النحاسيّة، وأشهر عازف جاز هو لويس ساتكمو آرمسترونغ مبتكر طريقة الغناء التي تُدعى السّكات، وفيها يستخدم العازف صوته الغنائي بالعزف على الآلة، وموسيقا البلوز العاطفية، وقد اشتُهِر بها عازف الغيتار بي بي كينغ، والموسيقا الإنجيلية التي تُؤدّى في الكنائس وتُمزَج فيها التراتيل مع الموسيقا.
وقد دُمِجت موسيقا البلوز والجاز معاً لتؤلّفا موسيقا الإيقاع والبلوز، وأصبحت أكثر انتشاراً في خمسينيات القرن العشرين؛ وذلك عندما مُزِجت مع الموسيقا الريفيّة والموسيقا الغربيّة التي يعزفها الأمريكيّون البيض، وبذلك ظهر نوع جديد من الموسيقا وهي الروك آند رول، التي كانت تعبّر عن مشاعر المراهقين المختلفة، ويُذكَر أنّ المغنّي الأمريكيّ إلفيس بريسلي -المعروف بالملك- يُعدّ أحد أشهر مغنّي هذا النوع من موسيقا الروك آند رول.
طوّر موسيقيّو الكنائس من الأوروبيين الترانيم، والأغاني، والمقطوعات الدينيّة التي كانت تُؤدّى في الكنائس ليبتكروا نوعاً جديداً من الموسيقا، وهي الموسيقا الكلاسيكية، وذلك في الفترة بين 1950-1600م، وكتبوا أعمالهم الموسيقية باستخدام السلم الموسيقي الذي يتألف من ثماني نوتات موسيقية، وألّفوا مقطوعات غير دينية لرجال السُّلطة مقابل المال، ومن أشهر هؤلاء المؤلّفين: الموسيقيّ الألمانيّ جوهان سباستيان باخ الذي ألّف مقطوعات موسيقية تُسمّى الحجرة، وموسيقا عُزِفت على آلة الأرغن وغنّتها جوقات الكنائس، وممّا ساعد على انتشار الموسيقا الكلاسيكية هو قدرة مؤلّفيها على طباعة موسيقاهم ونقلها إلى مختلف الدول، وانتقلت لتؤدّى في حفلات الأوبرا على شكل مسرحيّات تُؤدّى بطريقة غنائيّة، ومن أشهر الموسيقيّين الكلاسيكيّين: باخ، وموزارت، وبيتهوفن.
اعتقد باحثون أمريكيّون أنّ لطاقة الموسيقا تأثيراً كبيراً على الدّماغ، وقد اشتملت الأبحاث المرتبطة بالموسيقا وأثرها على الدماغ المرضى المختلفين؛ في محاولة لإثبات مدى التأثير الموسيقي في علاجهم، أو تخفيف جرعات الأدوية التي يتناولونها، وأُجرِيت هذه الأبحاث في مستشفى جامعة ميدستار جورج تاون في واشنطن، وكانت على مختلف الآلات الموسيقية، وتوصّل الباحثون إلى أنّ العلوم العصبيّة بإمكانها تحديد المواضع التي تنشط في الدماغ عند عزف الموسيقا، وقد شاركت في هذه الأبحاث مغنّية الأوبرا رينيه فلمنغ؛ حيث طُلِب منها أن تقول كلماتٍ لأغنية لها، ثمّ غناء هذه الكلمات، وتخيّل نفسها وهي تؤديها داخل جهاز تصوير الرنين المغناطيسي، وأظهرت النتائج حدوث تداخل في مواضع الدماغ في المناطق الخاصة بالحديث والغناء، ولكنّ الأماكن الأكثر نشاطاً كانت عندما تخيّلت أنّها تغني