العمارة البيزنطية: هي فن من فنون عصر فجر المسيحية، تطورت في القسطنطينية، حيث اتخذت معظم خصائص عمارة فجر المسيحية، من أهم عناصرها كان بناء الكنائس المسيحية، ذلك بعد اتخاذ الدين المسيحي الدين الرسمي في مدنية القسطنطينية، تُعتبر القباب من أهم معالم الطراز البيزنطي وصفاته المميزة، حيث كان يتم إنشاء القباب على معلقات.
حاول الرومان الأقدمون أن يتوصّلوا إلى هذه الطريقة الإنشائية ولم ينجحوا إلا نجاحاً محدوداً في استخدام القبة على المعلقات؛ لتسقيف المباني التي يكون مسقطها الأفقي متعدد الأضلاع، حيث قاموا البيزنطينين بتهذيب هذه الطريقة لدرجة مدهشة، حيث بنوا قباب عظيمة الحجم على مساحة مربعة.
بناء القبب على معلقات جعلت من السهولة تسقيف المساحات الكبيرة، من دون الحاجة إلى بناء أعمدة أو مرتكزات خاصة بالوسط، بحيث يكون الوسط الداخلي لهذه القباب جميلاً ومنسقاً، حيث تظهر القبة من الداخل والخارج لعدم وجود سقف إضافي فوقها.
كانت تُفتح سلسة من الفتحات الصغيرة حول بداية انحناء القبة، بحيث تكون هذه القبة مرتكزة على طبلة، حيث كانت طريقة الإنشاء بوضع تلك النوافذ الصغيرة، بحيث تعطي المبنى روعة وتؤكد حجم وشكل القبة.
تأثرت المساقط الأفقية البيزنطية بسبب استعمال القباب، حيث نتج عن ذلك وجود مساحة مركزية متسعة، يكون شكلها مربع أو كثير الأضلاع، ومسقوفة بقبة محمّلة على معلقات، ويتم إحاطة المساحة المركزية بأبهاء قليلة الطول ومسقوفة بأقبية مستمرة، وبهذا نلاحظ أن المسقط الأفقي العام للكنائس البيزنطية يكون على شكل صليبي، ويعد هذا الشكل من أهم معالم العمارة البيزنطية.
وكل ركن من الأركان الأربعة للكنيسة يسقف بقبة محملة على معلقات أو بقبو متقاطع، كان يتبع القبلة المذبح، قائمة بجانب من الكنيسة، حيث كان المدخل ويتبعه الرواق موجودان في الجانب المقابل لذلك.