يشير مصطلح التبرع بالدم (بالإنجليزية: Blood donation) إلى عملية تجميع، وفحص، وتحضير، وتخزين الدم ومكوّناته، إذ إنّ المتبرعين بالدم يكونون غالبًا متطوّعين غير مدفوعي الأجر، ومن الجيد ذكره أنه يصل عدد وحدات الدم التي يتم التبرُّع بها عالميًا ما يقارب 117.4 مليون وحدة في كل عام، حيث يعد معدّل عملية التبرع بالدم أعلى بـ 7.4 مرة في الدول ذات الدخل المرتفع مقارنة بالدول ذات الدخل المنخفض، ويمكن القول أنّ التبرع بالدم هو أغلى هدية يمكن أن يقدمها الشخص للآخرين، إذ إنّه يمكن من خلالها إنقاذ حياة أحد الأشخاص، أو حتى العديد منهم وذلك في حال تم فصل الدم إلى مكوناته؛ كخلايا الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red Blood Cells)، والصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelet)، والبلازما (بالإنجليزية:plasma)، إذ يمكن الاستفادة من كل مكوّن على حِدا لدى المرضى الذين يعانون من حالات خاصة، وتجدر الإشارة إلى أنّه بالرغم من الحاجة الماسّة للدم، إذ تحتاج المستشفيات إليه بشكلٍ كبير ودائم، وبالإضافة إلى معرفة الناس بأهميته وضرورته بشكلٍ عام، إلا أنّ ما يقارب ربع الأفراد فقط هم القادرون على التبرع بالدم.
ويجدر بالذكر أنّ الدم يتكوّن من جزئين أحدهما سائل، وهو البلازما التي تتألف من الماء، والأملاح، والبروتينات، إذ تشكّل هذه البلازما نصف مكوّنات الدم، وأما الجزء الآخر فهو الجزء الصلب الذي يحتوي على خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، إذ تحمل خلايا الدم الحمراء الأكسجين من الرئتين لتوصله إلى الأنسجة والأعضاء، وتعيش لمدة 120 يومًا، أما خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: White blood cells) فهي جزء من الجهاز المناعي، وتُحارب الإصابة بالعدوى، وتعيش بعض أنواعها لمدة تقل عن يوم واحد، بينما تعيش أنواع أخرى منها لمدة أطول، أما الصفائح الدموية فهي تساعد الدم على التجلط والتخثر عند حدوث شق أو جرح، إذ تعيش هذه الصفائح لمدة تصل إلى ستة أيام، وتجدر الإشارة إلى أنّ عمليتي موت خلايا الدم وإنتاج غيرها هي عمليات مستمرة، إذ ينتج نخاع العظم خلايا جديدة عند موت الخلايا الدم، ويُعرف نخاع العظم على أنّه مادة إسفنجية تقع في داخل العظام.
في الحقيقة يوجد العديد من الأشخاص غير المدركين لأهمية التبرع بالدم، إذ يحتاج إلى الدم ما يقارب شخص واحد من كل 7 أشخاص يتم إدخالهم إلى المستشفى، حيث يعاني العديد من الأفراد من حالات صحية تحتاج إلى وحدات من الدم يتم توفيرها عبر التبرع بالدم، ومن الحالات التي قد يحتاج فيها المريض إلى نقل الدم نذكر ما يأتي:
تعتمد أنواع فصائل الدم وتصنيفها على علامات معينة كنوع معين من الكربوهيدرات أو البروتينات، أو مولدات الضد (بالإنجليزية: Antigen) التي توجد على سطح خلايا الدم الحمراء،إذ إنّ هناك أربع مجموعات مختلفة لفصائل الدم، وهي: A، B، AB، O، ولكل مجموعة تصنيف أخر؛ إما أنّها ذو زمرة دموية ريسوسية موجبة أو سالبة،وينبغي التنبيه إلى أنّ معرفة المعلومات السابقة يُعدّ أمرًا مهمًا وضروريًا، وذلك لضرورة تلاؤم وتوافق فصيلة الدم والعامل الرايزيسي (بالإنجليزية: Rh factor) بين دم كل المتبرع والمستقبل للدم، وعلى الرغم من ذلك يمكن إعطاء وحدات دم من فصيلة O سالب لأي أحد عند الضرورة، إلا أنّه يُفضّل الموافقة بين أنواع الدم لمنع حدوث أية تفاعلات خطيرة.
من الفوائد التي يمكن أن تعود على المتبرع بالدم ما يلي:
هناك نوعان رئيسيان لعملية التبرع بالدم، يمكن بيان كل منهما على النحو الآتي:
يعد التبرع بالدم الكامل أكثر الأنواع مرونة، إذ يتم فيه التبرع بالدم كوحدة واحدة، ويُنقل هذا الدم إلى المستقبل بشكله وتكوينه الأصلي، كما يمكن فصل مكونات الدم لمساعدة العديد من الأفراد كما ذكر سابقاً، بالإضافة إلى ذلك يوجد نوع خاص من التبرع بالدم الكامل يعرف بالتبرع ذاتي المنشأ؛ الذي يُستفاد منه لدى المرضى الذين يحملون أنواع دم نادرة يَصعُب إسعافهم أو إغاثتهم من خلال عمليات تزويدهم بالدم الاعتيادية أو الطبيعية، حيث يتم في هذا النوع سحب دم أحد الأشخاص الذين سيخضعون لعملية جراحية غير طارئة واختيارية، ولكن يُتوقع حدوث فقدان للدم خلال هذه العملية، إذ يتم تخزين الدم المسحوب لمدة 42 يومًا، ومن ثم يُعاد هذا الدم إلى الشخص نفسه عند حاجته إلى نقل الدم، وينبغي التنبيه إلى ضرورة أن يكون المتبرعين في هذا النوع ذو صحة جيدة، وذلك لتتم عملية التبرع بشكلٍ آمن، فهو من الخيارات النادرة لدى الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة.
تعتمد طريقة الفصادة (بالإنجليزية: Apheresis) على جمع كمية كبيرة من مكوّن واحد من مكونات الدم كخلايا الدم الحمراء أو الصفائح الدموية في جلسة واحدة، فقد يختار الفرد التبرع بجزء من الدم، ويمكن ذلك من خلال تجميع الدم في آلة خاصة تفصل مكونات الدم عن بعضها أثناء عملية التبرع، بحيث يتم جمع الجزء المراد من الدم، بينما تُعاد باقي المكونات والأجزاء إلى المتبرع.ومن أنواع خلايا الدم التي يمكن التبرع بها نذكر ما يأتي:
إنّ اتباع قواعد وشروطم معينة إثناء عملية التبرع بالدم تساعد على حماية صحة وسلامة كل من المتبرع والمستقبل للدم، وهي كما يأتي:
نذكر فيما يأتي بعضاً من المتطلبات الأساسية الواجب توافرها لدى المتبرع بالدم:
ويجب التنويه إلى أن المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم يمكنهم التبرع بالدم ما دام المرض تحت السيطرة، حيث يعد ارتفاع ضغط الدم لدى المتبرع بالدم أمرًا مقبولًا ما دام الرقم الأول المعروف باسم الضغط الانقباضي في قراءة الضغط لا يتجاوز 180 مليمتر زئبقي، والرقم الثاني المعروف باسم الضغط الانبساطي لا يتجاوز 100 مليمتر زئبقي في وقت إجراء عملية التبرع بالدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام أدوية ارتفاع ضغط الدم لاتعني عدم إمكانيته المريض للتبرع بالدم.
هناك بعض الأشخاص الذين لا يمكنهم التبرع بالدم، ومن هؤلاء الأشخاص نذكر ما يأتي:
تستغرق عملية التبرع بالدم بشكلٍ كامل ما يقارب الساعة الواحدة، بدءًا من لحظة الوصول إلى مكان التبرع إلى لحظة المغادرة، إلا أنّ عملية التبرع بالدم بحد ذاتها تحتاج إلى ما معدّله 8-10 دقائق تقريبًا فقط، وتجدر الإشارة إلى أنّه قبل إجراء التبرع بالدم يُفضّل تناول وجبات الطعام الاعتيادية، وشرب كمية كافية من السوائل غير الكحولية، بالإضافة إلى تجنّب ممارسة التمارين الرياضية الشديدة أو المسببة للإجهاد
أُنشأ أول بنك للدم عام 1936 ميلادية، وتُعدّ بنوك الدم المخازن التي يتم فيها جمع الدم، ومكوناته من المتبرعين لحين تقديمه للمرضى، حيث تجمع هذه البنوك الدم من المتبرعين، كما يمكن فصل مكونات الدم لاستخدام أحد مكوناته كما أوضحنا أعلاه وفقاً لحاجة المريض.